خاص شفقنا-تمكنت صرخة الإمام الحسين (ع) في العاشر من المحرم منذ 1400 عام من ان تخترق سمع الشعوب ليس فقط الاسلامية منها بل غير الاسلامية أيضا، وأصبح سلام الله عليه قدوة للنخب الفكرية والفنية المثقفة التي لمست طهارة القضية التي ضحى من أجلها الإمام اضافة الى المظلومية التي تعرض لها.
وعبّر نقيب الممثلين السابق جان قسيس، خلال حديث خاص مع وكالة “شفقنا”، عن نظرته الى واقعة الطف، أن الامام الحسين (ع) هو الرجل الذي ارتضى الاستشهاد ليحقق معادلة اساسية، تقوم على ان التضحية بالذات من اجل الآخرة هي الدرب الذي ينبغي ان يسير عليه المرء، قائلا: “الإمام حين اصبح بحكم المقضي قبل الواقعة بساعات قليلة، أصرّ على بني عمه بني عقيل وأصر على أصحابه بأن يتركوه حقنًا لدمائهم وحفاظا على سلامتهم، وقد حاول عدة مرات ان يؤجّل الواقعة لكي يغنم بسلامتهم لكنهم رفضوا طبعا، وقالوا له “أنبقى بعدك؟ لا أرانا الله ذلك ابدا”، بشهامتهم أبوا ان يتركوا الإمام الحسين (ع) يستشهد لوحده”.
وأشار قسيس إلى أن هذا الحدث يعلمنا فعلا معنى التضحية ومعنى الانتماء ومعنى الشرف ومعنى الشهامة، وأن الامام الحسين (ع) اعطانا امثولة ليس فقط في استشهاده، وانما ايضا في طريقة نظرته الى المسائل الحياتية والإيمانية، والى العلاقة بين الأخوة والأقرباء، فهو قد تعرض حتى من أقرب الأقرباء له الى الخيانة والنكران، كما أنه رمزا للإباء والعنفوان والشرف والحب، على حد تعبيره.
وحول علاقة الفن في إيصال صورة واقعة الطف لفت قسيس الى أنه قدم اعمالا ليست في السيرة الحسينية مباشرة، وانما تقارب السيرة في شكل او بآخر مع مركز بيروت وتلفزيون المنار، وبما أنه ابن المسرح، فقد تعلم ماذا يعني مفهموم البطل التراجيدي الذي يتحول الى قدوة مأساوية، فهو يمضي الى مواجهة قدره غير آبه بما ستجره اليه تلك المواجهة من ويلات ومن مآسي، ان يخسر أو ان يربح لا يهم، المهم ان يواجه هذا القدر فيصم أذنيه عن كل ما قد يثنيه عن عزمه ولا يضع نصب عينيه الا نصاب الحق، وهو يعرف كما علم الامام الحسين (ع) أنه لن يحقق مبتغاه باستعادة حقه في الحكم وفرض السلام والنظام على أمته بشكل عادل، لكنه استمر في المحاولة حتى اللحظة الاخيرة وحتى الإستشهاد.
وختم قائلا: “لقد ترك الإمام على جبين هذا القدر بصمة عز ونزعة خلود، هذه هي سمات البطل التراجيدي، والإمام الحسين (ع) كان أعظم بكثير من البطل التراجيدي، وما تركه على جبين التاريخ والزمان هو أكبر من قصة وأهم من نزعة”.
وفاء حريري/شفقنا لبنان