شفقنا العراق ــ فيما أشار إلى معاناة التنمية الاجتماعية في العراق من تداعيات التغير المناخي وشحة المياه والتصحر، أكد رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، أن مواجهة أزمات العالم تتطلب مقاربات أكثر عدلًا وإنسانية.
جاء ذلك في كلمة رئيس الجمهورية، اليوم الثلاثاء، خلال مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية في العاصمة القطرية الدوحة.
معالجة أزمات العالم المتشابكة
وقال الرئيس رشيد، “اجتماعنا اليوم يمثل فرصةً متجددة لتقييم ما تحقق، واستشراف آفاق جديدة للعمل الجماعي في مواجهة التحديات المتسارعة التي يشهدها عالمنا، من أزمات اقتصادية ومناخية واجتماعية متشابكة، تتطلب مقاربات أكثر عدلاً وإنسانية”.
وبين أن “التفاوت في الفرص والضغوط الاقتصادية، والتغيرات المناخية وأزمات الجفاف والفقر، تضع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية مضاعفة؛ لتجديد الالتزام بالمبادئ التي قامت عليها التنمية الاجتماعية: العدالة، والمشاركة، وكرامة الإنسان”.
وأشار إلى أن “العراق وبعد عقود من الحروب والإرهاب والتحديات الاقتصادية، يسير نحو التعافي والتنمية، بالاعتماد على عدد من الخطط والاستراتيجيات الوطنية لتحقيق التنمية الاجتماعية؛ التي تعمل على تقليل الفقر، وتحسين التعليم والرعاية الصحية، وتمكين المرأة والشباب”.
إصلاح منظومة الحماية الاجتماعية
ولفت الرئيس رشيد إلى أن “العراق حقق خلال السنوات الأخيرة، تقدماً مهماً في إصلاح منظومة الحماية الاجتماعية، فانتقل تدريجياً من نموذج تقليدي قائم على المساعدات الإنسانية في أوقات الازمات، إلى نظامٍ أكثر استدامة وعدالة”.
وبين أن “العراق صادق عام 2023 على اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم (102) بشأن الحد الأدنى للضمان الاجتماعي، تأكيداً لالتزامه بالمعايير الدولية، وأحرز تقدماً ملموساً في مجال الحماية الاجتماعية خلال السنوات الأربع الأخيرة، فقد انخفضت معدلات الفقر ما يعكس فعالية الإصلاحات الهيكلية في مجال الحماية الاجتماعية”.
وقال: “قمنا بتوسيع قاعدة المستفيدين من برامج الحماية الاجتماعية بشكل ملحوظ؛ فقد ارتفع عدد الأسر المشمولة بالحماية الاجتماعية بنسبة 140%، وارتفع الإنفاق على الحماية الاجتماعية من تريليون دينار إلى أكثر من 5 تريليون دينار”.
وبين أنه “تم إطلاق برامج تمكين اقتصادي طموحة، استفاد منها عشرات الآلاف من الأشخاص، مع صرف مبالغ لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وأسهمت هذه البرامج في انخفاض معدلات البطالة، كما استفادت آلاف النساء من برامج تمكين المرأة الاقتصادي”.
وأوضح أنه “يولي العراق أهمية خاصة لقضية التغير المناخي، وتأثيره المباشر على التنمية الاجتماعية؛ ويعاني البلد من تحديات بيئية حادة منها شحة المياه والتصحر، وأطلقنا مبادرة العراق الأخضر؛ التي تهدف إلى مواجهة هذه التحديات؛ من خلال مشاريع التشجير والطاقة النظيفة”.
الطاقة المتجددة
وقال رئيس الجمهورية: “نعمل على زيادة إنتاج الطاقة المتجددة، وتركيب منظومات الطاقة الشمسية في المئات من المباني الحكومية، فضلا عن التوجه المتزايد للقطاع الخاص والمواطنين لاعتماد الطاقة المتجددة”.
مضيفًا “اعتمدنا استراتيجية متكاملة تركز على تطوير البنية التحتية الزراعية وتحسين جودة وتنوع الأغذية، سعيًا نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية”.
وتابع “أحرزنا تقدماً مهماً في مجال الحوكمة والشفافية؛ من خلال تطبيق برامج التحول الرقمي، وأطلقنا السجل الوطني الموحد للحماية الاجتماعية؛ لتوحيد قواعد البيانات، وتحسين دقة الاستهداف، والقضاء على حالات التكرار والتزوير”.
وأضاف “نعمل على تعزيز التعاون مع بلدان الجنوب، وتبادل الخبرات الناجحة في مجالات التعليم والصحة والحماية الاجتماعية، بما ينسجم مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة”.
سعي لبناء عالم أكثر إنصافًا
وأشار إلى أن “العراق اعتمد الخطة الوطنية للتنمية 2024-2028، واستراتيجية التخفيف من الفقر الثالثة، ورؤية العراق للتنمية المستدامة 2030، ورؤية العراق 2050، كما تم إقرار سياسة التشغيل الوطنية 2025-2029 لضمان فرص عمل كريمة وآمنة للجميع”.
وأكد الرئيس رشيد “وقوف العراق الى جانب المجتمع الدولي، في السعي نحو بناء عالم أكثر إنصافاً وتكافؤاً، حيث تصان كرامة الإنسان، وتحترم حقوقه دون تمييز، معربين عن ثقتنا بأن نتائج هذه القمة، ستسهم في تعزيز رؤية عالمية جديدة لتنمية اجتماعية، أكثر شمولاً واستدامة”.

