شفقنا العراق ــ بعد اقتراحها تمديد الهدنة في اليمن، أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الخميس (2 حزيران 2022)، استجابة كل من حكومة صنعاء والتحالف السعودي بشكل إيجابي لتجديد توقف الأعمال القتالية لشهرين إضافيين، وذلك بالتزامن مع تحضير مشروع قرار في مجلس النواب الأمريكي لإنهاء دعم واشنطن للسعودية في الحرب على اليمن.
وأوضح المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في بيان صحافي “تدخل الهدنة المجددة حيِّز التنفيذ عند انتهاء الهدنة الحالية اليوم الموافق 2 حزيران/يونيو 2022 في الساعة 7 مساءً بتوقيت اليمن”.
وأضاف “سأعمل مع الأطراف لتنفيذ وترسيخ عناصر الهدنة كاملةً والتوجه نحو حل سياسي مستدام يلبي تطلعات ومطالب اليمنيين”.
ولفت إلى أنّه “جرى تمديد الهدنة وفق أحكام الاتفاقية الأصلية نفسها والتي دخلت حيز التنفيذ يوم 2 نيسان/ أبريل 2022”.
وفي وقت سابق من اليوم، أفادت الأمم المتحدة، بتلقيها “إشاراتٍ إيجابيةٍ أوليةٍ” من حكومة صنعاء والتحالف السعودي حول تمديد الهدنة الحالية، وذلك بعد أن دخلت الهدنة يومها الأخير، اليوم الخميس، من دون اتفاق في الأفق.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك ستيفان دوجاريك، إنّ المنظمة الأممية تلقت “إشارات أولية إيجابية من الأطراف في هذه المرحلة”.
مشدداً على أنّ المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ منخرط في “عمل مكثف لضمان تجديد الهدنة”.
ودخلت الهدنة بين التحالف السعودي وحكومة صنعاء حيّزَ التنفيذ في الـ2 من نيسان/أبريل الفائت.
وأعلن غروندبرغ أنّه “بموجب هذه الهدنة، تتوقّف كل العمليات العسكرية الهجومية، براً وجواً وبحراً”.
وتتضمّن بنود اتفاق الهدنة “تيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحُديدة، والسماح برحلتين جويتين من مطار صنعاء وإليه، كلَّ أسبوع”.
إلاّ أنّ حكومة صنعاء أبدت انزعاجها مراراً لعدم تنفيذ الجانب السعودي لبنود الهدنة، وخصوصاً فتح المطار وعدم عرقلة دخول السفن.
وأمس الأربعاء، أعلن المجلس السياسي الأعلى في اليمن أنّ “قرار تمديد الهدنة لفترة جديدة مرهون بمعالجة ما سبق من خلال تنفيذ كامل التزامات الفترة الماضية والتعويض عنها”.
وقبل أيام، عُقِد في العاصمة الأردنية عمّان اجتماع بين ممثلين عن حكومة عدن وممثلين عن حكومة صنعاء، تطرّق بصورة أساسية إلى “فتح الطرقات” في تعز ومحافظات أخرى بموجب الهدنة تحت رعاية المبعوث الخاص إلى اليمن، هانس غروند برغ، من دون نتائج أو تقدم يُذكر لناحية فتح الطرقات في محافظة تعز وغيرها من المحافظات.
وتزامن إعلان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، مع شن طائرات التحالف السعودي غارة جوية على مديرية المَطَمَّة بمحافظة الجوف شمالي شرق اليمن.
مشروع قرار أمريكي لإنهاء التدخل بحرب اليمن
في سياق متصل، قدّمت مجموعة من أعضاء مجلس النواب الأميركي عن الحزبين الجمهوري والديمقراطي، أمس الأربعاء، مشروع قرار لـ”إنهاء التدخل الأميركي في الحرب السعودية على اليمن، الذي لم يخضع لتفويض من الكونغرس آنذاك”.
وكان تبنّى المشروع رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي، آدم شيف، بتأييد من نحو 50 عضواً عن الحزبين، ومن المقرّر أن يقدّم السيناتور بيرني ساندرز مشروعاً موازياً في مجلس الشيوخ عقب انتهاء العطلة الرسمية.
ويدعو المشروع المقدّم إلى إنهاء مشاركة الولايات المتحدة معلومات استخبارية مع التحالف الذي تقوده السعودية.
كما يدعو إلى إنهاء الدعم اللوجستي لغارات التحالف الذي تقوده السعودية، من ضمنه توفير قطع غيار وأعمال صيانة لدول التحالف المنخرطين في قصف اليمن.
إضافة إلى منع المواطنين الأميركيين من الانخراط في أعمال القيادة والتنسيق والمساهمة أو مرافقة قوات التحالف الذي تقوده السعودية من دون تفويض مسبّق ومحدّد من قبل الكونغرس.
وأكد النائب بيتر ديفازيو أنّ “المادة الأولى من الدستور واضحة، الكونغرس لا السلطة التنفيذية، لديه السلطة الوحيدة لإعلان الحرب والإذن بمشاركة القوات الأميركية في الصراعات الخارجية”.
وأوضح ديفازيو أنَّ “من المهم أن تتّخذ إدارة بايدن الخطوات اللازمة للوفاء بوعدها بإنهاء الدعم الأميركي للحرب الكارثية التي تقودها السعودية في اليمن”.
مضيفاً: “يجب أن لا نتورّط في صراع آخر في الشرق الأوسط – وخاصة الحرب الوحشية التي خلقت أكبر أزمة إنسانية في العالم، وأسهمت في مقتل ما لا يقل عن 377،000 مدني “.
وقالت النائبة باراميلا جايبال: “لا يمكن للكونغرس أن يقف مكتوف الأيدي ويسمح باستمرار تواطؤ الولايات المتحدة في أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
معقبةً: “هناك أكثر من 16 مليون يمني يعيشون على حافة المجاعة، وأكثر من مليوني طفل يعانون من سوء التغذية الحاد”.
لافتةً إلى أنّ” دولارات الضرائب للشعب الأميركي تساعد في تمويل هذه المعاناة”.
المصدر: الميادين