الجمعة, أبريل 19, 2024

آخر الأخبار

“فيتو” أميركي في مجلس الأمن يسقط مشروع الجزائر لمنح فلسطين عضوية الأمم المتحدة

شفقنا العراق- استخدمت الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي...

وزيرة الاتصالات تبحث مع سفير مصر بالعراق تطوير شبكة الاتصالات العراقية

أكد السفير أحمد سمير سفير مصر لدى العراق، أهمية...

السوداني يؤكد لشركة KBR جدية الحكومة في توفير بيئة مناسبة للاستثمار

شفقنا العراق- أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني،جدية...

القاضي حمزة: التعاون القضائي مع سوريا وإيران خطوة مهمة في مكافحة الإرهاب

شفقنا العراق ــ فيما كشف أن الاجتماع القادم للجنة...

المرور: حصر العمل بالدفع الإلكتروني اعتبارًا من أيار

شفقنا العراق- أعلنت مديرية المرور العامة، اليوم الخميس، عزمها...

الداخلية: انخفاض في جرائم القتل العمد والدكة العشائرية

شفقنا العراق- أعلنت وزارة الداخلية، تسجيل انخفاض في جرائم...

محافظ البنك المركزي: شركة دولية لتطوير المصارف العراقية

شفقنا العراق- اعلن محافظ البنك المركزي العراقي علي العلاق...

مستشار حكومي: جذب الاستثمارات الأمريكية إحدى نتائج زيارة السوداني

شفقنا العراق ـ على ما يبدو أتت زيارة رئيس...

السوداني يبحث مع وفد “معهد بيكر” لبحوث الطاقة التعاون في تأهيل الكوادر

شفقنا العراق- فيما أعلن عزم الحكومة توسعة صناعة البيتروكيمياويات،...

صناعة الأسمدة في العراق.. مشاريع واعدة في سياق إحياء الصناعة الوطنية

شفقنا العراق ــ بعد توقف دام لسنوات بسبب ظروف...

سهر الأطفال.. الأسباب والأضرار والحلول

شفقنا العراق- أكدت دراسات عديدة أضرار السهر وخاصة سهر...

برلماني يكشف عن استراتيجية حكومية لوضع العراق على قائمة منتجي “الوقود الأزرق”

شفقنا العراق- فيما أشار إلى إدراك الحكومة العراقية أهمية...

ضمن تصنيف عالمي.. جامعة بغداد تسجل منجزًا علميًا في 5 تخصصات

شفقنا العراق- انفردت جامعة بغداد عن الجامعات العراقية الأخرى،...

محافظ النجف يدعو للتعاون مع الحكومة المحلية لإدارة المطار والإشراف عليه

شفقنا العراق- فيما دعا إلى للتعاون مع الحكومة المحلية...

العراق يوقع على “اتفاقية سنغافورة” للوساطة الدولية والتحكيم التجاري

شفقنا العراق - لتيسير التجارة الدولية، وقع رئيس الهيئة...

السوداني يدعو الشركات الأمريكية إلى الانخراط بشراكات مع القطاع الخاص العراقي

شفقنا العراق ــ فيما كشف عن الاتفاق مع شركة...

السوداني ..زيارة واشنطن أتت لإرساء العلاقات الثنائية

شفقنا العراق ـ أكد رئيس مجلس الوزراء السيد محمد...

“المعرفة والرسالة الحسينية”.. عنوان مؤتمر دولي في كربلاء

شفقنا العراق ــ تحت شعار "الثقافة والشعائر الحسينية وعالمية أثرها"، أقام...

جامعة الكفيل تستذكر فاجعة هدم مراقد أئمة البقيع وتناقش قانون العمل وتطبيقاته

شفقنا العراق-فيما نظمت مجلسًا عزائيًّا لإحياء ذكرى فاجعة هدم...

المندلاوي من تركيا: ضرورة القضاء على الفكر الإرهابي

شفقنا العراق ـ فيما دعا إلى التعاون من أجل...

مدينة الحلة.. نقص في البنى التحتية ومطالب بتحسين الواقع الخدمي

شفقنا العراق- رغم تصريحات عدد من المسؤولين بأن مدينة...

تحذيرات من انتشار التسول الإلكتروني في العراق

شفقنا العراق- التسول الإلكتروني من خلال فضاء المنصات ينتشر...

طريق التنمية.. مشروع واعد وفرصة اقتصادية مهمة للعراق

شفقنا العراق ــ يرى خبراء بأن طريق التنمية واحد...

