شفقنا العراق ــ برعاية العتبة العباسية المقدسة، بدأت فعاليات مؤتمر أنصار الإمام الحسين (عليه السلام) العلمي العالمي الأول تحت شعار: (لا أعلمُ أصحاباً أوفى ولا خيرًا من أصحابي)، وبعنوان (أنصار الإمام الحسينِ عليه السلام وهجُ الْحَيَاةِ).
فعاليات المؤتمر الذي تنظّمُه جمعيّةُ العميد العلميّة والفكريّة وجامعتا الكفيل والعميد، انطلقت صباحَ اليوم الخميس (٢١ تموز ٢٠٢٢)، على قاعة الإمام الحسن (سلام الله عليه)، علماً انه يستمرّ لمدّة يومَيْن.
ووفقا لشبكة الكفيل، شهدت فعّالياتُ الافتتاح حضورَ عدد من أعضاء مجلس إدارة العتبة العبّاسية المقدّسة ومسؤوليها، فضلاً عن وفودٍ وشخصيّاتٍ مثّلت جهاتٍ عديدةً من داخل العراق وخارجه.
وبعد تلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم شنّف بها أسماع الحاضرين القارئ السيّد حسنين الحلو، قُرِئت سورةُ الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق، ثمّ الاستماع إلى النشيد الوطنيّ وأنشودة العتبة المقدّسة (لحن الإباء).
كلمة الأمانة العامة للعتبة العباسية
أعقبت ذلك كلمةُ الأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة التي ألقاها نيابةً عضو مجلس إدارتها الأستاذ الدكتور عباس رشيد الموسوي، وقال فيها وفقا للكفيل:
“ما أحوجنا إلى أن نكون دائما في صميم إرث أهل البيت عليهم السلام، حينا لأن بنا حاجة إلى نهل كي نروى من معينه الذي لا ينضب وحينا لأنه كلام يجمعه وكلام الخالق المنزه جامع، ويصله به حبل متين، كي نهتدي بهدي لا نضل به من بعد.
واليوم حين نجتمع حول مدار الإمام الحسين عليه السلام، متأملين فيه مقولة (لا أعلم أصحابا أوفى ولا خير من أصحابي)؛ فإننا فضلا عن الهدفين المذكورين أعلاه، تحدونا رغبة عارمة بإيفاء أنصاره أولئك ما يستحقونه من ذكر وتمجيد وتوقير، أولا وهم جديرون بالوفاء فضلا عن حاجة ملحة إلى استعادة نماذج طيبة للقدوة الحسنة في زمن شحت فيه، أو غيبت بفعل فاعلين لا يريدون لنا ولمعتقدنا الخير بل البقاء.
ولا شك ولا ريب، فإن إنسان هذا العصر سيجد في تلك النماذج ما يستعيد به توازنه، جراء ما عصف به من رياح، وما ألم به من ملمات طارئة، وإنه أخيرا سيجد فيها ضالته، أعني المثال الذي يريد أن يحتذيه، أو الضوء الذي ينير له دربه يهتدي به، في ظل أزمة سعي الساعين إلى طمس التراث أو تشويه جمالاته، أو تقطيع الأوصال المؤدية إليه.
ما أحوج إنسان هذا العصر إليهم، بل الإنسان أنى كان وحيث كان، لا سيما وقد ألفنا منه أمنيات مكرورة (يا ليتنا كنا معهم، فنفوز فوزا عظيما)إن هذه الــ (ليت) وقد رددتها العصور السالفة، تستعيد لب درسهم الخالد، وتصدر إلينا قناعتهم الراسخة، لنفقه ولنؤمن بما آمنوا به، وندور في فلكهم بعيدا عن سحر الحياة الغرور وجذبها ومباهجها الزائلة، فــ (إنما هي قتلة واحدة ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً.
فقد ماتوا وعاشت الكرامة وقد عافوا زمنهم ليستعمروا الأزمان كلها.. اختاروا الانسحاب عن حياتهم، ليتغلغلوا في حيوات الإنسان في كل عصوره وأزمانه.
أنصارٌ جسدوا معنى أن يكون الناصر ناصرا، والإنسان إنسانا؛ أطفال وناشئة، وشبان، وشيوخ مسنُّون مقوّسو الظهور، قد احتجبت عيونهم بطول حواجبهم، عبيد وسادة قوم،عرب وأعاجم، أنفقوا زمنهم مستبشرين بما هم ملاقوه.
فما أمسى على ظهر الأرض قريب ولا بعيد أعز عليهم، ولا أحب إليهم من إمام اختزل مبادئهم ودينهم، فقد بذلوا فيه مهجتهم، ووطنوا على لقاء الله أنفسهم، فلم يحل حائل بينهم وبين الورود على حياض المنية،ولو قدروا على أن يدفعوا عنه الضيم والقتل بشيء أعز عليهم من أنفسهم ودمهم لفعلوه:
قومٌ إذا نودوا لدفع ملمةٍ والقوم بين مدعسٍ ومكردسِ
لبسوا القلوب على الدروع وأقبلوا يتهافتون على ذهاب الأنفسِ
على حد وصف ينسب للإمام عليه السلام
كان لهم وقد غشيهم ليل الأعداء أن يتخذوه جملا، ويستنقذوا أرواحهم، متفرقين بين سوادهم ومدائنهم، لا سيما وهو العارفون حقا بأن عدوهم إن أصاب إمامهم عليه السلام لذهل عن طلب غيره، ولا سيما أن ذلك الإمام قد إذن لهم وأجاز لهم الانطلاق في حل ليس عليهم من الحسين ذمام.
ولكنهم عافوا الحياة فيا لهم من فتيةٍ سكنوا الجنان وأُلبسوا من سندسِ فليهنؤوا، بجنان عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، وليؤجر كل من أحب عملهم، وليحشر معهم ولنستعيد صفحاتهم هنا، لنتعلم درسهم ونهتدي بهديهم.
واختتم شكرا لكل من رعى هذا المؤتمر، ومن رسم له اسمه، وخط نهجه
وشكرا لكل من أعان وللباحثين والحاضرين”.
فقرات أخرى من افتتاح المؤتمر
ثمّ أُلقِيت قصيدةٌ من الشعر العموديّ نثر أبياتها بين الحاضرين الشاعر علي الصفار الكربلائي.
لتنطلق بعد ذلك فعّالياتُ الجلسة البحثيّة الأولى بمؤتمر أنصار الإمام الحسين التي ترأّسها الأستاذُ الدكتور سرحان جفّات سلمان، والتي شهدت قراءة ملخّصات ثلاثة بحوثٍ هي:
– عبد الله بن عفيف الأزديّ سيرته ومواقفه، للباحث الأستاذ الدكتور عبد الخالق خميس علي.
– الصحابيّ أنس بن الحارث الكاهلي -رضي الله عنه- دراسة في سيرته وأحواله، للباحث أ.م.د سلام جبار منشد والباحثة زينب رحمن محمد سعيد.
– الأبعاد التاريخيّة في خطبة الشهيد زهير بن القين البجلّي -رضوان الله عليه- يومَ عاشوراء، للباحث أ.م.د فاضل كاظم صادق العبادي.
هذا ومن المؤمَّل أن تُستأنف فعّالياتُ المؤتمر حيث الجلسة البحثيّة الثانية عصر هذا اليوم.
المصدر: شبكة الكفيل