شفقنا العراق-خريطة طريق دعت اليها المرجعية الدينية اليوم في خطبة الجمعة على لسان معتمدها الشيخ عبدالمهدي الكربلائي وهي دعوة كريمة بلاشك ندعمها بكل أشكال الدعم شريطة أن تتوافر آلياتها وهذه الآليات سياسية وإجتماعية ودينية يجب أن تكون مغلفة بغلاف الثقافة المفتوحة والمصارحة المكشوفة، فنحن في العراق نعاني من أزمة حقيقية في الخطاب وقبول الأخر بتاثير الإنعكاسات التأريخية والخلافات الدينية والمذهبية والتناحرات السياسية وإذا لم نحد من أثر هذه التحديات بشكل عام وتدريجي ويشعر المجتمع أننا جادون في طي صفحات الماضي سوف لن نستطيع المضي في سبيل تحقيق السلم الإجتماعي الذي تريده المرجعية الكريمة وتنشده وهنا لأبد من الإشارة الى عدة أمور:
أولاً: حجب الخطاب الطائفي من كل القنوات باعتباره مسبباً للفتن والأوجاع التأريخية وهذا من أصعب المفاصل لان الدائبين على الإعتياش على عقد الماضي من الكثرة بحيث صار الحد من تأثيرهم صعباً للغاية ولكن باستطاعتنا أن نخفف ونحد من ذلك.
ثانياً: أن نفهم الأخر ونحترم خصوصياته ونبتعد عما يثير الحساسية حتى لو كانت بدون قصد وهو أول مفاتيح الشحن الطائفي.
ثالثاً: أن تتخذ القيادات السنية قراراً حازماً ورافضاً لكل أشكال التسلح والجهاد والفصائل وغيرها حتى نستطيع الضغط الشديد على كل القيادات الشيعية بتحجيم دور المسلحين لأنني أعتقد أن العنف المسلح السني الذي بدأ عام ٢٠٠٣ هو الذي ساهم مساهمة مباشرة بتشكيل فصائل شيعية مسلحة متطرفة بحجة الدفاع عن طائفتهم بالمقابل وأنتم تتذكرون متى تأسس جيش المهدي وماهي الأسباب التي قادت لإيجاده لقد كانت الفصائل السنية بدعوى مقاتلة المحتل تصول وتجول وتقتل الأخر وتفجر وتهجر ما أفرز ردة فعل ميليشياتية لدى الطرف الأخر الشيعي في نتيجة منطقية ومتوقعة.
رابعاً: أن يكون الخطاب السياسي الحزبي والحكومي لأجل العراقيين جميعاً وليس للطوائف والجماعات.
خامساً: أن توقع القوى السياسية العراقية وثيقة شرف وبإشراف الأمم المتحدة وبمشاركة الدول الصديقة تتضمن ورقة عمل حقيقية تعطي رسالة أمان للجميع دون استثناء.
سادساً: إن يُصارح الجمهور السني بخصوصية الجمهور الشيعي ويُصارح الشيعي بخصوصية السني فلكل دين ومذهب خصوصية ولكل منهما مقدسات يحرم التجاوز عليها بأي شكل من الأشكال سواء بالتلميح أوالتصريح ويجب أن تحترم تلك الخصوصيات بأي شكل من الأشكال.
نعتقد أننا إذا قمنا بهذه الإجراءات سوف ننتقل الى صفحة جديدة تمهد لأجواء أكثر أمناً واستقراراً في مرحلة مابعد داعش. ونمضي ببناء عراق أمن مستقر، ونحن بدورنا نشكر المرجعية الدينية لهذا الطرح ويقابله شكر لكل علماء السنة الذين يدعون لذات الخطاب ويبحثون عن ذات المشتركات التي تمهد الإرضية لتعايش سلمي يصنع الأمن ويعززه وينهي حالة العنف.
الشيخ خالد الملا
———————–
المقالات المنشورة بأسماء أصحابها تعبر عن وجهة نظرهم ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع
————————