وزير التجارة: تحقيق الأمن الغذائي على مستوى محصول الحنطة

شفقنا العراق-صرح وزير التجارة بأنه، تم تحقيق الأمن الغذائي...

كاتب بريطاني: سياسات بايدن تحولت إلى نسخة من سياسات ترامب في الشرق الأوسط

شفقنا العراق-يرى الكاتب والصحفي البريطاني المخضرم ديفيد هيرست إن سياسات بايدن تحولت إلى نسخة من سياسات ترامب في الشرق الأوسط، محذرا من اندلاع حرب وشيكة قد تفجرها الأحداث التي ستشهدها القدس بسبب تجاهل واشنطن لسياسات إسرائيل واضطهادها للفلسطينيين.

نشر موقع ميدل إيست آي البريطاني الإخباري مقالًا للكاتب المخضرم؛ “ديفيد هيرست”، سلَّط فيه الضوء على تحوُّل سياسات الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، في الشرق الأوسط لدرجة أنها أصبحت تُضاهي سياسات سلفه الرئيس الأميركي السابق؛ “دونالد ترامب”.

مستشهدًا بعدة قضايا تؤكد ذلك، لا سيما تعامل “بايدن” مع إشتعال الأوضاع في “القدس” دون أن يُحرِّك ساكنًا.

استهل الكاتب مقاله بالقول إن سياسة الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، في الشرق الأوسط، بهدوء ودون صخب، يبدو أنها تُفضي إلى ما يُسميه رُكاب درجات الألعاب البهلوانية بمنعطف فرملة اليد.

إذ يبتعد “بايدن” عن سياساته العامة التي تعهد بها خلال حملته الانتخابية، بما في ذلك إحياء “الاتفاق النووي” مع “إيران”.

وأصبح يميل حاليًا إلى دفع “المملكة العربية السعودية” نحو التطبيع مع “إسرائيل”، والذي يُعد الجزء الأكبر من المهام غير المكتملة من “اتفاقات أبراهام”؛ التي أشرف عليها “ترامب”.

وبعد تنفيذ هذا الجزء من المهمة، يُصبح من الصعب التمييز بين سياسات بايدن في الشرق الأوسط وبين سياسات ترامب.

وصحيحٌ أن “قطر” لم تُعد تحت الحصار، لكن “إيران” ستظل تُعاني عقوبات “الضغط الأقصى” المفروضة عليها.

وسينصب كل اهتمام “الولايات المتحدة” على تعزيز علاقات “إسرائيل” مع دول المنطقة.

وكل هذه الأشياء تدفع بسرعة في اتجاه التطبيع السعودي مع “إسرائيل”، الجوهرة التي لا تزال مفقودة في تاج “اتفاقات أبراهام”؛ بحسب تعبير “هيرست”.

“بايدن” على خطى “ترامب” مع “السعودية” !

يُوضِّح الكاتب أنه على الرغم من كل أطماعه التجارية السافرة، مثل دعم الطغاة غير الشرعيين مقابل الحصول على: 30 قطعة من الفضة؛ (في إشارة إلى ثمن شراء عبد بشري في زمن الرقيق)، يبدو أن إرث “ترامب”؛ في الشرق الأوسط، ما زال مستمرًّا.

وعلى الرغم من إدانته لحاكمها الفعلي وسياسات “السعودية” في حد ذاتها بوصفها: “دولة منبوذة”، يبدو أن “بايدن” أصبح مستعدًّا تمامًا للتعامل مع المنبوذين، وأصبح يسير على خطى “ترامب” مثل الخراف.

ويُؤكد الكاتب أن أوضح دليل على ذلك؛ هو ما فعله “بايدن” بمشروع “الاتفاق النووي” الإيراني، الذي انسحب منه “ترامب” من جانب واحد؛ قبل أربع سنوات.

وذلك بعد انسحاب “الولايات المتحدة” من المحادثات، التي استمرت 11 شهرًا مع إدارتين إيرانيتين متعاقبتين، في نهاية شهر آذار/مارس 2022، بسبب ما وصفه متحدث باسم “وزارة الخارجية” الأميركية؛ بأنه: “عدد صغير” من القضايا العالقة.

ومنذ ذلك الحين؛ أنهالت وسائل الإعلام الأميركية بوابل من الانتقادات اللاذعة ضد؛ “روبرت مالي”، كبير المفاوضين الأميركيين والمبعوث الأميركي الخاص للشأن الإيراني، ووصفته بأنه مسالم جدًّا على غير عادته مع “إيران”.

