الجمعة, أبريل 19, 2024

آخر الأخبار

“فيتو” أميركي في مجلس الأمن يسقط مشروع الجزائر لمنح فلسطين عضوية الأمم المتحدة

شفقنا العراق- استخدمت الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي...

وزيرة الاتصالات تبحث مع سفير مصر بالعراق تطوير شبكة الاتصالات العراقية

أكد السفير أحمد سمير سفير مصر لدى العراق، أهمية...

السوداني يؤكد لشركة KBR جدية الحكومة في توفير بيئة مناسبة للاستثمار

شفقنا العراق- أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني،جدية...

القاضي حمزة: التعاون القضائي مع سوريا وإيران خطوة مهمة في مكافحة الإرهاب

شفقنا العراق ــ فيما كشف أن الاجتماع القادم للجنة...

المرور: حصر العمل بالدفع الإلكتروني اعتبارًا من أيار

شفقنا العراق- أعلنت مديرية المرور العامة، اليوم الخميس، عزمها...

الداخلية: انخفاض في جرائم القتل العمد والدكة العشائرية

شفقنا العراق- أعلنت وزارة الداخلية، تسجيل انخفاض في جرائم...

محافظ البنك المركزي: شركة دولية لتطوير المصارف العراقية

شفقنا العراق- اعلن محافظ البنك المركزي العراقي علي العلاق...

مستشار حكومي: جذب الاستثمارات الأمريكية إحدى نتائج زيارة السوداني

شفقنا العراق ـ على ما يبدو أتت زيارة رئيس...

السوداني يبحث مع وفد “معهد بيكر” لبحوث الطاقة التعاون في تأهيل الكوادر

شفقنا العراق- فيما أعلن عزم الحكومة توسعة صناعة البيتروكيمياويات،...

صناعة الأسمدة في العراق.. مشاريع واعدة في سياق إحياء الصناعة الوطنية

شفقنا العراق ــ بعد توقف دام لسنوات بسبب ظروف...

سهر الأطفال.. الأسباب والأضرار والحلول

شفقنا العراق- أكدت دراسات عديدة أضرار السهر وخاصة سهر...

برلماني يكشف عن استراتيجية حكومية لوضع العراق على قائمة منتجي “الوقود الأزرق”

شفقنا العراق- فيما أشار إلى إدراك الحكومة العراقية أهمية...

ضمن تصنيف عالمي.. جامعة بغداد تسجل منجزًا علميًا في 5 تخصصات

شفقنا العراق- انفردت جامعة بغداد عن الجامعات العراقية الأخرى،...

محافظ النجف يدعو للتعاون مع الحكومة المحلية لإدارة المطار والإشراف عليه

شفقنا العراق- فيما دعا إلى للتعاون مع الحكومة المحلية...

العراق يوقع على “اتفاقية سنغافورة” للوساطة الدولية والتحكيم التجاري

شفقنا العراق - لتيسير التجارة الدولية، وقع رئيس الهيئة...

السوداني يدعو الشركات الأمريكية إلى الانخراط بشراكات مع القطاع الخاص العراقي

شفقنا العراق ــ فيما كشف عن الاتفاق مع شركة...

السوداني ..زيارة واشنطن أتت لإرساء العلاقات الثنائية

شفقنا العراق ـ أكد رئيس مجلس الوزراء السيد محمد...

“المعرفة والرسالة الحسينية”.. عنوان مؤتمر دولي في كربلاء

شفقنا العراق ــ تحت شعار "الثقافة والشعائر الحسينية وعالمية أثرها"، أقام...

جامعة الكفيل تستذكر فاجعة هدم مراقد أئمة البقيع وتناقش قانون العمل وتطبيقاته

شفقنا العراق-فيما نظمت مجلسًا عزائيًّا لإحياء ذكرى فاجعة هدم...

المندلاوي من تركيا: ضرورة القضاء على الفكر الإرهابي

شفقنا العراق ـ فيما دعا إلى التعاون من أجل...

