شفقنا العراق ــ مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية شهرها الخامس، وفي ظل عدم وجود بوادر في الأفق لحلول دبلوماسية تنهي الصراع، تحدث مصدران أمريكيان عن سيناريوهات متوقعة للنزاع القائم، في حين اتهم مسؤول روسي كلاً من بولندا والولايات المتحدة وبريطانيا بتحضير “مخطط غربي” لتقسيم أوكرانيا.
وفي مؤتمر بواشنطن، قالت مديرة الاستخبارات الأميركية أفريل هاينز، إن “مجتمع الاستخبارات الأميركي يرى 3 سيناريوهات محتملة، يمكن التركيز عليها في الأسابيع والأشهر المقبلة”.
تفوق روسي أو اختراق أوكراني
وأوضحت انه “على الأرجح فإن الصراع ما يزال طاحنا يحقق فيه الروس مكاسب متزايدة، لكن لا يوجد اختراق، بموجب هذا السيناريو، سيكون الجيش الروسي قد أمّن لوغانسك وجزءا كبيرا من دونيتسك بحلول الخريف، بالإضافة إلى ترسيخ سيطرته على جنوب أوكرانيا”.
وأشارت إلى أن السيناريو الثاني هو أن روسيا يمكن أن تحقق اختراقا وتعيد التركيز على كييف أو أوديسا.
أما السيناريو الثالث هو أن تتمكن أوكرانيا من تحقيق الاستقرار في خط المواجهة والبدء في تحقيق مكاسب أصغر، على الأرجح في خيرسون أو في أي مكان آخر في جنوب البلاد.
كيسنجر يتحدث عن 3 سيناريوهات أخرى
من جهته قال وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر إنّه “إذا توقفت روسيا عند الحد الذي وصلت إليه حتى الآن في حربها على أوكرانيا، فستكون غزت 20% من الأراضي الأوكرانية والجزء الأكبر من دونباس، والمنطقة الصناعية والزراعية الأساسية، وجزء من الأراضي على ساحل البحر الأسود، وسيكون هذا انتصاراً لها”.
وأشار في حديث إلى مجلة “ذا سبيكتاتور” البريطانية إلى أنّ “دور الناتو في مثل هذه الحالة لن يكون مهماً مثلما كان يُعتقد في الماضي”.
ويستكمل الدبلوماسي الأميركي المسارات المحتملة لهذه الحرب، بالقول إنّ السيناريو الثاني يتمثل بـ”محاولة طرد روسيا من الأراضي التي سيطرت عليها في عمليتها العسكرية، بما فيها شبه جزيرة القرم”، متابعاً: “في حال استمرار الأعمال العسكرية، ستزداد مخاطر دخول (الغرب) في حرب مباشرة مع روسيا”.
وأردف: “نحن نتحدث عن 2% فقط من البلاد وشبه جزيرة القرم، أي 4 % أخرى، التي تختلف علاقتها بالمنطقة عن تلك الخاصة بأوكرانيا، لأنّها كانت روسية منذ مئات السنين”.
واستطرد كيسنجر: “لن أحكم على النتيجة التي يجب أن تكون عليها المفاوضات، ولكن إذا نجح الحلفاء بمساعدة الأوكرانيين في إخراج الروس من الأراضي التي احتلوها في هذه الحرب، فسيتعين عليهم تحديد المدة التي ينبغي أن تطول فيها الحرب”.
وبالنسبة إلى السيناريو الثالث، أشار كيسنجر إلى أنّه يتمثل بـ”العودة إلى ما كان عليه الوضع قبل 24 شباط/فبراير”، تاريخ انطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، لافتاً إلى أنّ “في هذه الحالة، ستتم إعادة تسليح أوكرانيا، وستكون مرتبطة بالناتو بشكل وثيق أو قد تكون عضواً في الحلف في المستقبل”.
واعتبر وزير الخارجية الأميركي الأسبق أنّ “هذا السيناريو يفترض أن يجمّد النزاع لفترة معينة”.
تحذير من إطالة أمد الحرب
وفي أيار/مايو الماضي، خلال إلقاء كلمته في منتدى دافوس، رأى كيسنجر أنّ “لا بد لأوكرانيا أن تتخلى عن بعض الأراضي لروسيا”، محذراً الغرب من محاولته المستمرة لإلحاق الهزيمة بالقوات الروسية في أوكرانيا، معتبراً إلى أنّ ذلك ستكون له “عواقب وخيمة” على استقرار أوروبا في المدى البعيد.
وجدد تحذيره من إطالة أمد الحرب في أوكرانيا، وشدد على ضرورة “دفع كييف إلى العودة إلى التفاوض”، مؤكداً أن “الوضع الملائم لها هو الحياد، وأن تكون جسراً بين روسيا وأوروبا”.
مخطط لتقسيم أوكرانيا
وفي المقابل، كشف مدير الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريشكين، أن القيادة البولندية بدأت في وضع سيناريوهات “تقطيع أوصال أوكرانيا”.
وفي تصريحات لوكالة “نوفوستي” الروسية، أوضح المسؤول الروسي أن بولندا تعمل الآن على قضية إنشاء دولة بالوكالة في غرب أوكرانيا، ستكون “تحت حماية” القوات المسلحة البولندية.
وبيّن ناريشكين: “في الوضع الحرج الراهن في وارسو، هم يميلون إلى تجاوز المخططات السابقة بتجهيز وحدة حفظ سلام بولندية في غرب أوكرانيا، وإنشاء دولة بالوكالة في القطاع الشرقي تحت حماية القوات المسلحة البولندية”.
كما لفت إلى أنه “يتم النظر في مشروع لتشكيل منطقة عازلة في المناطق الوسطى في أوكرانيا، والتي وفقا للبولنديين، ستسمح لهم بتجنب الصدام المباشر، غير المرغوب فيه للغاية، مع روسيا”.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها ناريشكين عن دور بولندي في الصراع، إذ قال قبل أيام، إن “بولندا تدافع عن نظام الرئيس الأوكراني زيلينسكي بشكل حيوي”، لافتا إلى أن “وارسو تعمل على نقل السيطرة الفعلية على أهم وظائف ومؤسسات الدولة إليها”.
ولفت إلى أن كييف فتحت عن عمد أمام البولنديين والأميركيين الوصول إلى المعلومات ذات الأهمية الوطنية، بما في ذلك المعلومات حول دافعي الضرائب، وبالتالي، الوضع المالي الحقيقي لأوكرانيا.
يذكر ان الحرب الروسية الأوكرانية انطلقت في 24 شباط الماضي، بعد توترات متصاعدة بين الطرفين واتهامات من موسكو لكييف بتهديد امن روسيا وقيامها بانتهاكات ضد السكان الناطقين باللغة الروسية في شرق البلاد، بينما اتهمت كييف _التي تدعمها الدول الغربية_ موسكو بغزو أراضيها واحتلالها.
المصدر:سكاي نيوز عربية+الميادين