شفقنا العراق-بعد الازمة السياسية التي افتعلتها السعودية وعدد من دول الخليج مع بيروت بسبب تصريحات وزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي عن حرب اليمن، أعلن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي اليوم الاثنين (8 تشرين الثاني 2021) أنه توصل إلى مدخل لحل الأزمة الدبلوماسية بين الجانبين، فيما دعا الرئيس اللبناني ميشال عون إلى الفصل بين مواقف الدولة “وما يصدر عن أفراد أو جماعات خارج مواقع المسؤولية”.
وذكرت قناة الجديد اللبنانية أن زكي قال إنه توصل إلى مدخل لحل الأزمة الدبلوماسية بين لبنان ودول خليجية أخرى، على رأسها السعودية، مشيرا إلى “ثقب في الجدار يمكننا العبور منه”.
وأكد زكي -الذي وصل اليوم الاثنين إلى العاصمة بيروت- أن المحادثات مع لبنان بشأن الخلاف الحالي تسير في “الاتجاه الصحيح”.
وفي السياق ذاته، قال زكي -في مؤتمر صحفي عقده عقب اجتماعه مع الرئيس اللبناني ميشال عون- إنه جاء من أجل الاطلاع على الموقف اللبناني أولا بهدف بذل جهد لتقريب وجهات النظر وحل الإشكال مع السعودية.
وأضاف أن المصلحة اللبنانية الخليجية هي هدف جامعة الدول العربية وسبيلنا للتوصل إلى مخرج لهذا الوضع.
وأوضح أنه في نهاية لقاءاته في لبنان سيكون هناك شكل عام للمسار الذي سنسير فيه وستكون الأمور إيجابية، ولفت إلى أنه إذا احتاج الأمر زيارة إلى السعودية فإنه سيقوم بذلك.
من جهته قال الرئيس اللبناني ميشال عون إن معالجة ما حدث بين لبنان والسعودية أخيرا يجب أن تتم من خلال حوار صادق بين البلدين، داعيا إلى الفصل بين مواقف الدولة وما يصدر عن أفراد أو جماعات خارج مواقع المسؤولية.
وأضاف عون خلال استقباله اليوم الاثنين الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي في بيروت أن بلاده ترحب “بأي مسعى للجامعة العربية لإعادة العلاقات الأخوية مع السعودية”.
في سياق متصل، قال رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي -اليوم الاثنين- إن بلاده ستبذل كل جهد لإزالة ما يشوب العلاقات مع السعودية ودول الخليج.
وخلال استقباله الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية في بيروت، أكد ميقاتي أن لبنان حريص على عودة علاقاته الطبيعية مع السعودية ودول الخليج.
وأضاف أن لبنان سيبذل كل جهد ممكن لإزالة ما يشوب هذه العلاقات من ثغرات ومعالجة التباينات الحادثة بروح الأخوّة والتعاون.
وجدد ميقاتي التزام لبنان بكل قرارات جامعة الدول العربية تجاه الأزمة اليمنية، المنطلقة من قرار مجلس الأمن الدولي والمبادرة الخليجية ومبدأ الحوار بين الأطراف المعنية.
بدوره، قال زكي بعد لقائه رئيس الوزراء اللبناني إن “هناك ثقبًا في الباب نستطيع أن نمر منه كي نتجاوز الأزمة”.
وذكرت وسائل إعلام محلية لبنانية -نقلا عن الأمين العام المساعد للجامعة العربية- أن استقالة وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي “كان يمكنها أن تنزع فتيل الأزمة من البداية” بين بيروت ودول الخليج، على حد تعبيره.
ويواجه لبنان ما يوصف بأنه أسوأ خلاف له مع دول الخليج، جراء تصريحات أدلى بها وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي بشأن الحرب في اليمن قبل تعيينه في الحكومة.
وقال قرداحي -في مقابلة بُثت في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وكانت سُجلت قبل أسابيع من تعيينه وزيرا- إن الحوثيين في اليمن يدافعون عن أنفسهم في وجه ما يرى أنه اعتداء خارجي من السعودية والإمارات.
وإثر تلك التصريحات، سحبت الرياض سفيرها في بيروت وطلبت من السفير اللبناني لديها المغادرة، وكذلك اتخذت كل من الإمارات والبحرين والكويت واليمن خطوات مماثلة.
وبينما يرى قرداحي أن حديثه لم يحمل إساءة لأي دولة، لذلك يرفض الاعتذار أو الاستقالة، جدد ميقاتي الخميس الماضي دعوته لقرداحي باتخاذ “موقف يحفظ مصلحة لبنان”، على حد تعبيره.
المصدر: الجزيرة+وكالات