مدينة الحلة.. نقص في البنى التحتية ومطالب بتحسين الواقع الخدمي

شفقنا العراق- رغم تصريحات عدد من المسؤولين بأن مدينة...

تحذيرات من انتشار التسول الإلكتروني في العراق

شفقنا العراق- التسول الإلكتروني من خلال فضاء المنصات ينتشر...

طريق التنمية.. مشروع واعد وفرصة اقتصادية مهمة للعراق

شفقنا العراق ــ يرى خبراء بأن طريق التنمية واحد...

وزير التجارة: تحقيق الأمن الغذائي على مستوى محصول الحنطة

شفقنا العراق-صرح وزير التجارة بأنه، تم تحقيق الأمن الغذائي...

لماذا خص الله فئة من خلقه بالعصمة دون غيرهم؟

شفقنا العراق ــ العصمة أشبه بمرتبة عالية من التقوى تحبس العبد عن المعاصي، ومرتبة عالية من العلم والإرادة، وهي كمال يناله الإنسان بوصفه بشر، فلا يتخلى عن بشريته في حال كونه معصوم.

والعصمة ليست جبراً ونزعاً لإرادة المعصوم، كما أنها ليست مرتبة ينالها الإنسان بدون استحقاق واستعداد، فالمعصوم كبقية البشر لا يخرج فعله عن كونه منزلة بين المنزلتين.

لماذا منح الله العصمة لفئة من خلقه دون الآخرين؟! 

يرتكز السؤال على فهم خاطئ لمفهوم العصمة، فالعصمة ليست جبر ونزع لإرادة المعصوم، كما أنها ليست مرتبة ينالها الإنسان بدون استحقاق واستعداد، فالمعصوم كبقية البشر لا يخرج فعله عن كونه منزلة بين المنزلتين، أي لا جبر ولا تفويض وإنما هو أمر بين الأمرين.

فهو ليس مفوضاً حتى يستغني عن الله، كما أنه ليس مجبوراً فيكون منزوع الإرادة والاختيار، وبالتالي فإن لإرادة المعصوم واختياره دخل في حصول لطف الله وعنايته.

ومن هنا يمكننا القول إن العصمة هي لطف يمتنع معه العبد عن ارتكاب المعاصي مع قدرته على ارتكابها، فهي أشبه بمرتبة عالية من التقوى تحبسه عن المعاصي، ومرتبة عالية من العلم تكشف له قبائح الذنوب، ومرتبة عالية من الإرادة تردعه عن الاقتراب من الآثام، وبذلك تكون العصمة كمال يناله الإنسان بوصفه بشر، فلا يتخلى عن بشريته في حال كونه معصوم، فمع توفر دواعي المعصية عنده إلا انه يتركها بمحض إرادته.

فما يميز الإنسان عن الملائكة وعن الحيوان هو كونه مخلوق يحمل استعداداً ملائكياً واستعداداً حيوانياً، حيث خلقه الله قبضة من طين ونفخة من روح، والإنسان في حالة من الصراع الدائم بين مقتضيات الروح والطينة.

العصمة انتصار لجانب الروح على المادة

والعصمة ليست إلا انتصار لجانب الروح على جانب المادة، إلا أن ذلك لا يعني أن المعصوم اصبح مجرد عن المادة وعن تأثيراتها على النفس، فكونه لا يخطئ ولا تصدر منه المعاصي لا يعني أنه مخلوق مجرد كالملائكة، قال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ).

وعليه فإن المعصوم في حال عصمته يعيش حالة من النزاع بين متطلبات المادة المتمثلة في الغرائز والشهوات وبين متطلبات الروح المتمثلة في القيم والأخلاق، وعليه لا يكون معفياً عن جهاد نفسه ومصارعة هواه.