ورفض “بايدن” اقتراح “مالي” برفع: “(الحرس الثوري) الإسلامي الإيراني” من قائمة المنظمات الأجنبية التي تُصنفها “واشنطن”: “إرهابية”.

ويبدو أن الاتفاق بأكمله يتجه نحو الهاوية. وكان آخر تصريح علني لـ”مالي”؛ هو أن فُرص إبرام اتفاق أصبحت: “ضعيفة في أحسن الأحوال”.

وبصفة شخصية، يشعر “مالي” بالإحباط الذي لا يرى أن المتسبب فيه “إيران” فحسب.

سياسات بايدن في الشرق الأوسط: إشارات متناقضة..

يُنوِّه الكاتب إلى أنه على الجانب الإيراني، توجد مخاوف من أن تكون مسألة رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الأجنبية؛ التي تُصنفها “واشنطن”: “إرهابية”، هي العامل المتسبب في إنهيار الاتفاق.

ويُعد إعلان رفع الحرس الثوري الإيراني من هذه القائمة مجرد تصريح خطابي، ولن يُؤثر اتخاذ قرار برفعه في العقوبات التي تفرضها “وزارة الخزانة” الأميركية على الحرس الثوري، والتي ستستمر على كل حال.

إلا أن هذه ليست القضية الوحيدة، إذ لا يزال الجانب الأميركي مترددًا، أو يُرسل إشارات متناقضة، بشأن مسألتين أساسيتين في هذا الاتفاق: وهما عمليات التحقق من تخصيب اليورانيوم وتخفيف العقوبات.

ودعونا نكون واضحين: “إيران”، بموجب هذا الاتفاق، كانت ستوافق على شحن جميع اليورانيوم المخصَّب؛ بنسبة 60% تقريبًا إلى خارج البلاد مقابل الحصول على خام (اليورانيوم) المكرر جزئيًّا من “روسيا”.

لكن الجميع توقف عن الحديث عن ذلك بصورة مفاجئة، ولم يُعد هناك أحد يتحدث عن قدرة “إيران” على حيازة: “أسلحة نووية”.

وهو ما قيل إنه يمكن أن يكون على بُعد أيام فحسب.

وإذا كان الهدف الحقيقي هو منع “إيران” من امتلاك القدرة على تصنيع قنبلة نووية، فإن “الولايات المتحدة” تنسحب حينئذ من اتفاق يُحرم “طهران” من هذه القدرة على نحو يمكن التحقق منه.

وإذا كانت “الولايات المتحدة” و”إسرائيل” تشعران بالقلق؛ كما تدعيان، بشأن احتمال تصنيع “إيران” قنبلة نووية، والانتشار النووي اللاحق في الخليج، فلماذا ينسحب أحد الطرفين ويُصفِّق له الآخر على ذلك؟

ومن قبيل المصادفة، أفاد “باراك رافيد”، الصحافي الإسرائيلي المُطَّلع، بأن العميد المتقاعد؛ “درور شالوم”، رئيس الشعبة السياسية الأمنية في “وزارة الأمن” الإسرائيلي، أخبر مسؤولي “وزارة الخارجية” الأميركية خلال زيارته الأخيرة إلى “واشنطن”؛ أن “الولايات المتحدة” أخطأت عندما انسحبت من “الاتفاق النووي” الإيراني في عام 2018.

ورأى “شالوم” أن الانسحاب الأميركي من الاتفاق جعل “إيران” أقرب إلى امتلاك سلاح نووي.

ويقول الكاتب: إذا أتبعنا هذا المنطق، فلماذا لا ترغب “الولايات المتحدة” و”إسرائيل” في إبرام “الاتفاق النووي”؛ كما هو الآن ؟

وبطبيعة الحال، يُمكن للإيرانيين القول إن برنامجهم للتخصيب النووي كان يستخدمه الغرب دائمًا بوصفه ذريعة لفرض العقوبات، وكان الهدف الحقيقي من فرض العقوبات هو إحداث تغيير في النظام الحاكم داخل “إيران”.

ولا أعتقد، بناءً على ما أشرنا إليه من أدلة، أنهم مخطئون في ذلك.

جزيرتان غير مأهولتين: “تيران” و”صنافير”..

يستدرك الكاتب موضحًا أن الاتفاق الذي عُلِّق مع “إيران”؛ لم يكن العلامة الوحيدة على تحول سياسات بايدن.

