شفقنا العراق- حقق الجيش السوري هذا الأسبوع تقدُّما نوعيا على محوري جنوب شرق الرقة وشمال شرق السخنة، فقد واصلت قواته التقدم سريعًا وسط انهيارات في الدفاعات الأمامية لتنظيم “داعش” الإرهابي، وحالات تخبط وفرار واقتتال داخلي في صفوف التنظيم.
ووفقًا للمجريات الميدانية، نفذت وحدات من الجيش السوري اليوم عمليات مكثفة مدعومة بالطيران الحربي على تجمعات وتحصينات إرهابيي “داعش” على الأطراف الجنوبية الشرقية لمنطقة جب الجراح أسفرت عن استعادة السيطرة على قرية منوخ شمال شرق جباب حمد بـ 15 كم في ريف حمص الشرقي قرب حقول الهيل وأرك، وتزامن ذلك مع اشتباكات بين الجيش والتنظيم في مدينة دير الزور ومحورها الجنوبي والغربي في المقابر ومحيط الفوج 137 والمطار والبغيلية وسط تصاعد الانتفاضة الشعبية للأهالي ضد التنظيم ومهاجمة عشائر ريف الدير له، هذا في وقت تقدم الجيش على محور جنوب الرقة في جبل البولية ومعدان والخميسية والجابر والنميصة، حتى أصبح على بعد حوالي 30 كلم من دير الزور التي تُعتبر بنفسها هدفًا استراتيجيًّا.
وكان الجيش وحلفاؤه استعادوا أول من أمس الأمن والاستقرار إلى بلدات الحردان وسالم الحمد والعطشانة ومقلة كبيرة ومقلة صغيرة والدعمة بريف الرقة الجنوبي الشرقي، بعدما كان قد سيطر خلال الأسابيع القليلة الماضية على عشرات آبار النفط والغاز، وتحرير نحو 30 كم من الضفة الجنوبية لنهر الفرات في إنجاز جديد لجهة قطع خطوط إمداد التنظيم بين الرقة ودير الزور، وبالتالي كسر الحصار عن آلاف المدنيين المحاصرين في الدير، وجاء هذا بالتوازي مع التقدم الكبير الذي حققه الجيش على محاور السخنة وريف البوكمال الجنوبي الغربي.
وفي حديث لموقع “العهد” الإخباري، شرح المحلل والخبير الاستراتيجي العميد الركن المتقاعد في الجيش السوري، علي مقصود، مجريات معركة البادية، مؤكدًا “أن تقدم الجيش السوري يسير وفق الخطة الموكلة اليه، في الوصول الى مدينتي دير الزور والبوكمال، من خلال التقدم عبر محور جنوب شرق الرقة جنوب بلدة معدان، ومحور شمال غرب السخنة من جبال الطنطور وسلسلة جبال الضاحك والسلسلة الشمالية، وهي أبرز موقع استراتيجي في المنطقة، ما يعطي الجيش أفضلية في السيطرة على عمق البادية”.
وأضاف الخبير الاستراتيجي “أن الجيش بدأ يتقدم ليسيطر على عدد من النقاط الاستراتيجية بين الرقة والسخنة ليصل الى جبل البشري وبلدة الكوم، وبذلك يكون قد أحكم الطوق على المنطقة الممتدة من ريف السلمية شمال حماه حتى الحدود الغربية لمحافظة دير الزور، محاصرًا مسلحي التنظيم وقاطعًا عنهم كل خطوط الإمداد”.
وأشار العميد مقصود، أن الجيش السوري قطع الطريق على مخططات الولايات المتحدة الأميركية في الوصول الى البوكمال من جهة الجنوب عبر معبر التنف، وفي الوصول الى دير الزور من جهة الشمال عبر تقدم “قوات سوريا الديمقراطية” من محوري الرقة والشدادي والتي أخذت تواجه ضغوطات قوية من عشائر الرقة في عدم تقدمها نحو الدير”، مضيفًا أن ” الجيش حقق هدفة الاستراتيجي في وصل طريق العراق بسوريا عبر دير الزور الرقة حماه حمص حتى دمشق، وعبر دير الزور وتدمر وصولاً الى دمشق”.
الجيش السوري يواصل تقدمه في البادية ويطرد داعش من مناطق جديدة
أفاد مراسل تسنيم في خبر عاجل أن الجيش السوري سيطر على قرية “منوخ” شمال شرق “جباب حمد” بمسافة 15 كم في ريف حمص الشرقي اثر مواجهات مع ارهابيي داعش، وتحرير عدد من التلال جنوب مدينة السخنة.
وكانت القوات السورية والحلفاء دخلت أول من أمس مدينة السخنة آخر معاقل داعش بريف حمص الشرقي، والتي تبعد عن الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور حوالي 55 كم، وعن مدينة دير الزور 110 كم.
شمالا، أعلن مصدر ميداني عن سيطرة الجيش على 5 بلدات اضافية في ريف الرقة الشرقي؛ وهي بلدات: (الحرادن و سالم الحمد و مقلة صغيرة ومقلة كبيرة و العشطانة)، كما سيطر الجيش على محطتي ضخ غاز “البوحمد” و”المغلر” الواقعتين جنوب غرب مدينة معدان بريف الرقة الشرقي.
