شفقنا العراق ــ ألقت الخلافات السياسية في محافظة الأنبار بظلالها على مؤتمر “صحوة العراق” الذي عقد أمس الجمعة (17 آذار 2023)، في حين اتهم قيادي في صحوة الأنبار من وصفها بأنها “جهات نافذة في حكومة الأنبار المحلية”، بمحاولة “إبعاد الصحوات عن الساحة الأنبارية”.
وتشهد الأنبار تصاعد الخلافات السياسية بين القيادات المتصدرة للمشهد هناك، الامر الذي انعكس على الوضع في المحافظة، فضلاً عن تسببها بانقسامات عشائرية.
إطلاق نار في مؤتمر الصحوة
وشهدت المحافظة، أمس الجمعة، انطلاق مؤتمر لصحوة العراق في منطقة البو ريشة شمال مدينة الرمادي برئاسة الشيخ سطام أبو ريشة.
وتناقلت وسائل الإعلام المحلية ومنصات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لإطلاق نار وما تم وصفه بأنه “محاولة اغتيال” أبو ريشة أثناء التجمع في المؤتمر الذي شهد حضوراً كثيفاً من قبل أنصاره في المحافظات الغربية.
إلا أن الشيخ ظهر في مقطع فيديو عقب الحادثة، مؤكداً بأن هناك جماعة أطلقوا النار باتجاه المؤتمر لكي يفشل و”أن قضيتنا تسير على عناد الفاسدين”، مقللاً من أهمية ما حدث.
من جهة ثانية قال أبو ريشة في تغريدة له على “تويتر” بأن “قضيتنا مبدئية ولن تخيفنا محاولاتهم الفاشلة التي كل ما حاولوا معنا عبثاً لن يزيدنا إلا إصراراً وعزيمة، أخافتكم جموع جماهيرنا الغفيرة ومع كل محاولة زعزعة لأمنا يزداد أعداد المؤيدين لنصرتنا، باقون وما الزائلون إلا أنتم مهما تفعلون”.
نفي محاولة الاغتيال
ولاحقاً نفى الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسوله، تعرض رئيس الحراك الشعبي في الأنبار “سطام أبو ريشة” لمحاولة اغتيال خلال تجمع عشائري على الطريق السريع في الرمادي بمحافظة الأنبار.
وقال رسول في بيان، “تجمع صباح هذا اليوم السابع عشر من شهر آذار الجاري في محافظة الانبار مئات من المواطنين بدعوة من الشيخ (سطام ابو ريشة) ومهما كان نوع هذا التجمع واهدافه العشائرية أو السياسية فان الدستور يكفل حرية التجمع مادام في إطاره الديمقراطي والوطني”.
وأضاف أن “تدخل القوات الامنية وهي مكلفة بضمان حماية أمن المواطنين جاءت بعد توزيع استمارات تدعو للتطوع على الحشد العشائري بما يتعارض مع سياقات هذا الاجراء لكونه لم يمر وفق الاليات المعتمدة ولم تكن بموافقة الحكومة وما يترتب عليها من التزامات مالية وقد رافق ذلك إطلاق عيارات نارية”.
وأكد اللواء رسول، انه “لاتوجد اي دعوة للتطوع من جهة حكومية رسمية وكل من يدعي غير ذلك يجانب الحقيقة”.
وأشار رسول الى “عدم الاعتراض على أي تجمع جماهيري بأهداف ديمقراطية ووطنية من اي جهة كانت”.
مؤكدا “رفضه القاطع الانجرار وراء الشائعات المغرضة وسنلاحق من اطلق العيارات النارية لارعاب المواطنين ونؤكد أن اي محاولة اغتيال لم تحصل لاي شخصية وأن جميع ما ذكر حول حادث اغتيال عارٍ عن الصحة”.
أهداف مؤتمر صحوة العراق
وكان القيادي في صحوة الأنبار الشيخ أحمد الدليمي اعلن انطلاق مؤتمر لصحوة العراق في منطقة البو ريشة شمال مدينة الرمادي .
وقال الدليمي في تصريح صحافي إن “عشرات من أبناء صحوة الأنبار وصلوا إلى منطقة البو ريشة شمال مدينة الرمادي، لعقد مؤتمر يطالب بحقوق أبناء الصحوة الذين قدموا تضحيات جسيمة في مقارعة الإرهاب”.
وأضاف أن “المؤتمر عقد برئاسة الشيخ سطام أبو ريشة رئيس صحوة العراق مؤكداً خلال المؤتمر عدم تسييس الحقوق المشروعة لأبناء الصحوات والمساس بها”.
الخلافات السياسية في الأنبار
واعتبر الدليمي أن “جهات نافذة في حكومة الأنبار المحلية، تحاول إبعاد الصحوات عن الساحة الأنبارية”.
وأضاف “نحن نحذر من هذا المخطط ونطالب القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني بضمان حقوقنا وعدم الانصياع لهذه التوجهات التي تحاول سلب إرادة قوة أمنية رسمية شكلت من قبل الحكومات السابقة”.
يذكر أنه سبق وأن تعرض الشيخ أبو ريشة، إلى “محاولة اغتيال فاشلة” على الطريق السريع في مدينة الرمادي، مطلع العام الماضي.
والشيخ سطام هو نجل رئيس صحوة العراق الراحل الشيخ عبدالستار أبو ريشة الذي اغتيل من قبل تنظيم القاعدة قبل سنوات بعبوة ناسفة استهدفت سيارته في مدينة الرمادي، الذي عرف عنه بمحاربته التنظيم وبتشكيل ما تعرف بـ”الصحوات” في محافظة الأنبار.
صراع على الزعامة
وأفادت مصادر سياسية، بأن ما يحدث في محافظة الأنبار نتيجة طبيعية لما وصل إليه الصراع السياسي على زعامة المحافظة والمكون السني، التي تعد من أهم المحافظات السنية في العراق.
في المقابل يشير الباحث السياسي علي البيدر إلى أن الأنبار تشهد توتراً حاداً هو الأكثر خطورة منذ بداية سباق المنافسة بين الغرماء المتصارعين على زعامة المحافظة.
وشدد أن الوضع هناك بحاجة إلى تنفيس الضغط الحاصل بواسطة جهود حكومية أو سياسية، “لا يهم كيف سيتم الأمر، الأهم أن تذوب الأزمة وتهدأ النفوس طمراً للتصعيد المحتمل”.
المصدر: إندبندنت عربية+وكالة واع
————————
التقارير التي يعاد نشرها من المواقع اﻷخرى تعبر عن وجهة نظر مصادرها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع
————————–