خاص شفقنا-أعطى الامام الحسين (ع) فلسفة خاصة للحب في سبيل الله سبحانه وتعالى من خلال ملحمة كربلاء، حيث كان الهدف ابقاء الدين المحمدي الأصيل حيّا مهما كانت التضحيات في سبيل تحقيق ذلك. فما هو الحب الإلهي وكيف ترجمه أبي عبد الله سلام الله عليه؟
“من أهم مقومات الحب الإلهي هي العقيدة الصحيحة واتباع النبي (ص) واهل بيته ومحبتهم”، بحسب سماحة الشيخ بسام عيتاوي خلال حديث خاص لوكالة شفقنا، وقد ترجم هذا الحب عبر احاديث ومناجاة أهل البيت (ع) حيث نقرأ: “اِلـهي مَنْ ذَا الَّذي ذاقَ حَلاوَةَ مَحَبَّتِكَ فَرامَ مِنْكَ بَدَلاً” – “يا حَبيبَ مَن تَحَبَّبَ إلَيكَ” – “أَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَحُبَّ كُلِّ عَمَل يُوصِلُنِي إلى قُرْبِكَ”.
وتعد مدرسة كربلاء من أهم المدارس التي ترجمت معنى الحب الإلهي، حيث اعتبر الامام الحسين (ع) أن الموت ولقاء الله تعالى هو السعادة، رافضا الذل والظلم والعدوان، ومفديا بنفسه في سبيل الله، وذلك عندما قال (ع) أثناء توجهه الى كربلاء: ” فَإِنِّي لَا أَرَى الْمَوْتَ إِلَّا سَعَادَةً وَ الْحَيَاةَ مَعَ الظَّالِمِينَ إِلَّا بَرَما” – “ألا وإنّ الدّعيّ ابن الدّعيّ قد ركز بين اثنتين؛ بين السلّة والذلّة، وهيهات منّا الذلّة”. وهكذا سقى الإمام بدمائه الزكية العقيدة، ولولاه لما بقي دين أو صلاة، فالإسلام محمدي الوجود حسيني البقاء.
وترجم الإمام الحسين (ع) حبّه لله تعالى أيضا في اليوم التاسع من المحرم، عندما طلب من أخيه العباس أن يتفاوض مع عمر بن سعد ليؤخرهم إلى غد، ويتركهم هذه العشية قائلا (ع): “لعلنا نصلي لربنا الليلة وندعوه ونستغفره فهو يعلم أني قد كنت أحب الصلاة له وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار”. كما جسد أصحاب الإمام الحسين (ع) حب الله تعالى من خلال الاستماتة في الدفاع عن سبط الرسول (ص) وحرمه حتى الشهادة، نذكر منهم عابس الشاكري الذي قال حب الحسين أجنني، وقد قال رسول الله (ص): “أحب الله من أحب حسينا”.
ولا يجب أن ننسى دعاء الامام (ع) في يوم عرفة عندما قال: “الهي ماذا وجد من فقدك وما الذي فقد من وجدك؟”، بمعنى ان يكون المؤمن مع الله تعالى هو كل السعادة، والانسان الذي يحب الله يقدم حب الله على كل شيء، ومن هنا قدم الإمام (ع) نفسه واهل بيته واصحابه قائلا: “هَوَّنَ عَلَيَّ مَا نَزَلَ بِي أَنَّهُ بِعَيْنِ اللهِ”، و “الهي تركتُ الخلقَ طرَّاً في هواك، وأيتمتُ العيال لكي اراك، فلو قطَّعتني في الحبِّ إرباً، لما مال الفؤاد إلى سواك”.
ودعا الشيخ عيتاوي الشباب للاقتداء بإمامهم وبشهداء كربلاء من خلال التمسك بالنبي محمد (ص) وآله، والثبات على العقيدة والقيام بالعبادات خاصة حب الصلاة، والتمسك بمبادئ الامام الحسين (ع) التي من اجلها نهض واستشهد، كما دعا النساء ان يكن زينبيات بالعفة والاخلاق والحياء.
وفاء حريري