شفقنا العراق – أعلنت قيادة الجيش السوري، الثلاثاء، انتهاء مفعول سريان الهدنة، التي أعلنت يوم الـ 12 من سبتمبر الجاري، بموجب الاتفاق الروسي الأمريكي في جنيف.
وأشارت القيادة العامة للجيش السوري في بيان نشرته وكالة الانباء السورية “سانا”، إلى أنه كان من المفترض أن يشكل نظام التهدئة “فرصة حقيقية لحقن الدماء إلا أن المجموعات الإرهابية المسلحة ضربت عرض الحائط بهذا الاتفاق ولم تلتزم بتطبيق أي بند من بنوده”.
ولفتت قيادة الجيش إلى أن “عدد الخروقات التي ارتكبتها المجموعات الإرهابية المسلحة وتم توثيقها بلغ أكثر من 300 خرق خلال فترة التهدئة في مختلف المناطق وذلك باستهداف الأحياء السكنية ومواقع الجيش العربي السوري وأدت إلى استشهاد وإصابة عشرات المدنيين والعسكريين”.
وقالت: إن المجموعات الإرهابية المسلحة “استغلت نظام التهدئة المعلن وقامت بحشد المجاميع الإرهابية ومختلف أنواع الأسلحة وإعادة تجميعها لمواصلة اعتداءاتها على المناطق السكنية والمواقع العسكرية والتحضير للقيام بعمليات إرهابية واسعة خاصة في حلب وحماة والقنيطرة”.
وأكدت قيادة الجيش أن الأعمال الإجرامية للمجموعات الإرهابية خلال فترة التهدئة تعد “دليلا واضحا على مدى ارتهان هذه المجموعات لجهات دولية وإقليمية ليس لها مصلحة بوقف الأعمال القتالية وإنهاء معاناة الشعب السوري”.
وأوضحت أن القوات المسلحة بذلت “جهودا حثيثة لتطبيق نظام التهدئة ومارست أعلى درجات ضبط النفس” في مواجهة خروقات المجموعات الإرهابية إلا في بعض الحالات التي كانت مضطرة فيها للرد على مصادر إطلاق النيران لإسكاتها.
وختمت قيادة الجيش بيانها بالتأكيد على “عزمها وتصميمها على مواصلة تنفيذ مهامها الوطنية في محاربة الإرهاب لإعادة الأمن والاستقرار إلى أراضي الجمهورية العربية السورية”.
وكانت القيادة العامة للجيش السوري اعلنت في الثاني عشر من الشهر الجاري عن بدء تطبيق نظام تهدئة لمدة سبعة أيام اعتبارا من الساعة 00ر19 يوم 12-9-2016 مؤكدة على الاحتفاظ بحق الرد الحاسم باستخدام جميع الوسائط النارية على أي خرق من جانب المجموعات المسلحة.
المقاتلات السورية تشن غارات عنيفة على مواقع الإرهابيين غرب حلب وشرقها
مع إعلان الجيش السوري سقوط الهدنة في البلاد نفذت المقاتلات السورية غارات عنيفة على مواقع الإرهابيين شرق حلب وغربها مستهدفة مواقع المجموعات الإرهابية وتحركاتها تزامنا مع شن إرهابيو جبهة النصرة هجوما واسعا جنوب غرب حلب.
وأفاد مراسل تسنيم أن مئات الغارات السورية – الروسية المشتركة شنت على مواقع داعش والنصرة والجيش الحر على أكثر من جبهة خلال خمس ساعات بعد انتهاء الهدنة مما يعني أن بنك الأهداف كان كبيراً ومجهّزاً لدى القوات العسكرية .
في وقت تصدت وحدات من الجيش لهجوم الإرهابيين جنوب غرب حلب ووجهت ضربات مركزة على تجمعاتهم ومحاور تحركهم في محيط مشروع الـ 1070 – الراشدين – سوق الجبس، وكبدتهم خسائر في الأفراد والعتاد .
كما دمر الطيران الحربي تجمع شاحنات في ريف حلب الغربي كان المسلحون يستعدون لإدخالها .