إذ تناول مسؤولو إدارته القضية العالقة لنقل جزيرتي “تيران وصنافير”؛ ذات الموقع الإستراتيجي، من “مصر” إلى “السعودية”.

وعندما قررت “مصر”؛ قبل خمس سنوات، نقل الجزيرتين المتنازع عليهما في “البحر الأحمر”، إلى “السعودية”، اندلعت احتجاجات في “القاهرة”.

إذ أثارت خطوة نقل الجزيرتين غضب المصريين، الذين رأوا الصفقة تُعد تنازلًا عن أراضيهم لـ”السعودية” مقابل استمرار الدعم المالي لنظام الرئيس؛ “عبدالفتاح السيسي”، المفلس اقتصاديًّا.

وفي باديء الأمر، لم يتدخل الأميركيون في قضية الجزيرتين، لكنهم في الوقت الحالي تدخلوا فيها، ولم يتدخل فيها مسؤول أميركي عادي، وإنما بوزن؛ “بريت ماكغورك”، منسق “البيت الأبيض” للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي يصفه الناس الذين يعرفونه جيدًا ويعملون معه، بأنه: “يُضرم النيران في المنزل، ثم يظهر وبيده خرطوم المياه لإطفاء الحريق”.

وأفادت تقارير أن “ماكغورك” يقود محادثات سرية بين “السعودية وإسرائيل ومصر” بشأن نقل ملكية الجزيرتين.

ويُشير الكاتب إلى جزيرتي “تيران وصنافير”؛ تتحكمان في “مضيق تيران”، وهو ممر مائي حيوي يؤدي إلى “ميناء العقبة”؛ في “الأردن”، و”ميناء إيلات”؛ في “إسرائيل”.

وكانت الجزر منزوعة السلاح جزءًا من معاهدة السلام التي أبرمت؛ في عام 1979، بين “إسرائيل” و”مصر”، والتي تمنح “إسرائيل” حق إبداء رأيها في العمل المستمر لقوة حفظ السلام متعددة الجنسيات من المراقبين الذين يقومون بدوريات في الجزيرتين وضمان بقاء الممر مفتوحًا.

وأوردت تقارير أخرى أن “إسرائيل” لديها شروط خاصة، إذ تُريد من “السعودية” السماح لشركات الطيران الإسرائيلية باستخدام المجال الجوي السعودي لاختصار رحلاتها الجوية إلى “الهند وتايلاند والصين”.

إلى جانب الرحلات الجوية المباشرة من “إسرائيل” إلى “السعودية” لنقل الحجاج المسلمين إلى “مكة والمدينة” لأداء فريضة الحج.  وكل هذا يدفع بسرعة في اتجاه التطبيع السعودي مع “إسرائيل”.

تهميش الفلسطينيين..

وكما هو معروف الآن، وضع “محمد بن سلمان”، ولي العهد وملك “السعودية” المستقبلي، التطبيع مع “إسرائيل” هدفًا أساسيًّا في سياسته الخارجية.

وكان استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، “بنيامين نتانياهو”، في اجتماعات سرية هو طريق الأمير الشاب لإثبات نفسه في “البيت الأبيض” وبناء علاقة مع عائلة “ترامب”.

إلا أن والده، الملك “سلمان”، لا يزال يفخر ويتمسك بمبادرة السلام العربية التي تقدمت بها “السعودية” قبل عقدين من الزمان، والتي تعهدت بأن يعترف العرب بـ”إسرائيل” بمجرد التوصل إلى تسوية سلمية مع الفلسطينيين.

يُلفت الكاتب إلى أن هذه كانت آخر فرصة جادة للتوصل إلى اتفاق سلام إقليمي، لكن “إسرائيل” تجاهلتها في ذلك الوقت.

بيد أن “اتفاقات أبراهام” قلبت هذا المبدأ رأسًا على عقب بتهميش الفلسطينيين، الذين لم يكن مصيرهم ذا اعتبار في اتفاقات التطبيع التي أبرمت مع “إسرائيل” مع كل من: “الإمارات ومصر والبحرين والمغرب”.

وفي الوقت الحاضر، يظهر “بايدن”، الذي بدأ عهد إدارته بترديد مخاوف الملك “سلمان” بشأن “اتفاقيات أبراهام”، رغبة متزايدة في احتضان وتقارب مع نجله؛ “محمد بن سلمان”، لكنها لن تنجح على الأرجح.

