شفقنا العراق-رغم المناشدات الدولية والأممية بوقف أعمال الهدم حي المسورة التاريخي بالعوامة الذي يعود تاريخة إلى 400 عام، أنهت السلطات السعودية سيطرتها على الحي، وإنهاء عملية هدمه في الوقت الذي أعلنت فيه منظمة “هيومن رايتس ووتش” إن القوات السعودية أغلقت بلدة العوامية شرق البلاد بعد أسابيع من حصارها.
وأدت الحملة الأمنية التي تشنها السلطات السعودية على مسلحين، بحسب زعمها، في المنطقة الشرقية إلى هدم عشرات المباني في الحي القديم من بلدة العوامية وهروب آلاف السكان.
ومنذ أكثر من ثلاثة أشهر تخوض قوات الأمن السعودية حملة لطرد مسلحين، على حد زعمها، من البلدة الصغيرة التي يسكنها نحو 30 ألف شخص من الشيعة، وكانت مركزا لاحتجاجات ضد الحكومة.
ومنذ آذار/ مارس الماضي، يشهد حي المسورة مواجهات مسلحة بين قوات الأمن ومسلحين مطلوبين بتهم تتعلق “بالإرهاب”.
السلطات السعودية تقول إن الحي تحول في السنوات الأخيرة إلى “وكر للإرهابيين ومروجي المخدرات”.
وبدأت السلطات في 10 من أيار/ مايو هدم الحي مبررة ذلك بأنه أصبح “مخبأ لإرهابيين” وبسعيها إلى تنفيذ مشروع سكني على أنقاضه.
الأمم المتحدة ناشدت في شهر نيسان/ أبريل السلطات السعودية بوقف أعمال الهدم للحي الذي يعود تاريخة إلى 400 عام، معتبرة أنه يشكل جزءا من التاريخ والتراث السعودي.
غير أن الانتقادات الدولية لم تثن السلطات السعودية عن عزمها في هدم الحي.
أمين المنطقة الشرقية، عصام الملا أفاد بأن حجم التعويضات لمنازل حي المسورة بلغ نحو 800 مليون ريال، مشيرا إلى أنه جرى إزالة نحو 80 منزلا في حي المسورة.
وخلال الحملة الأمنية الأخيرة، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عدد من أشرطة الفيديو لرجال أمن سعوديين يهينون مقدسات الطائفة الشيعية.
وفتحت السلطات السعودية الأربعاء تحقيقا بشأن شريط فيديو نسب إلى أحد رجال الأمن يشتم مقدسات الشيعية خلال عملية تمشيط حي المسورة بالعوامية.
ولم تنشر أرقام الخسائر لكن مندوبا من وزارة الداخلية السعودية قال إن ثمانية من فرقة الردّ السريع في الشرطة، وأربعة من جنود القوات الخاصة قتلوا منذ بدء الحملة الأخيرة.
ويقول سكان العوامية إن تسعة مدنيين قتلوا في أعمال عنف في الأسبوع الأخير. وبحسب نشطاء، قتل خمسة من المقاتلين و23 مدنيا في الاشتباكات.
هيومن رايتس ووتش”: أجزاء كبيرة من العوامية تعرضت لدمار هائل
قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في بيان لها، اليوم الاحد، إن قوات الكيان السعودي أغلقت بلدة العوامية شرق البلاد بعد أسابيع من حصارها.
واضافت المنظمة انه “بمقارنة صور التقطت بالاقمار الاصطناعية في شباط/فبراير الماضي وآب/اغسطس الجاري يظهر تعرض أجزاء كبيرة من البلدة لدمار هائل يطال أيضا بنية تحتية مدنية”.
من جهتها، قالت مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة سارة ليا ويتسون إن “على سلطات الكيان السعودي توفير الخدمات الأساسية لسكان العوامية المحاصرين والتأكد من أنهم يستطيعون الانتقال داخل المدينة وخارجها بأمان”.
واضافت ويتسون انه “على سلطات الكيان السعودي أيضا أن تُحقق فورا وبشكل موثوق في ما إذا كانت قواتها استخدمت القوة المفرطة في العوامية”، ودعت “لاتخاذ خطوات فورية للسماح للسكان بالعودة الى منازلهم بسلام والسماح بإعادة فتح المحلات التجارية والعيادات وتعويض السكان عن أضرار الممتلكات والدمار التي سببها العدوان السعودي”.
وتُتهم سلطات الكيان أنها نفذت عملية عسكرية ضد منقطة العوامية بهدف هدم حي المسورة التاريخي على خلفية الاحتجاجات المطلبية ضدها، وتقول السلطات انها تقوم بكل ذلك بهدف اقامة مشاريع تنموية في المنطقة.
النهاية