ولهذا اصبح المعصوم قدوة ومثال لجميع المؤمنين، قال تعالى: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) فإذا لم يعاني الأنبياء والأئمة هذا الصراع ولم يجاهدوا رغباتهم ولم يحرموا أنفسهم كيف يمكن أن يكونوا لنا أسوة؟ يقول الإمام علي (عليه السلام): (أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَأْمُومٍ إِمَاماً يَقْتَدِي بِهِ وَيَسْتَضِي‏ءُ بِنُورِ عِلْمِهِ) أي أن الإمام وجد أساسا لكي يقتدي به عامة الناس، مما يعني أن عصمة الإمام لا تجعله بعيداً عما يعاني منه جميع البشر من ضغط الهوى وصعوبة كبح الشهوات والرغبات، ولذا يقول (عليه السلام): (أَلَا وَإِنَّ إِمَامَكُمْ قَدِ اكْتَفَى مِنْ دُنْيَاهُ بِطِمْرَيْهِ وَمِنْ طُعْمِهِ بِقُرْصَيْهِ أَلَا وَإِنَّكُمْ لَا تَقْدِرُونَ عَلَى ذَلِكَ وَلَكِنْ أَعِينُونِي بِوَرَعٍ وَاجْتِهَادٍ وَعِفَّةٍ وَسَدَادٍ) أي أنه الزم نفسه بالقليل من حاجات الجسد وحرم نفسه حتى من الحلال والمباح ليكون قدوة في جهاد النفس وتربية الذات.

العروج بالنفس في مدارج الكمال

وبذلك هو يعاني اكثر مما يعانيه بقية الناس ومن هنا صرح سلام الله عليه بقوله: (أَلَا وَإِنَّكُمْ لَا تَقْدِرُونَ عَلَى ذَلِكَ)، ثم يكشف أمير المؤمنين (عليه السلام) عن إمكانية إشباع شهواته ورغباته بملذات الحياة حيث قال: (وَلَوْ شِئْتُ لَاهْتَدَيْتُ الطَّرِيقَ إِلَى مُصَفَّى هَذَا الْعَسَلِ وَلُبَابِ هَذَا الْقَمْحِ وَنَسَائِجِ هَذَا الْقَزِّ)، والذي يمنعه من ذلك ليس كونه غير قادر على الوصول إليها أو أنه فاقد للإحساس بهذه الملذات كالملائكة مثلاً وإنما تركها بقوة إرادته وجهاده لأهواء نفسه، ولذا يقول: (هَيْهَاتَ أَنْ يَغْلِبَنِي هَوَايَ وَيَقُودَنِي جَشَعِي إِلَى تَخَيُّرِ الْأَطْعِمَةِ وَلَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوْ الْيَمَامَةِ مَنْ لَا طَمَعَ لَهُ فِي الْقُرْصِ وَلَا عَهْدَ لَهُ بِالشِّبَعِ أَوْ أَبِيتَ مِبْطَاناً وَحَوْلِي بُطُونٌ غَرْثَى وَأَكْبَادٌ حَرَّى).

وبذلك يتضح أن المعصوم يعيش جهاداً صعباً وصراعاً مريراً في تربية ذاته وتهذيب نفسه من أجل العروج بها في مدارج الكمال، والمؤمن في جهاده لنفسه أنما يسير في نفس الاتجاه الذي سبقه إليه المعصوم، وهو بذلك يستحق الفضل والأجر إلا أنه يكون قاصراً وبشكل دائم عن بلوغ ما وصل إليه المعصوم من جهاد النفس وتربية الذات.

وعليه لا يصح السؤال والاعتراض على عصمة البعض دون الآخر؛ لأن الله لم يمنح العصمة اعتباطاً وإنما جعلها في أهلها ومن لهم استعداد على حملها، وقد رد الله على المعترضين بقوله تعالى: (وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَن نُّؤْمِنَ حَتَّىٰ نُؤْتَىٰ مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ ۘ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ۗ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِندَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ)، فالله يصطفي من بين خلقه من يكون أهلا لتحمل هذه الأمانة قال تعالى: (إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ). وإذا اتضح ذلك يتضح أن الأمر في المبدأ لا علاقة له بالعدالة.

الشيخ معتصم السيد أحمد/موقع الأئمة الاثنا عشر

————————

المقالات والتقارير المنشورة بأسماء أصحابها تعبر عن وجهة نظرهم ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع

————————–

مقالات ذات صلة