إذ لا تزال “السعودية” تُصر على بقاء “روسيا” بصفتها رئيسًا مشاركًا لـ (أوبك بلس)، كما أن “محمد بن سلمان” يتمتع باستغلال فرصة إبقاء “بايدن” معلقًا.

ومن جانب آخر؛ سيقوم “بايدن”؛ في زيارته القادمة لـ”إسرائيل” والخليج، بالطبع، بأداء الطقوس المتعارف عليها، ويلتقي بالرئيس الفلسطيني؛ “محمود عباس”، الذي يرفض التقاعد أو السماح للفلسطينيين بإجراء انتخابات حرة.

إلا أن الغاية الحقيقية من هذه الزيارة ليست الإبقاء على الوهم القائل بإمكانية استئناف المحادثات بين قيادة فلسطينية بائدة ومؤسسة سياسية إسرائيلية ترفض التفكير في إقامة “دولة فلسطينية”؛ في منتصف دولة يهودية تُسيطر على المنطقة من النهر إلى البحر.

لكن الهدف الحقيقي من الزيارة هو الضغط من أجل التطبيع السعودي مع “إسرائيل”.

فجوة آخذة في الاتساع..

يؤكد الكاتب أن الفجوة بين هذا التصور من إدارة الحكم والواقع على الأرض لم تكن بهذا الحجم من قبل، ولم يبدِ أي سعودي أو فلسطيني أو مصري رأيه في الاتفاقات المبرمة رُغمًا عنهم، والتي ستؤثر تأثيرًا عميقًا في حياتهم.

لأنهم إذا كانوا كذلك، فسيلقى قادتهم المصير نفسه الذي واجهه “معمر القذافي”، عندما ينهمر الناس إلى الشارع في غوغائية.

وخلال الأشهر الأخيرة، اتُّهِم مهاجمون لا ينتمون إلى جماعات المقاومة الفلسطينية المسلحة؛ بقتل: 14 إسرائيليًّا. ويُعد هذا العدد أكبر من الذين قتلتهم الصواريخ التي أطلقتها (حماس)؛ خلال العدوان الإسرائيلي على “غزة”، العام الماضي.

إن الواقع للجيل الجديد من الفلسطينيين لا يتعلق بالزعيم الذي ينتخبونه، أو بالآمال التي يتعلقون بها بشأن قدرة أي زعيم على ضمان قيام “دولة فلسطينية”.

ولا يعني لهم شيئًا تعيين؛ “حسين الشيخ”، مسؤولًا كبيرًا في (فتح)، مثل، خليفة محتمل لـ”عباس”.

إذ تُعد أوراق اعتماد “الشيخ” لخلافة “عباس”؛ أنه كان وزيرًا مسؤولًا عن التنسيق الأمني ​​مع “إسرائيل”، هي السبب الحقيقي وراء عدم تمكنه من الحصول على ثقة الفلسطينيين في “الضفة الغربية” المحتلة.

ويوضح الكاتب أن الخيار الوحيد المتبقي لهذا الجيل من الفلسطينيين هو أي شكل من أشكال المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، إذ لم يُعد لديهم أمل في تحقيق التحرير بأي وسيلة أخرى.

لذلك، أصبح خيارهم واحدًا إما أن يموتوا الآن بسرعة في هجمات استهداف المستوطنين أو الجنود أو المدنيين الإسرائيليين، وإما أن يموتوا ببطء تحت ظلم الاحتلال.

ولم تُعد “إسرائيل” أو “الولايات المتحدة” أو أي دولة عربية لديها القدرة للحديث نيابة عنهم.

ويقول “هيرست”: إن مجرد نقل أحداث الصراع، كما فعلت “شيرين أبوعاقلة”؛ مراسلة قناة الجزيرة أصبح عقوبته رصاصة من قناص إسرائيلي تهشم رأسك، وهو الاغتيال الذي تُقدمه الجزيرة حاليًا إلى “المحكمة الجنائية الدولية”؛ بوصفها جريمة حرب.

وأن مجرد تشييع جنازتها إلى مثواها الأخير كان عُرضة للاعتداء من قوات الشرطة الإسرائيلية وإطلاق الرصاص، وحتى رفع العلم الفلسطيني أصبح حاليًا رخصة لاستخدام القوة المميتة من هؤلاء الذين يحصلون على حراسة كثيفة من الشرطة لاستعراض الأعلام الإسرائيلية في جميع أنحاء الأحياء الفلسطينية.

