شفقنا العراق-لاينفك اللسان الملحي القادم من شط العرب باتجاه البصرة من التسلل الى عمق جنوب العراق صعودا، وابتلاع مياه البصرة، في الوقت الذي تتنوع الحلول وتتعدد، الا انها لاتكفي سوى لتعطيه ودفعه الى الوراء قبل ان يعود مجددا متى ما انخفضت الاطلاقات المائية مجددا.
وزارة الموارد المائية كشفت، اليوم الثلاثاء(20 تموز 2021)، عن حلول آنية واستراتيجية لمشكلة اللسان الملحي في شط العرب.
وقال مدير عام المركز الوطني لإدارة الموارد المائية حاتم حميد في تصريح صحفي، إنه “توجد هنالك حلول آنية وأخرى استراتيجية لمشكلة اللسان الملحي في شط العرب”، مبيناً أنه “منذ تشكيل الحكومة الحالية فإن مجلس الوزراء أقر مشروعين مهمين للمحافظة على مياه شط العرب، منها تحويل قناة البدعة من قناة مفتوحة الى قناة انبوبية وزيادة تصريفها من ٧ امتار مكعبة في الثانية الى ١٥ مترا مكعبا في الثانية والمشروع الاستراتيجي الاخر هو دراسة وتصاميم السدة القاطعة على شط العرب التي من خلالها سيتم سد اللسان الملحي”.
وأضاف: “أما بالنسبة للحلول الانية فقد قامت الوزارة بتغذية محافظة البصرة من قناة البدعة بـ٦ أمتار مكعبة في الثانية كذلك توجد قناة (كتيبان) والتي تبدأ من شمال البصرة وصولا الى الفاو”، لافتاً الى أن “هذه المياه حلوة وبالإمكان أن تضع المحافظة عليها انابيب مياه شرب وتوصلها الى المواطنين”.
وأوضح حميد أنه “بالنسبة للمحادثات السابقة مع الجارة تركيا والتي من ضمنها عدة اتصالات بين وزير الموارد المائية مهدي رشيد الحمداني والمبعوث الرسمي للحكومة العراقية مع المبعوث الرسمي للحكومة التركية فيصل أوغلو مستشار أردوغان إضافة إلى عدة لقاءات فنية عقدت وزاريا عن طريق (video conferenc) وتم اجراء زيارة خلال الشهر السادس في تركيا ضمن اجتماع فني تمت مناقشة عدة امور وتمت زيارة سد أليسو للإطلاع على الخزين في السد”.
ولفت حميد إلى أن “هناك مركزا بحثيا مشتركا من المزمع إنشاؤه في بغداد ووزارة الموارد المائية أعدت المكان وجاءت وفود من وزارة الموارد المائية التركية لزيارته”، مشيراً الى أنه “في القريب العاجل ستكون هناك زيارة رسمية اخرى من اجل البدء بتشغيل المركز البحثي والذي من خلاله سيتم تبادل البيانات والمعلومات وإجراء بعض الدراسات”.
ويمثل قضاء قلعة صالح الاكثر تضررا من إزدياد نسبة الأملاح حيث وصلت إلى 100 وهي في تزايد مستمر وقد تصل إلى 110.
وبحسب اعلان الحكومة المحلية فان معدل الاطلاقات وصلت الى نسبة 92 مترا مكعبا بالثانية، في الوقت الذي يقدر مختصون ان الاطلاقات يجب ان ترتفع الى 100 متر مكعب بالثانية، خصوصا مع اغلاق ايران لنهر الكارون الذي اصبحت وارداته المائية صفرا.
ويهدر من المياه الواصلة للبصرة نحو 10 أمتار و15 مترا مكعبا داخل أراضي محافظات ميسان خلف ناظم قلعة صالح بسبب التجاوزات على حصة محافظة البصرة من قبل المزارعين ومشاريع أخرى.
في السياق نفسه كشف عضو لجنة الزراعة والمياه النيابية، سلام الشمري، الثلاثاء (20 تموز، 2021) عن القطاعات التي ستتأثر في استمرار انتشار اللسان الملحي في محافظة البصرة، مؤكدًا أن الحل هو في اطلاق كميات من المياه عبر نهر الكارون.
وقال الشمري، إن “ارتفاع اللسان الملحي في محافظة البصرة سيؤثر على الثروة الحيوانية والزراعية وكذلك معامل الأسمنت الجنوبية، الشركة العامة لصناعة البتروكيماويات، وحتى على المناطق القريبة المتضررة إذ سيؤدي إلى هجرة ساكني تلك المدن”.
وأضاف أن “استمرار اللسان الملحي دون معالجته سيؤدي إلى اتلاف عشرات الدوانم الزراعية والنخيل ما سيؤثر على كمية انتاج المحاصيل الزراعية التي كانت تغطي الحاجة المحلية في البصرة”، موضحا أن “قضاء الفاو أكثر المناطق تضررا حتى الآن في اللسان الملحي”.
وبين أن “الحل يكمن في اطلاق كميات من المياه عبر نهر الكارون من قبل الجانب الإيراني تسهم في دعم اللسان الملحي نحو الخليج”.