شفقنا العراق ــ يستعد لبنان لدخول حالة الفراغ الرئاسي مع مغادرة الرئيس ميشال عون القصر الرئاسي في بعبدا، وذلك بعد فشل متكرر للبرلمان بانتخاب رئيس جديد للبلاد.
وغادر الرئيس اللبناني، ميشال عون، اليوم الأحد (30 تشرين الأول 2022)، القصر الرئاسي، بعد ولاية امتدت 6 سنوات، ليدخل لبنان في مرحلة من الفراغ الرئاسي، جراء عدم وجود مرشح قادر حتى اللحظة على حصد الأكثرية المطلوبة في البرلمان.
وعجز البرلمان اللبناني حتى الآن عن الاتفاق على من يخلف عون في هذا المنصب الذي يتمتع بسلطة توقيع مشروعات قوانين وتعيين رؤساء وزراء جدد وإعطاء الضوء الأخضر لتشكيلات حكومية قبل أن يصوت عليها البرلمان.
وكما هو الحال خلال أكثر من نصف فترة عون في الرئاسة، تحكم لبنان حالياً حكومة انتقالية مع محاولة رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي منذ ستة أشهر تشكيل حكومة.
عون لأنصاره: البلد مسروق من جيوبكم
وفي كلمة له أمام أنصاره في قصر بعبدا، أثناء مراسم مغادرته قصر بعبدا الرئاسي للمرة الأخيرة، أكد الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الأحد، أنّ “ترسيم الحدود سيسمح لنا باستخراج ثروتنا الوطنية من النفط والغاز التي ستعطينا الرأسمال الكافي لإنقاذ لبنان”.
وقال عون إنه وقّع مرسوم اعتبار الحكومة حكومة مستقيلة، مضيفاً أنّ “اليوم هو نهاية مهمة وليس نهاية عهد وهذا ليس وداعاً بل لقاءً كبيراً عدنا فيه من الحجر إلى البشر”.
وتوجّه عون لأنصاره بالقول: “أنتم رفاقنا في الصعاب والفرح والحزن”، وتابع: “اليوم هو نهاية مرحلة ولكننا أمام مرحلة جديدة تحتاج إلى نضال قوي وعمل”.
وأشار الرئيس اللبناني إلى أنّ “البلد مسروق من جيوبكم ونحتاج إلى العمل والمواقف والجهود لاقتلاع الفساد من جذوره”، لافتاً إلى أنّ “دولتنا أصبحت بكل مؤسساتها مهترئة وبلا قيمة لأنها مُستعمرة من قبل المنظومة الحاكمة”.
وأكد أنّ “التحقيق القضائي الذي سبق التحقيق الجنائي وصل إلى الجرائم المالية وأوصلها إلى النيابة العامة لكنها لم تصل إلى المحكمة”، مشيراً إلى أنّ “رئيس مجلس القضاء الأعلى لا يريد تعيين قضاء ينظر في الأبرياء الموقوفين في ملف انفجار مرفأ بيروت”.
وأوضح أنّ “البلد يقوم على عمودين الأمن والقضاء”، لافتاً إلى أنّ “حكمنا اليوم بات حكما ثأريّاً لا حكماً عادلاً والآن نريد الانتقال إلى مرحلة جديدة ستكون متعبة”.
وأكد عون: “لن نهدأ قبل انتشال الوطن من الحفرة الكبيرة التي علق فيها”، مضيفاً أنّ “كل الجرائم ارتكبتها السلطة التي سرقت الأموال من المودعين وهرّبتها”.
وتابع: “سنرى ما إذا سيتم تعيين رئيس للصندوق السيادي الذي سيحفظ أموال النفط التي يجب أن تذهب للإنماء ولكن أيضاً للأجيال المقبلة”.
عون يوقع مرسوم قبول استقالة حكومة تصريف الأعمال
وكان الرئيس عون وقع صباح اليوم الأحد، مرسوم قبول استقالة حكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي.
يذكر أن عون أعلن أمس “أن لا إرادة لدى ميقاتي وفريقه لتشكيل حكومة”، ورأى إنّ ميقاتي “يلبّي مطالب كلّ الأحزاب والتيارات والتكتّلات النيابية، ما عدا مطلب التيار الوطني الحر”، معتبراً أنّه “من غير المقبول وضع وصاية على التيار أو على تكتل لبنان القوي”.
ووجه عون رسالة إلى البرلمان يدعوه فيها لمناقشة مسار تأليف الحكومة، متهما رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بعرقلة تشكيل حكومة جديدة، داعيا ميقاتي للاعتذار عن مهمة تشكيل الحكومة.
من جهته رد ميقاتي بأن الحكومة ستتابع القيام بواجباتها الدستورية كافة ومن بينها تصريف الأعمال.
وأوضح ميقاتي أن قرار عون قبول استقالة الحكومة يفتقر إلى أي قيمة دستورية، مؤكدا أن تصريف الأعمال من واجبات الحكومة المستقيلة دون قرار من رئيس البلاد.
يشار إلى أن لبنان تحكمه حالياً حكومة انتقالية مع محاولة ميقاتي منذ ستة أشهر تشكيل حكومة جديدة.
ويهدّد الفراغ السياسي في لبنان بتعميق أزمات البلاد في ظل انهيار اقتصادي متسارع منذ 3 سنوات ومع حكومة تصريف أعمال محدودة الصلاحيات، بعد فشل القوى السياسية في تشكيل حكومة منذ شهر أيار/مايو.