شفقنا العراق ــ كشفت العتبة الحسينية المقدسة تفاصيل توسعة الصحن الحسيني الشريف الهادفة لاستيعاب نحو مليون زائر في مدينة كاملة تحت الأرض، في حين أقامت أسبوعها الثقافي الأول في الموصل بمشاركة ممثلين عن مكونات الشعب العراقي.
وضمن مسعاها لزيادة استيعاب الزائرين وتوفير أفضل الخدمات لهم، أعلنت العتبة الحسينية المقدسة قرب اكتمال مدينة كاملة تحت الأرض تستوعب مليون زائر .
مشروع توسعة الصحن الحسيني الشريف
وقال رئيس قسم المشاريع الهندسية والفنية في العتبة المهندس حسين رضا مهدي لجريدة “الصباح”: إن مشروع توسعة الصحن الحسيني الشريف، يعد أول مشروع توسعة ينفذ منذ العام 61 هجرية.
مبينا أن التوسعة تصل إلى نصف مليون متر مربع كي تتمكن من استيعاب مليون زائر بوقت واحد .
وتابع أن إدارة العتبة الحسينية المقدسة كانت تعاني من عدم استيعاب الأعداد الهائلة من الزائرين، إذ وصلت الأعداد إلى عدة ملايين زائر مثل زيارة عرفة أو ليالي الجمعة أو شهر رمضان، فضلا عن زيارتي الشعبانية والأربعين التي تجاوزت الأعداد فيها العشرين مليون زائر، إذ لم يتمكن الصحن الحسيني الذي لا تتجاوز مساحته الـ 15 ألف متر مربع من استقبال هذه الحشود الهائلة.
واضاف، لذلك تم أخذ القرار بالتوسعة الكبيرة للصحن لتصل إلى نصف مليون متر مربع، أي ضعف المساحة الحالية للصحن بـ 33 مرة كي يتسنى له استيعاب مليون زائر بوقت واحد .
ولفت إلى أن مشروع التوسعة انطلق منذ العام 2010 بتوجيه المتولي الشرعي للعتبة المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، وبخطين؛ اشتمل الأول على وضع التصميم الأساس لكل ما تضمنته تلك التوسعة من مبان ومنشآت وطرق وأنفاق وغيرها، وتمثل الخط الثاني بعمليات استملاك العقارات المجاورة من الفنادق والمحال التجارية والمنازل، لغرض تهيئة المساحة الكافية لإنشاء مدينة متكاملة تحت الأرض .
الأسبوع الثقافي الأول في الموصل
من جهة أخرى، وبرعاية العتبة الحسينية المقدسة، شهدت محافظة الموصل إقامة الاسبوع الثقافي الاول تحت شعار، المرتكزات الاساسية لبناء المجتمع، بالتعاون مع جامعة الموصل وجامعتي الحمدانية وتلعفر، وبمشاركة جميع مكونات الشعب العراقي وبحضور شخصيات اكاديمية وشخصيات دينية وأمنية.
وقال الشيخ علي القرعاوي عضو اللجنة التحضيرية في حديث، “تحت شعار المرتكزات الاساسية لبناء المجتمع انطلقت اليوم فعاليات الاسبوع الثقافي الاول في محافظة نينوى بالتعاون مع جامعة الموصل وجامعتي الحمدانية وتلعفر من رحاب الامام الحسين ومن رحاب كربلاء الذي انطلقت منها الفتوى المباركة انطلق وفد العتبة الحسينية ليضع رحاله في مدينة الموصل لإقامة الاسبوع الثقافي”.
وذكر أن “الاسبوع الثقافي اجتمع فيه كافة اطياف الشعب العراقي من اجل التعبير عن التعايش والتلاحم بين جميع مكونات الشعب العراقي وكان الاسبوع بمشاركة مديرية التربية في المحافظة اضافة الشخصيات الاكاديمية والنخب المجتمعية المهمة”.
جلسات قرآنية وبحثية
واوضح ان “هذا الاسبوع يتخلله العديد من النشاطات التي من ضمنها جلسات قرانية واخرى تتعلق بالجانب البحثي حيث ستكون هناك جلسات بمحاور ثلاث ومنها الاخوة مصدر الاصلاح والمحور الثاني هو المرجعية الدينية ووحدة العراق والمحور الثالث الخطاب المعتدل واثره في السلم المجتمعي”.
من جانبهِ بين الاستاذ الدكتور منير سالم طه، معاون رئيس جامعة الموصل، في تصريح لمركز الاعلام الدولي أن “أبواب الجامعة مفتوحة امام جميع اطياف الشعب العراقي لذا فاليوم تقيم العتبة الحسينية المقدسة الاسبوع الثقافي الاول في رحاب جامعة الموصل وبالتعاون مع جامعتي الحمدانية وتلعفر مشيراً الى أن الاسبوع يسلط الضوء على بناء المجتمع والمرتكزات الرئيسية الهادفة التي تعمل على تكامل النسيج المجتمعي”.
ولفت أن” جامعة الموصل ركزت على هدف بناء السلم الاهلي منذ أن عدنا بعد تحرير المحافظة من العصابات الارهابية فأسسنا مركز للسلام والتعاون السلمي بين مكونات المحافظة وتناول هذهِ المحاور كأطاريح للباحثين والاكاديميين في دراسة الماجستير والدكتوراه”.
واضاف أن “الجامعة حصلت على كرسي اليونسكو لمنع التطرف العنيف في المحافظة ولدينا فرق اكاديمية تسعى بكامل جهودها لبناء مجتمع خالي من العنف والتطرف وقائم على السلم والمحبة”.
الشيخ صلاح الخالدي رئيس المجلس الوطني لقبائل وعشائر نينوى، تحدث قائلاً أن “هذه المبادرة ما هي الا دليلا واضحاً على محبة المرجعية لابناء العراق بكافة طوائفه ولا يقتصر على فئة معينة”.
دور المرجعية في بناء السلم المجتمعي
واضاف “نقدم الشكر والعرفان الى سماحة آية الله المرجع الديني الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله وللمتولي الشرعي للعتبة الحسينية الذين اولو اهتماما كبيراً في بناء السلم المجتمعي”.
ونوّه الشيخ الخالدي لدورهم كمجلس في بناء السلم المجتمعي قائلاً “نحن في المجلس الوطني لقبائل وعشائر نينوى نعمل بشكل مستمر على بناء وتقويم السلم المجتمعي في المحافظة بعد أن حررت المدينة من دنس المجرمين الاشرار ونعمل على محو الاثار السلبية التي تركتها هذهِ العصابات ونجحنا في اداء هذهِ المهمة”.
وتابع حديثه” أن الامر يهدف الى بناء مجتمع سلمي متفهم كما كان سابقاً وكل هذا بدعم من قبل المرجعية الدينية العليا في النجف الاشر المتمثلة بالسيد السيستاني فيما يشمل المجلس مكونات مختلفة ومتعدة كالطائفة الايزيدية والديانة المسيحية ورجال الدين ايضاً انضموا الى هذا المجلس من اجل وحدة الشعب الموصلي مع كافة الاطياف المتواجدة”.
المصدر:جريدة الصباح+مركز الإعلام الدولي