خاص شفقنا-يلقي حجة الاسلام والمسلمين محمد علي شمالي رئيس المركز الاسلامي في لندن نظرة مختلفة على مراسم ايام محرم والعزاء الحسيني ويرى انه يجب نشر واقعة عاشوراء التاريخية على صعيد العالم اي عولمتها والتعريف بشخصية الامام الحسين (ع) الفذة والفريدة لشعوب وامم العالم.
وشدد رئيس المركز الاسلامي في لندن في مستهل حديثه الى مراسل “شفقنا” في لندن على اهمية مراسم وبرامج عزاء عاشوراء وقال ان شهر محرم يكتسي اهمية كبيرة من الناحيتين الدينية والثقافية.
وعن الجانب الديني قال حجة الاسلام شمالي ان هناك مجموعة من الروايات والتوصيات التي وردت عن عظماء وائمة الدين في اقامة مجالس العزاء لابي عبد الله الحسين (ع) او التعبيرات التي اطلقت بشان واقعة كربلاء بما فيها: “كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء” و “لا يوم كيومك يا ابا عبدالله” و “مصيبة ما اعظمها واعظم رزيتها في الاسلام” وتعابير اخرى من هذا القبيل، تحكي كلها البعد الديني المهم لهذه الواقعة.
لكن من الناحية الثقافية والعلم اجتماعية، فان هذه القضية تكتسب اهمية بالغة، فمثلا ان يكون هناك اناس مولعون بقضايا علم الانسان والاعراق البشرية وعلم الاجتماع، بمعنى ان بعض الحوادث قادرة كامواج البحر الهائجة والمتلاطمة، تحريك العالم وجعله متلاطما هو الاخر. ونرى كيف انه بعد مرور الف واربعمائة عام، يستحدث محرم تلاطما وتطورا في المجتمعات كل سنة، وهذا الامر ملفت للنظر حتى بالنسبة لغير المسلمين، ويجب التركيز على هذا الموضوع وانجاز بحوث تفصيلية وعلمية بشانه.
وردا على سؤال حول كيفية استثمار واقعة عاشوراء ومراسم محرم للتعريف بالصورة الناصعة والحقيقية للاسلام والشخصية الفذة للامام الحسين (ع) كقدوة انسانية ونموذج للبشرية، قال الدكتور شمالي اننا ان تعرفنا على الاسلام بشكل صحيح سنجد ان الاسلام جاء للبشرية برمتها، لذلك وفي ظل هذه النظرة، فان حركة الامام الحسين (ع) ليست حركة دينية داخلية بل ان نهضة عاشوراء يمكن ان تحمل رسالة عالمية وان تكون شخصية الامام الحسين (ع) قدوة واسوة للبشرية.
وضرب مثلا على ذلك، وقال ان المثال هو لتوضيح وتسليط الضوء على الموضوع لا اكثر، فان نظرنا الى نيلسون مانديلا، فان العالم كله يحترمه اي انه تحول الى شخصية نموذجية للبشرية. او “الام تريزا” اصبحت شخصية معروفة عالميا ونموذجا وانسانة تريد الخير للكل ويحترمها الجميع. وكذلك نماذج اخرى مثل غاندي الذي تحول الى شخصية معروفة عالميا.
وتابع انه ان عدنا الى واقعة كربلاء وعاشوراء والعمل الضخم الذي قام به الامام الحسين (ع)، وبرغم مضي 14 قرنا عليه والفت العديد من الكتب بشانه وتحدثنا كثيرا حوله، لكننا لم نستطع بعد التعريف بصورته الحقيقية للعالم ونجعل منه انموذجا وقدوة للبشرية جمعاء، في حين ان مواقع القوة والجذب والجمال لدى هذا الامام العظيم كبيرة لدرجة أنه يمكن ان يصبح نموذجا واسوة للبشرية الحائرة في امرها في العصر الحاضر.
وعن كيفية القيام بذلك قال حجة الاسلام شمالي انه ربما يتصور البعض ان اقامة مراسم العزاء يمكن ان توصلنا الى هذا الهدف، وطبعا هذا لا يتناقض مع الهدف والغاية، لكن للمزيد من التاثير على المجتمع الغربي وغير المسلم، يجب القيام بتخطيط منفصل يتطابق مع مبادئ واسس الدعاية والتبليغ في هذه المجتمعات ويلبي احتياجاتها الاجتماعية والنفسية.
واكد انه يتعين علينا فهم لغتهم ولسانهم ونقوم وفقا لاحتياجاتهم بالتعريف وتقديم الامام الحسين (ع) وشخصيته وسيرته.
وتابع انه اذا اردنا التعريف بالامام الحسين (ع) على المستوى العام في المجتمعات الغربية، وتحويله الى شخصية واسوة عالمية، فيجب القيام بعمل مهني وتخصصي ومدروس. اي انه يجب انتاج حزم ثقافية بما يتناسب مع احتياجات كل مجتمع وتقدميها له.
النهاية