شفقنا العراق-قال قائد الثورة الاسلامية في ايران آية الله السيد علي خامنئي، ان الثورة بقيادة الامام الخميني احدثت تغييرا هائلا في المجتمع والسياسة الايرانية، موضحا ان الامام الخميني قدّم اسلاما اصيلا غير مرتبط بالشرق ولا بالغرب، متوجهاً إلى السعودية بالقول إن جيل الشباب في بلدكم يرفض أن تكون السعودية تعمل في خدمة أميركا.
وفي كلمة له، عصر اليوم الاحد، بمناسبة الذكرى الـ 28 لرحيل الإمام الخميني، قال سماحة السيد خامنئي إن من ابرز مبادىء الامام الخميني هو الخروج من هيمنة امريكا، قائلا ان هذا الشىء كان مميزا للشباب الايراني حيث يعتبر اليوم مميزا ايضا للشباب في الدول التي تربطها بأمريكا معاهدات طويلة الامد، فعلى سبيل المثال بلد كالسعودية يقوم بتقديم الخدمات لامريكا، ابحثوا عن شبابه، سترون انهم على رغبة بالانفصال من هيمنة امريكا.
وقال المرشد الإيراني إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب “يقف إلى جانب ملك نظام منحط أشبه بالقبيلة، ويرقص بالسيف”، وفي الوقت نفسه “يوجه الانتقادات للانتخابات الإيرانية التي شارك فيها أكثر من 40 مليون ناخب، “وهو يقف إلى جانب قتلة الشعب اليمني الذين يقصفونه منذ أكثر من عامين”.
وقال سماحته ان البعض يطرح العقلانية في مقابل شعارات الثورة ومن ان العقلانية هي في مقابل الثورية، فهذا امر خاطئ، ان العقلانية الحقيقية هي في الثورية.
واضاف ان النظرة الثورية بامكانها ان تظهر لنا الحقائق، انظروا متي قال الامام بان امريكا هي الشيطان الاكبر ولا يمكن التعويل عليها، لقد قال هذا الامام قبل سنوات وسنوات، واليوم وبعد مضي هذه السنوات، فان رؤساء الدول الاوروبية يقولون ان امريكا لا يمكن الوثوق بها.
وتابع سماحته ان العقلانية هي التي يقولها اليوم رؤساء البلدان الاوروبية، وهذا الكلام كان قد اطلقه الامام قبل 30 عاما واكثر، وجربنا بان امريكا لا يمكن الوثوق بها في جميع القضايا.
واكد سماحته ان معني العقلانية هي ان يعرف الانسان الاصالة، والتعويل علي الشعب والقوي الداخلية، العقلانية هي التوكل علي الله سبحانه وتعالي، موضحاً أن “العقلانية ليست في التقرب ممن ابتعدنا عنهم منذ زمن لأنه لا يمكن الثقة بهم”.
وفي سياق منفصل، قال خامنئي إن الحكومة السعودية تقصف ليل نهار الشعب اليمني، لكنها لن تتمكن من الانتصار عليه، مضيفاً أنه يشجب الحضور العسكري السعودي في البحرين والتدخل في شؤون هذا البلد.
وأكّد في الوقت نفسه أن الأزمة في سوريا يجب أن تحل عن طريق الحوار، رافضاً وجود القوات الأجنبية وإرسال أسلحة إلى هذا البلد، مشيراً إلى أن داعش يُطرد اليوم من سوريا والعراق، لكنه ينتقل إلى أفغانستان وباكستان والفلبين.
الثورة الإسلامية انتصرت لأن الإمام الخميني اعتمد على الشباب
وقال السيد خامنئي إن الثورة الإسلامية التي انتصرت بقيادة الإمام الخميني لم تكن بعزل مجموعة سياسية لصالح مجموعة أخرى، إنما هي تحوّل عميق في السياسة والمجتمع، مضيفاً إن الثورة الإسلامية أزاحت حكومة ملكية مرتبطة بالخارج وأتت بحكومة شعبية ومستقلة.
وأشار خامنئي إلى أن الأعداء لا يريدون أن يعرف جيل الشباب حقائق الثورة، معتبراً أنه في أي بلد في العالم “إذا توحّد الشعب وصمد وشارك فإنه سيحقق ما يريد”، معتبراً أن سرّ انتصار الثورة بقيادة الإمام الخميني هو أنه اعتمد على الشباب وتمكن من الحفاظ على المشاركة الشعبية.
وتابع خامنئي إن القوى الكبرى وقفت ضد الثورة عند انتصارها، لكن الدول الإسلامية وبعض الدول غير الإسلامية وقفت إلى جانب الثورة، لافتاً إلى أن القوى الكبرى “أميركا والاتحاد السوفييتي وغيرهما” لم يتمكنوا بداية من إدراك وفهم انتصار الثورة الإسلامية في إيران.
واوضح ان معني الثورية هي الا ترضخ البلاد والمسؤولون للغطرسة والا يصابوا بضعف النفس والانفعال، لا ان يرضخوا للغطرسة ولا ينخدعوا.
واكد سماحته انه لا يجب نشر الثورية تحت عنوان التطرف. فالثورية هي حاجة البلاد اليوم ودرس علمه ايانا الامام ويجب الافادة منه.
مشاركة الشعب في الانتخابات الأخيرة دليل على ثقته بنظام الجمهورية الإسلامية
وفي ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية الإيرانية التي جرت الشهر الفائت، قدم خامنئي الشكر لأبناء الشعب الإيراني لمشاركتهم في الانتخابات، “لأن هذا دليل على ثقة الشعب بنظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
وقال إن مجلس صيانة الدستور أكّد صحة الانتخابات وأعلن وجود مخالفات لكنها لا تؤثر على النتيجة لذا يجب متابعة هذه المخالفات، لأنها لا تليق بنظام الجمهورية الإسلامية، مؤكداً على ضرورة محاسبة المقصرين.
كذلك لفت إلى أن المرشحين الخاسرين في الانتخابات أثبتوا أنهم ملتزمون بالقانون على عكس ما حصل عام 2009 حين تسببوا في مشكلات للبلاد.
النهاية