في وقت طوق الجيش قرية “الجابر” بريف الرقة من جهات الجنوب والغرب والشمال الغربي، كما سيطر ناريا على قرية ” النميسة”، و وادي “السوسة” وباقترابه من السيطرة على الوادي يكون الجيش على بعد أقل من 2 كم من الأطراف الغربية لمدينة “معدان” آخر معاقل داعش بأقصى الريف الشرقي للرقة.
إلى الشرق من البلاد، حيث أفاد مراسل تسنيم أن القوات السورية حررت قرية “الدويخلة” وباتت مشرفة على وادي”الدويلخة” بريف دير الزور الجنوبي الشرقي ليصبح على مسافة أقل من 2 كم من مطار “الثورة” العسكري الواقع على بُعد 40 كم جنوب غرب مدينة “البوكمال” بريف دير الزور الشرقي.
في هذه الأثناء تصدت وحدات من الجيش لمحاولة تسلل لداعش على تلة “أم عبود” في دير الزور وقضت على عدد منهم، فيما رصد سلاح الجو عدد من الآليات وتجمعات كبيرة لإرهابيي التنظيم في قرية “البغيلية” موجها عشرات الضربات باتجاه الإرهابيين أدت لتدمير عدد من الآليات ومقتل العشرات من فيهم.
جنوبا، حرر الجيش السوري بالتعاون مع الحلفاء تل “أسدي” وتل “جارين” وتل “الرياحين” وبئر “الصابوني” بمساحة 100 كم ويلاحق إرهابيي “داعش” باتجاه بئر “الصوت” بريف السويداء الجنوبي الشرقي.
في سياق منفصل قالت مواقع كردية إن الجيش التركي بدأ ببناء جدار فاصل ضمن الأراضي السورية على الحدود السورية -التركية قرب قرية “سورك” التابعة لمدينة “عفرين” والخاضعة لسيطرة “وحدات الحماية الكردية” في ريف حلب الشمالي الغربي.
الجيش السوري يحرر 100 كيلومتر مربع في ريف السويداء
سيطرت وحدات من الجيش السوري والقوات الحليفة على عدد من التلال الاستراتيجية المنتشرة على مساحة تصل إلى 100 كم مربع في ريف السويداء الجنوبي الشرقي على الحدود مع الأردن.
وأفادت وكالة “سانا”، بأن عمليات الجيش السوري أسفرت حتى الآن عن فرض السيطرة الكاملة على تلال أسدي جارين والرياحين وبئر الصابوني بعد دحر آخر تجمعات “داعش” هناك.
وكانت وحدات من الجيش السوري قد استعادت في الـ10 من الشهر الماضي السيطرة على عدد من البلدات والقرى والتلال الحاكمة في ريف السويداء الشرقي، بعد القضاء على أعداد كبيرة من عناصر “داعش”، وقطعت خطوط إمداد الإرهابيين الممتدة بمحاذاة الحدود الأردنية وصولا إلى ريف دمشق والغوطة وما بين البادية شرقا ومنطقة اللجاة الوعرة غربا حتى ريف درعا الشرقي.
وفي دير الزور شرق البلاد، ذكرت “سانا” أن الطيران الحربي أغار على تجمعات وتحصينات “داعش” في بلدتي سرية جنيد والجفرة ومحيط المقابر، وتلة علوش في محيط المدينة أسفرت عن تدمير مقار وآليات تابعة للإرهابيين.
من جهة اخرى، أشارت “سانا” نقلا عن مصادر أهلية إلى أن عددا من الشبان في مدينة الميادين التابعة لمحافظة دير الزور، أحرقوا حافلات لـ”داعش” كانت مركونة قبالة شركة الكهرباء وهاجم الأهالي فجر اليوم مقر ما يسمى بـ”الشرطة الإسلامية” في قرية حطلة قرب سوق الخضار وقتلوا الإرهابي أبو خالد الشامي.
وأضافت عن مصادر أهلية كذلك، أن التنظيم الإرهابي أطلق مؤخرا على وقع هزائمه حملة اعتقالات عشوائية طالت الشباب في بلدات وقرى العشارة والقورية ودرنج والحسينية وحطلة في ريف المحافظة لسوقهم للقتال في صفوفه، وأعدم عناصره المواطن صالح عشعوش ومواطنا آخر في بلدة أبو حردوب لدى محاولة الخروج من مناطق انتشار التنظيم.
يعيش تنظيم “داعش” وفقا لمختلف المصادر بما فيها العسكرية الروسية، حالة من التخبط والتشرذم منذ هزيمته في الموصل، واشتداد التضييق عليه في سوريا، ولاسيما في دير الزور والرقة، حيث أكدت المصادر فرار عدد لا بأس به من قياديي التنظيم بينهم علي العراج “الأمير العام” لما يسمى بـ”الشرطة الإسلامية” في بلدة الصور في ريف المحافظة، والمدعو أبو محمد الخرساني “مسؤول” التدريب و”التنسيب” في مناطق انتشار “داعش” في دير الزور.
النهایة