شفقنا العراق-رغم اتفاق وفدي الحكومة الأفغانية وحركة طالبان على “الإسراع بالمفاوضات من أجل التوصل إلى حل عادل”، خلال ختام جولة محادثاتهما في الدوحة، يوم الاثنين (19 تموز 2021)، إلا ان ذلك لم يمنع الطرفين من مواصلة القتال في الميدان، حيث أعلنت الحركة استيلائها على مناطق جديدة في مقابل إعلان الحكومة عن استعادة السيطرة على مناطق أخرى.
وأشار بيان مشترك في ختام يومين من المحادثات في العاصمة القطرية الدوحة الى أن الطرفين أكدا “أهمية التوصل إلى تسوية تلبي مصالح الأفغان وفق المبادئ الإسلامية”.
وأبدى الطرفان وفق البيان التزامهما بمواصلة المفاوضات على مستوى رفيع إلى أن تنجز التسوية، مشيرين الى انهما “سيعملان على تقديم المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء أفغانستان.”
وتوجه الطرفان في البيان بالشكر إلى دولة قطر على مساعيها للتوصل إلى سلام دائم في أفغانستان.
الى ذلك ذكر مراسل الجزيرة في الدوحة أن الحكومة الأفغانية وحركة طالبان اتفقا على 4 أمور أساسية، وهي “الإبقاء على تمثيل عال لوفدي الجانبين في المفاوضات لكي يستطيعا اتخاذ القرار، فضلا عن الاتفاق على تجنب استهداف البنية التحتية والمدنيين، وتقديم المساعدة للفرق الطبية لمواجهة الارتفاع الكبير في أعداد المصابين بجائحة فيروس كورونا في البلاد، كما وافق الطرفان على عقد جولة تفاوض أخرى في أقرب الآجال وضرورة تسريع المفاوضات لبلوغ حل سياسي وعادل.”
دعوة للتحلي بالمرونة
من جهته دعا رئيس لجنة المصالحة الوطنية في أفغانستان عبد الله عبد الله إلى التحلي بالمرونة خلال المفاوضات.
وخلال مقابلة مع الجزيرة قال عبد الله إنه آن الأوان لطرفي المفاوضات للحديث عن القضايا الحقيقية والمهمة التي تؤدي إلى التسوية السياسية.
وأشار إلى أن طرفي المفاوضات لم يتفقا بعد على خريطة طريق محددة لوقف القتال، وأعرب عن أمله في التوصل إلى ذلك ما دامت المفاوضات مستمرة بين الحكومة وطالبان.
وأضاف أن التصعيد العسكري وارتفاع عدد القتلى يدفعان الطرفين لتسريع المفاوضات، مشددا على أنه “لا يمكن لطرف واحد أن يفرض نفسه على أمة كاملة من خلال التقدم العسكري”.
وقال إن مفاوضات الدوحة أدت إلى توضيح وجهات النظر بين القادة الأفغان، حيث اتفقوا على تسريع عملية التفاوض. “ولكن الشعب كان يتوقع أكثر من ذلك.. وتيرة التقدم بطيئة ولسوء الحظ هذه هي الحال”.
وكشف عن التزامات جادة بأن تكون هناك جولات مقبلة “وهذا قي حد ذاته أمر إيجابي”.
وقال إن فرق التفاوض مستمرة في عملها في الدوحة وإن القيادات العليا من الطرفين ستلتقي في تاريخ يحدد لاحقا.
لقاءات مستمرة
من جانبه، اعتبر محمد نعيم الناطق باسم المكتب السياسي لحركة طالبان وعضو وفد الحركة إلى مفاوضات الدوحة إن المحادثات “كانت فرصة جيدة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف الأفغانية”.
وأضاف نعيم خلال لقاء مع الجزيرة أن لقاءات وفد الحركة مع الوفد الحكومي ستستمر.
