شفقنا العراق-اعتبر موقع أمريكي إن الهدنة في اليمن على المحك لكن استمرارها حتى الآن هو علامة مشجعة بالنظر إلى أن عدة محاولات لوقف إطلاق النار سابقًا كانت قد باءت بالفشل.
كان من المقرر أن يشهد يوم الخميس 02 حزيران/يونيو 2022، نهاية هدنة استمرت في “اليمن” لمدة شهرين بين “الحوثيين” و”التحالف”؛ الذي تقوده “المملكة العربية السعودية”، مما دفع المفاوضين الدوليين للعمل على تمديدها.
وحول هذه المسألة، نشرت مجلة (فورين بوليسي) الأميركية تقريرًا أعدَّه “كولم كوين”، كاتب النشرة الإخبارية في المجلة.
استهل الكاتب تقريره بالإشارة إلى: “المؤشرات الإيجابية الأولية”؛ التي تلقتها “الأمم المتحدة” في وقت متأخر من يوم الأربعاء على أن الهدنة ستحصل على تمديد آخر بعد أسابيع من المفاوضات.
وتُشير التقارير المحلية إلى موافقة الجانبين المبدئية على تمديد الهدنة.
الهدنة في “اليمن” على المحك..
ينقل التقرير عن “فيران بويغ”، مدير مكتب منظمة (أوكسفام) في “اليمن”، قوله إن: “منظمات الإغاثة طلبت تمديد الهدنة لتجنب خطر دخول ملايين اليمنيين في أزمة جوع حادة”.
ووفقًا لإحصائيات “الأمم المتحدة”، لا يزال “اليمن” يواجه أكبر أزمة إنسانية في العالم، في ظل اعتماد: 80% من سكانه البالغ عددهم نحو: 30 مليون نسمة على المساعدات الإنسانية، في حين أن: 58% منهم يعيشون في فقر مدقع.
وأصبح الأمن الغذائي مصدر قلق بالغ في أعقاب الحرب الروسية في “أوكرانيا”، إذ كان “اليمن” يعتمد على “القمح” الأوكراني في ثُلث إمداداته.
وفي هذا الصدد؛ تحدثت “كيت كايزر”، متخصصة في شؤون “اليمن” وزميلة غير مقيمة في “مركز السياسة الدولية”، إلى مجلة (فورين بوليسي)؛ قائلةً إن: “استمرار الهدنة حتى الآن هو علامة مشجعة بالنظر إلى أن عدة محاولات لوقف إطلاق النار سابقًا كانت قد باءت بالفشل”
و”عندما تصمد الهدنة، فإن هذا يُظهر أن أطراف النزاع الرئيسة تمتلك من الناحية النظرية القدرة على قيادة قواتها والسيطرة عليها، وهو أمر بالغ الأهمية لإنهاء النزاع فعليًّا”.
مؤتمر سلام في “اليمن”..
يُشير التقرير إلى أنه في الوقت الذي تبدو هذه الهدنة بداية لإنهاء الحرب، ترغب “كيت” أن تذهب الأمور إلى أبعد من ذلك، بأن يُعلن “التحالف”؛ الذي تقوده “السعودية”، عن إنهاء تدخله في “اليمن” لأجلٍ غير مُسمى مقابل إبرام اتفاقية أمن حدودي مع “الحوثيين”.
ويمكن أن تؤدي مثل هذه الخطوة إلى السماح بالتركيز على الديناميكيات الداخلية التي قادت هذه الأطراف إلى بدء الحرب.
وأوصت “كيت كايزر” بعقد مؤتمر سلام في “اليمن”، يستضيفه المفاوضان الرئيسان في الصراع، مبعوث الأمم المتحدة؛ “هانز غروندبرغ”؛ والمبعوث الأميركي؛ “تيموثي ليندركينغ”، والذي من شأنه أن يجمع أعضاء من جميع أطياف المجتمع اليمني لإيجاد مخرج للأزمة ورسم طريق للمضي قدمًا إلى الأمام.