في سياق آخر خرج عدد من أهالي الأحياء الشرقية المحاصرة في حلب من منطقة الشابورة باتجاه نقاط تمركز الجيش السوري عند نقطة قصر الوالي، وتم تأمين مراكز إقامة للعائلات بالتنسيق مع الجهات السورية المختصة.
الأطراف الرئيسية في الازمة السورية تجتمع الثلاثاء في نيويورك
بدورها، أعلنت هيئة الأركان الروسية أن التزام الجيش السوري بوقف اطلاق النار لا جدوى منه في ظل عدم التزام المسلحين بنظام الهدنة.
واضافت أن خسائر القوات المسلحة السورية منذ بدء الهدنة هي 153 عسكرياً، كاشفةً عن رصد 53 خرقاً من قبل المجموعات المسلحة خلال يوم واحد.
وإذّ أكدّت “التحام فصائل المعارضة مع جبهة النصرة” في سوريا وليس انفصالها عنها”، لافتة إلى تحضير مشترك لعمليات هجومية، قالت إن تعطيل مرور القوافل الإنسانية إلى شرق حلب تمّ لأن المسلحين رفضوا وضع نقاط تفتيش على الكاستيلو.
وفي سياق موازٍ، نفت “الأركان الروسية اتهامات وزير الخارجية الأميركي جون كيري بشنّ سلاح الجو الروسي والسوري ضربات على مناطق متفق عليها”.
وعقب الإعلان السوري أعلنت واشنطن أن الأطراف الرئيسية في التسوية السورية تجتمع اليوم في نيويورك.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر مساء الإثنين إن الولايات المتحدة وروسيا وأطراف أخرى معنية بعملية السلام في سوريا ستجتمع اليوم الثلاثاء في نيويورك بعد إعلان الجيش السوري انتهاء سريان الهدنة.
وقال تونر إن وزراء خارجية المجموعة الدولية لدعم سوريا التي تضم نحو 20 بلداً بينها السعودية وتركيا ستجري تقيّيماً للوضع.
وفي ردّ فعل على إنتهاء الهدنة قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه “لا يزال هناك وقت لانقاذها”.
وقال في تصريحات مقتضبة للصحافيين “كان من الأفضل ان لا يتحدثوا أولاً إلى الصحافة، وأن يتحدثوا إلى الأشخاص الذين يتفاوضون فعلاً على الأمر”.
وأضاف “لقد حان وقت إنهاء المزايدات، وحان وقت العمل الجاد لتوصيل المساعدات الانسانية الضرورية”.
وتابع “لذلك فقد بدأت بالأمس فقط في رؤية حركة حقيقية للمواد الانسانية، ولنرى أين سنصل. سيسرّنا أن نجري حديثا معهم”، في إشارة إلى الجانب الروسي.
بعد الضربات الموجعة.. السعودي المحيسني يوجه رسالة عاجلة للمسلحين!
دعا مفتي “جبهة النصرة” عبد الله المحيسني السعودي الجنسية، المجموعات المسلحة في سوريا الى رص الصفوف ونسيان الخلافات لخوض ما أسماها “معركة المصير”.
جاء ذلك في مقالة له نشرتها “صحيفة المسرى” قال فيها “إننا في هذه الأيام وفي هذه الظروف .. نحتاج إلى أن نجتمع ونتآلف ونتقارب ونتحد على أصول الإسلام العامة وعلى دفع العدو الصائل” على حد تعبيره.
واستشهد المحيسني بقول ابن تيمية: “أما دفع العدو الصائل الذي يفسد الدين فلا أوجب بعد الإيمان منه”.
وتابع: إذا كانت ظروف ما بعد سقوط الخلافة العثمانية قد أنشأت تيارات وأحزاب إسلامية متعددة فإن الجهاد اليوم سيجمعهم في ساحة وصعيد واحد لأن الغاية واحدة والهدف مشترك والعدو لم يترك مجالاً للتفرق.
وأكد المحيسني أنها “معركة المصير للأمة جميعاً وإذا لم ننظر لها بهذا المنظار سيكسبها العدو لأنه جمع صفوفه وتفرقنا.. وتناسى خلافاته وبيننا -للأسف- من يشعلها.. لأنه أخذ بأهم الأسباب وتركناها..”
النهاية