وعندما طُلب منه إدانة هجمات الشرطة على حاملي النعوش، على وجه التحديد، رد “بايدن” كما كان “ترامب” يفعل قائلًا: “لا أعرف كل التفاصيل، لكنني أعلم أنه يجب التحقيق فيها”.

قنبلة موقوتة أكثر فتكًا..

يبرز الكاتب أنه عندما ووُجه “ترامب” بأدلة تؤكد أن “ابن سلمان”؛ أمر بقتل الصحافي السعودي المعارض؛ “جمال خاشقجي”، قال تصريحًا مماثلًا: “من المحتمل جدًّا أن ولي العهد كان على علم بهذا الحدث المأساوي، ربما فعل ذلك وربما لم يفعل !.. قد لا نعرف أبدًا كل الحقائق المتعلقة بمقتل؛ جمال خاشقجي”.

وبصورة متكررة، يتعمد كلٌ من “بايدن” و”ترامب” غض الطرف عن تلك الجرائم من أجل الحفاظ على التحالف مع أقل القوى استقرارًا في الشرق الأوسط: “إسرائيل” و”السعودية”.

لكن إلى أي مدى يمكن لـ”بايدن” أن يغض الطرف عن الأحداث التي على وشك أن تنفجر في “القدس” ؟.. وهذه مسألة أخرى.

وفي يوم الأحد 29 آيار/مايو 2022، نَظم الإسرائيليون مسيرة ضخمة من الأعلام الإسرائيلية تجوب الحي الإسلامي في البلدة القديمة، في ما يُعرف باسم: “مسيرة الأعلام”؛ بـ”القدس”.

وكانت المسيرة نفسها في العام الماضي؛ قد أدَّت إلى اندلاع حرب مع “غزة” واشتباكات بين عصابات أهلية مسلحة من المستوطنين وفلسطينيين في مدن مختلطة في جميع أنحاء “إسرائيل”.

وقد قُتل في عاصفة الاحتجاجات التي أعقبت ذلك: 232 فلسطينيًّا، من بينهم: 54 أطفالًا و38 امرأة.

ويتابع الكاتب أن “القدس” لديها سجل طويل في إشعال فتيل الحروب، منها على سبيل المثال الحروب الصليبية وحرب “القِرم”.

إن التدابير الإسرائيلية، مثل تهويد “القدس الشرقية” المحتلة، والمداهمات الأسبوعية لـ”المسجد الأقصى” من قوات شرطة الاحتلال والدعوات لتفكيك “قبة الصخرة” والاعتداءات على الفلسطينيين الذين يلوحون بعلمهم الوطني، ستجعل مدينة “القدس”، في نهاية المطاف، قنبلة على وشك الانفجار أكثر فتكًا من برنامج التخصيب النووي الإيراني.

سياسات بايدن تتحول إلى نسخة من سياسات ترامب

يؤكد الكاتب أن قرار “ترامب” بنقل السفارة الأميركية إلى “القدس”، وما أعقبه من رفض إدارة “بايدن” الوفاء بوعدها بإعادة فتح قنصليتها للفلسطينيين في “القدس الشرقية” المحتلة، يجعل “واشنطن” غير قادرة على كبح خطط “إسرائيل” في مدينة “القدس”.

وفي ختام مقاله؛ يخلُص الكاتب إلى أن السياسة الخارجية لـ”الولايات المتحدة”، أُخذت على حين غرة في حالات عديدة خلال العقود الثلاثة الماضية.

إذ فُوجئت “الولايات المتحدة” بنتائج غزوها لـ”العراق”، وفوجئت بالسقوط المفاجيء والسريع للعاصمة الأفغانية؛ “كابول”، في أيدي حركة (طالبان)؛ بعد إنفاق كثير من الوقت والمال لدعمها.

كما فُوجئت بغزو الرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، لـ”أوكرانيا”. لكن لن تجد عاقلًا يزعم أنه سوف يُفاجأ باندلاع انتفاضة ثالثة في “القدس”، وبالأخص إدارة “بايدن”.

وقد استغرق الأمر: 16 شهرًا فحسب قبل أن تتحول سياسات بايدن إلى نسخة من سياسات “ترامب” في الشرق الأوسط.

وإذا كان “نيرون” على قيد الحياة الآن، لابتسم وتهللت أساريره وهو يرى “بايدن” يعبث بينما “القدس” تحترق.

————————

المقالات والتقارير المنشورة بأسماء أصحابها تعبر عن وجهة نظرهم ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع

————————–

مقالات ذات صلة