وأوضحت أن مثل هذا المؤتمر يمكن أن يستند إلى “الحوار الوطني”؛ الذي عُقد في عام 2014، والذي دعا إلى تنفيذ إصلاحات شاملة تضمن إنهاء الحرب الأهلية، التي تلت ذلك الحوار، على أرض الواقع.
وأضافت “كيت” أن: “هناك سياقًا ثريًّا كان يعيشه اليمن قبل اندلاع الحرب الأهلية، ومن الخطأ حقًّا تجاهل ذلك وعدم استغلاله والاستفادة منه بصورة حقيقية لتخفيف أكبر قدر ممكن من المعاناة”.
“ولكن أيضًا علينا أن نتحقق من أن هذه العملية تعكس فعليًّا احتياجات الشعب اليمني، ليس فقط الآن ولكن في المستقبل كذلك”.
توتر العلاقات “الأميركية-السعودية”..
يُنوِّه التقرير إلى أن الجهود المبذولة من أجل تحقيق السلام في “اليمن” تأتي بينما تستمر حالة من توتر العلاقات بين “الولايات المتحدة” و”السعودية”؛ منذ وصول الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، إلى منصبه في “البيت الأبيض”.
وتراجع “بايدن” عن الإدعاءات التي أعلنها خلال حملته الانتخابية؛ بجعل العاصمة السعودية؛ “الرياض”: “منبوذة”، وسيزور “السعودية” في وقت لاحق من الشهر الجاري.
وهي زيارة من المقرر أن يلتقي فيها بولي العهد؛ الأمير “محمد بن سلمان”، الحاكم الفعلي لـ”السعودية”، والشخص الذي كان “بايدن” حريصًا على تحاشيه حتى الآن.
وأوضح التقرير أن الأمر لا يتعلق بتكوين صداقة وليدة بين “بايدن” وحاكم “السعودية”، وإنما يتعلق أكثر بالمخاوف في الداخل الأميركي وفي “أوروبا”.
وذلك في ظل ارتفاع أسعار “النفط” الذي يُسهم في رفع تكاليف المعيشة ويتسبب في صداع سياسي بـ”الولايات المتحدة”؛ قبل انتخابات التجديد النصفي، المُقرر إجراؤها في تشرين ثان/نوفمبر القادم.
فبغض النظر عن عدائه الشخصي لولي العهد، يحتاج “بايدن” إلى أكبر مُنتّج لـ”النفط”، في منظمة (أوبك) لإقناع المنظمة بضخ مزيد من “النفط” للمساعدة في خفض الأسعار.
وفي السياق ذاته؛ كتب “ديفيد إغناتيوس”، في صحيفة (واشنطن بوست)؛ يوم الأربعاء، نقلًا عن مسؤول إسرائيلي بارز؛ أن تحسن العلاقات “الأميركية-السعودية” يُعد أيضًا مسألة جوهرية لـ”إسرائيل”.
وقال المسؤول الإسرائيلي: “نحن نؤيد بشدة توطيد العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية؛ في إطار تحقيق الاستقرار في المنطقة واحتواء إيران وتطبيع العلاقات مع إسرائيل وتحقيق الاستقرار في سوق الطاقة”.
وحتى في الوقت الذي تسعى فيه إدارة “بايدن” إلى التقارب مع “السعودية”، يمكن أن يُعرقل نواب “الكونغرس” الأميركي هذا المسعى.
إذ قدمت مجموعة من: 50 عضوًا في “مجلس النواب” الأميركي؛ يوم الأربعاء، تشريعًا يقترح إنهاء الدعم اللوجستي والاستخباراتي الأميركي لحرب “اليمن”.
وكان مجلسا “الكونغرس”؛ في عام 2019، قد أقرا تشريعًا مماثلًا، لكن الرئيس الأميركي آنذاك؛ “دونالد ترامب”، استخدم ضده حق (الفيتو) واعترض على التشريع. وفق ما يختم به الكاتب تقريره.
————————
التقارير والمقارير التي يعاد نشرها من المواقع الأخرى تعبر عن وجهة نظر مصادرها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع
————————–