وكانت الجولة الحالية من محادثات السلام الأفغانية انطلقت السبت، حيث عبر وفد الحكومة برئاسة عبد الله عبد الله ووفد حركة طالبان برئاسة الملا عبد الغني برادر عن تفاؤلهما بالتوصل إلى تفاهمات توقف التصعيد الجاري في أفغانستان.
وتزامنت محادثات الدوحة مع استمرار تصعيد ميداني غير مسبوق في أفغانستان في ظل انسحاب القوات الأميركية والأجنبية من البلاد، حيث وسعت حركة طالبان سيطرتها في مناطق واسعة.
التطورات الميدانية
وفي تطور ميداني جديد، أعلنت حركة طالبان اليوم الاثنين (19 تموز 2021)، إنها سيطرت على مديرية نجراب في ولاية كابيسا وسط أفغانستان، وأشارت الحركة إلى أنها اعتقلت 33 شخصا من قوات الحكومة الأفغانية واستولت على أسلحة وذخائر.
إلى ذلك ادعى المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان في الدوحة، عبد الله منصور، أن معظم أراضي أفغانستان، باستثناء العاصمة كابول وجزء من المناطق المحيطة بها، “أصبحت تحت سيطرة الحركة”.
بالمقابل، قالت وزارة الدفاع الأفغانية إنها استعادت السيطرة على مديرية دارا سوف في ولاية سمنغان صباح اليوم.
كما أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية فؤاد أمان، تحرير منطقة جارمسير في إقليم هلمند جنوبي البلاد، من مسلحي حركة طالبان .
وكتب المتحدث باسم وزارة الدفاع على تويتر: “الجيش الوطني الأفغاني حرر، اليوم، منطقة جارمسير في ولاية هلمند من سيطرة إرهابيي طالبان، حيث قتل عشرين من مقاتلي طالبان وجرح عشرة، وتم الاستيلاء على عدد كبير من أسلحتهم وذخائرهم أثناء العمليات”.
وتجري مواجهات في أفغانستان بين القوات الحكومية ومسلحي حركة طالبان الذين استولوا على بقاع كبيرة في المناطق الريفية وشنوا هجوما على المدن الكبيرة. ويأتي التصعيد وسط انسحاب القوات الأمريكية، الذي وعدت واشنطن بإكماله بحلول 11 أيلول المقبل.
البعثات الدبلوماسية تدعو طالبان لوقف هجماتها
في هذه الاثناء أصدرت 15 بعثة دبلوماسية في كابل بيانا مشتركا يحث حركة طالبان على وقف الهجمات العسكرية في أنحاء البلاد.
وجاء في البيان “في عيد الأضحى يجب أن تضع طالبان أسلحتها للأبد وتظهر للعالم التزامها بعملية السلام”.
وأدان بيان البعثات الدبلوماسية انتهاكات حقوق الإنسان في مناطق تمكنت طالبان مؤخرا من السيطرة عليها، وقال “إن هجوم طالبان المستمر يؤدي إلى تسجيل خسائر بين صفوف المدنيين، ونزوح المواطنين، وتدمير البنية التحتية العامة في أنحاء البلاد”.
وأضاف أن “هجوم طالبان يتناقض بصورة مباشرة مع مطالبها بدعم تسوية تفاوضية للصراع وعملية السلام في الدوحة”.
وقال “لقد حقق الأفغان مكاسب عديدة على مدار الأعوام الـ20 الماضية، ويريدون مواصلة البناء على إنجازاتهم في التنمية وحقوق الإنسان وحرية التعبير، وإننا نريد التأكيد على أن التقدم الذي تم إحرازه خلال الأعوام الماضية لا يمكن أن يستمر إلا إذا عملت جميع الأطراف سويا”.
وصدر البيان المشترك عن البعثات الدبلوماسية لأستراليا وكندا والتشيك والدانمارك والاتحاد الأوروبي وفنلندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وكوريا وهولندا وإسبانيا والسويد وبريطانيا والولايات المتحدة، إضافة إلى الممثل المدني لحلف شمال الأطلسي.
المصدر: وكالات