خاص شفقنا-بيروت-لا تزال المظلومية تلاحق اهل البيت عليهم السلام حتى يومنا هذا، أعداؤهم لم يكتفوا بظلمهم في حياتهم، بل سبقهم ذلك الى مماتهم وذلك بالعمل على هدم قبورهم، لاطفاء كلمة الحق، في الثامن من شهر شوّال من العام 1344ه كانت الفاجعة الكبيرة المؤلمة، بتخريب المراقد الطاهرة لأربعة من الأئمة المعصومين وهم: الحسن المجتبى وعلي السجاد ومحمد الباقر وجفعر الصادق “عليهم السلام، والموجودة في بقيع الغرقد في المملكة السعودية.
وفي هذا السياق، أكد امين عام الاوقاف في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ حسن شريفة ان “اهل الفكر واهل العصمة والدين هم نور من الله تعالى يزعجون كل فكر ظلامي وكل فكر معاد للانسانية والاسلام”، لافتا في حديث خاص لوكالة “شفقنا” الى ان “هذه القبور تدل على وجودهم من حيث الشكل اما من حيث المضمون فهم في فكرنا وقلوبنا وعقيدتنا، ولان اهل الحق يزورونهم تخليدا للوصايا الحقيقية للرسول “ص” ظهر فكر ظلامي لا يريد هذا الوجود بل يريد ان يعبر عن ذاته بهذا الفكر السوداوي وكل ما يتصل بالنبي”ص””.
واعتبر الشيخ شريفة ان ما حصل مؤخرا في المدينة المنورة من محاولة لتفجير قبر النبي “ص” هو في سياق متصل لفكر هؤلاء الذين لا يتقبلون الاخر ولا يتحاورون معه، “فكل من ليس معنا هو علينا” وهذه هي قاعدة التكفير”، مشيرا الى ان “هناك مدارس متقوقعة تعيش في عزلة هي التي تبث هذا الفكر في الشباب المضلل الذين نشفق عليهم”.
وشدد على ان مسؤولية العلماء هي كلام بمعنى التوصية والحفظ، وانما من يشوه اليوم هو الاعلام الذي يعمل على تحريف الحقيقة والكثير من القضايا، اما العلماء فهم يقومون بالواجب، كما ان النبي “ص” دعا بما امره الله “ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة”، فدور العلماء ان يقوموا بواجباتهم كما الناس “فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”.
واكد الشيخ شريفة على ان “المسؤولية تقع على الجميع سواء كانوا ينتمون لهذه المذاهب او لسواه ويجب ان يكونوا صفا واحدا ضد تدمير اي حضارة او مقدس سواء كان كنيسة او مسجدا او مدينة تدمر وبابل او تماثيل بوذا في افغانستان وغيرها”.
تجدر الإشارة الى ان هؤلاء لم يكتفوا بتدمير مراقد قبور الأئمة الأربعة عليهم السلام، بل قاموا بتهديم قبورٍ أخرى وهي عبارة عن القبر المنسوب لفاطمة الزهراء عليها السلام وقبر أم البنين عليها السلام، وقبر إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقبر إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق عليهما السلام، وقبر حليمة السعدية مرضعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقبر حمزة بن عبد المطلب عليه السلام مع الشهداء في أحد.
وفي مكة المكرمة خربوا قباب عبد المطلب وأبي طالب وخديجة ومولد الرسول وفاطمة الزهراء عليهم السلام وساووها بالأرض، وفي جدة خرَّبوا قبر حواء وقبور أخرى، وساووها بالأرض، وكذلك قبة ومرقد عبد الله وآمنة عليها السلام أبوي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
النهاية