شفقنا العراق ــ متابعة ملف المفاوضات الإيرانية السعودية يحظى بمتابعة عراقية لما يجلبه تحسن العلاقات بين الطرفين من منفعة اقتصادية وأمنية على العراقي فيما يرى مراقبون أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يرغب في متابعة دور الوسيط في تلك المفاوضات ولم تخلُ زيارته لطهران من بحث القضية.
منذ تشكيل الحكومة برئاسة محمد شياع السوداني، تتجه الأنظار حول إمكانية إكمال الوساطة العراقية بين السعودية وإيران وسط التحديات الداخلية التي يواجهها السوداني فضلًا عن أنها مشكلة من قبل قوى “الإطار التنسيقي”، المقرّبة من إيران.
5 جولات متتالية برعاية عراقية
واستضافت بغداد منذ نيسان، مباحثات مباشرة بين إيران والسعودية، فيما رعى رئيس الوزراء السابق، مصطفى الكاظمي 5 جولات منها.
ويقول رئيس مركز التفكير السياسي، إحسان الشمري، إنّ “لدى حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الرغبة في إكمال لعب دور الوساطة العراقية بالمفاوضات الدبلوماسية بين السعودية وإيران التي جرت عدة جولات لها في بغداد”.
ويرى الشمري أنّ الرغبة لدى حكومة السوداني جاءت من “أساس الرصيد الدبلوماسي بالسياسة الخارجية الذي سيحسب لها ضمن نجاحها بهذه الفترة تحديدًا”.
مبينًا أن “الأمر مرتبط برغبة الطرفين الإيراني والسعودي في الدرجة الأساس”.
وحول طهران في متابعة المفاوضات الإيرانية السعودية أوضع أنّ “الجانب الإيراني يبدو متحمسًا لإكمال المفاوضات والصلح مع السعودية، كما لا يزال شبح عدم التوصل لصيغة الاتفاق النووي يقلق إيران ولذلك تريد تصفير مشاكلها في المنطقة، بالإضافة إلى أنّ إيران قد تستغل هذا الفتور بين الرياض وواشنطن لإنشاء علاقة جيدة مع الجانب السعودي لتحقيق تقدم على واشنطن بعلاقاتها مع دول المنطقة”.
الرياض تنتظر الرد الإيراني
أما بما يخص الرؤية لدى السعودية حول المفاوضات ودور حكومة السوداني الذي ربما يستكمل فيها، اعتبر الشمري أنّ “الرياض بانتظار قبول إيران بالاشتراطات والنقاط التي وضعتها الإدارة السعودية سابقًا والرؤى التي دفعتها خلال 5 جلسات من المفاوضات”.
مبينًا أنّ “هذا قد يكون متاحًا في ظل الزيارة الأخيرة للسوداني إلى إيران وإمكانية طرح العراق هذا الموضوع لصانع القرار في السعودية بحضوره في القمة العربية – الصينية خلال الأيام المقبلة للتوصل لنتيجة واضحة”.
وحول الفائدة من لعب العراق لهذا الدور مجددًا، قال الشمري إن “فيه إيجابيات كتحسن الأوضاع الاقتصادية والاستثمارات والتعاون الأمني”.
مؤكدًا أنّ “السلبيات ستكون متمثلة بتطبيق رغبة بعض الجهات التي تريد تحويل العراق إلى خصم للسعودية باستمرار خلافها مع الإدارة الإيرانية، ما سيؤدي إلى ابتعاد العراق عن المحور الخليجي وسينعكس سلبًا على الاقتصاد العراقي لما للسعودية من دور ارتكاز كبير ومؤثر على جميع الأصعدة”.
المصدر: الترا عراق