شفقنا العراق-فيما أكدت وزارة الصحة العراقية، يوم الخميس (29 يوليو 2021)، أنَّ سلالة “دلتا” هي المسبِّب الرئيس للموجة الوبائية التي تجتاح البلد حالياً، ، أعلن الأمين العام لمجلس الوزراء، حميد نعيم الغزي، تمديد أوقات الدوام الرسمي في مراكز اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، حتى الثامنة مساءً.
وقال الغزي في بيان اطلع عليه “شفقنا العراق”، أن “التوجيهات صدرت إلى وزارة الصحة، بتمديد عمل المراكز الصحية الخاصة باللقاحات، حتى الثامنة مساءً بدلاً من الواحدة بعد الظهر، من ضمنها يومي الجمعة والسبت، من أجل فسح المجال أمام المواطنين، بعد أن شهدت الأيام الأخيرة إقبالاً كبيراً لتلقي اللقاحات”.
وأوضح، أن “الموقف اليومي للقاحات بدأ يتصاعد خلال الفترة الماضية، حيث وصل عدد الملقحين هذا اليوم، إلى (117) ألف مواطن، مهيباً بالمواطنين، على ضرورة الالتزام بالتعليمات الصادرة من اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية ودعم جهد الملاكات الطبية والصحية في وزارة الصحة، في مواجهة جائحة كورونا”.
ودعا المواطنين كافة، إلى “الإسراع بتلقي اللقاحات التي وفرتها وزارة الصحة من مناشئ عالمية رصينة، ومصادق عليها من قبل منظمة الصحة العالمية، حفاظاً على حياتهم من الإصابة بوباء كورونا”.
وازداد اﻹقبال على منافذ التلقيح خلال الايام الاخيرة نتيجة ما سببته سلالة كورونا الجديدة من كثرة الاصابات والوفيات بالوباء، لكن هناك “اجراءات روتينية في منافذ التطعيم ينبغي تجاوزها وتسهيل العملية لاستيعاب الاعداد الكبيرة للمقبلين على التطعيم، اذ قد تستغرق 3 ساعات او اكثر ما قد يسبب نفورا للمواطنين في حال الاستمرار باتباعها”.
وقال مواطنون أن “الاجراءات تتمثل بسحب استمارة من قبل الملقح تملأ فيها معلوماته ومن ثم تدون من قبل احد العاملين في المنفذ ليأتي بعدها التلقيح، تتبعها عملية ادخال المعلومات الكترونيا التي تستغرق وقتا طويلا بسبب الزخم وقلة مدخلي البيانات، واخيرا يجري تسليم كارت التطعيم”.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد توثق الزحام الحاصل على منافذ التلقيح وحصول بعض الارباك في التطعيم نتيجة الزخم الذي لم تألفه المنافذ منذ انطلاق عملها.
من جهته، قال مدير صحة الرصافة الدكتور محمد جهاد جواد، أن “العمل ينصب حاليا على توسعة المنافذ لتصبح 77 في المراكز الصحية والمستشفيات لتقليل الزخم الحاصل من قبل المواطنين”، وذكر ان “الوصول للمناعة المجتمعية يستلزم تطعيم 15 ألف مواطن يوميا، نظرا للكثافة السكانية التي يشهدها جانب الرصافة، وهذا يعتمد بشكل اساس على توفير اللقاح”، كاشفا عن “وصول 500 ألف جرعة من لقاح فايزر سيتم توزيعها بين المراكز التلقيحية في بغداد والمحافظات”.
دلتا وراء ارتفاع اﻹصابات
أعلن مدير دائرة الصحة العامة رياض الحلفي في تصريح لوسائل اعلام رسمية، إنَّ “الفحوصات التي أجريت في مختبرات خارج البلد وداخله اثبتت أنَّ السبب الرئيس لتوسع الإصابات المسجلة حاليا بكورونا هي سلالة دلتا”.
بدوره قال مدير اعلام صحة الكرخ زياد حازم، إنَّ “الإصابات العالية المسجلة حاليا اغلبها تعود لأشخاص غير ملقحين، سيما في المناطق ذات الكثافة السكانية”.
وأضاف في حديث للصحيفة الرسمية، أنَّ “الدائرة سجلت مؤخراً 1949 إصابة خلال 24 ساعة في جانب الكرخ، والأرقام في تصاعد وحتى المستشفيات امتلأت بمرضى كورونا منها دار السلام للعزل الذي شهد زحاما بالمصابين وعدم وجود أماكن شاغرة”.
وتوقع حازم “حصول موجات وبائية جديدة مع تغير الفيروس، اذ بإمكانه التحور لمرات عديدة وحدوث موجات متتالية”.
وذكر أنَّ “سلالات فيروس كورونا تتعرض إلى طفرات وراثية متحورة تكون اما إيجابية تضعف الفيروس، او سلبية وهي شديدة وسريعة الانتشار وهذا ما جعل السلالة الجديدة (دلتا) سريعة الانتشار والعدوى”.
من جهتها، قالت عضو الفريق الطبي الإعلامي لوزارة الصحة ربى فلاح حسن إنَّ “جميع اللقاحات خالية من أي فيروس حي لكورونا، أي انَّ الشخص الملقح غير معد او ناقل للفيروسات إلى الاخرين، ولكن عليه الالتزام بالإجراءات الوقائية حتى الانتهاء من التطعيم بجرعتين وتكوين المناعة بعد أسبوعين من تلقي الجرعة الثانية”.
وفي ما يتعلق بتوصيات اللجنة العليا الاستشارية لبرنامج التحصين، أوضحت فلاح، أنَّ اللجنة اوصت بشمول النساء المرضعات بالتلقيح لعدم وجود مخاطر على الأطفال الرضع، كما اوصت بإعطاء لقاح استرازنيكا لمن تتجاوز أعمارهم 40 عاما، ويستمر اعطاء الجرعة الثانية للفئات التي اخذت الجرعة الأولى ولم تظهر عليهم اثار جانبية نادرة، إضافة إلى إعطاء سينوفارم لمن يتجاوز الـ 60 عاما.
وسجل العراق 24 الف إصابة في غضون اليومين الماضيين في حصيلة غير مسبوقة منذ بدء الجائحة.
وسجلت دول عدة خلال الآونة الأخيرة سلالة جديدة متحورة اطلق عليها (لامبدا) تم اكتشافها في اميركا اللاتينية و29 دولة أخرى تجاوزت طفرة “الفا، ودلتا” من حيث القابلية للانتقال وسرعتها ومستوى الخطورة وهي اكثر فتكا من فيروس “دلتا”، وحذرت منظمة الصحة العالمية من انتشارها.