خاص شفقنا-اعتبر عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني إن الحرب الأهلية تعقد الوضع في أفغانستان ولا حل للأزمة إلا بالحوار الأفغاني الشامل لكل مكونات الشعب اﻷفغانستاني، مبينا إن حركة طالبان التي ازدادت قوة ليست قادرة لوحدها على صياغة النظام السياسي الجديد، فهي لا تكوّن سوى جزءا من بنية المجتمع اﻷفغاني وليست كله.
وفي حوار خاص مع “شفقنا”، تناول أبو الفضل عموئي تطورات الساحة الأفغانية واعتبر إن ما تمر به أفغانستان من مشكلات تضرب بجذورها في ممارسات القوات الأجنبية، فأمريكا مثلا لم تعزز بِنَى أفغانستان التحتية طيلة عقدين من الزمن، ولم تقدم للشعب الأفغاني سوى الأزمات.
ويستطرد النائب اﻹيراني قائلاً: “بعدما أخفقت الإدارة الأمريكية في تحقيق أهدافها، قررت الخروج من أفغانستان دون أن تتحمل مسئولية ممارستها وحلحلة مشكلات الشعب اﻷفغاني”.
الحكم المطلق لا يحل أزمات أفغانستان
وفيما أشار عموئي إلى تعاظم سيطرة طالبان في أفغانستان، اعتبر إن هذه الحركة المتشددة لا تمثل الشعب والمجتمع اﻷفغاني كله وإنما فقط جزء منه، مشددا على ضرورة عدم السماح لها بأن تؤسس نظام أفغانستان السياسي بنزعتها الشمولية المطلقة.
وصرح البرلمان اﻹيراني بأن الأزمة في أفغانستان ليس لها حل عسكري وإنما الحوار بين الأفغان، حتى تتكون تأسيساً عليه، حكومة وطنية موحدة تضم كل المكونات والطوائف، فالشمولية والحكم المطلق لا تحل مشكلات أفغانستان، كما إن الحرب الأهلية تزيد وضع الشعب الأفغاني تعقيداً.
عدم استقرار أفغانستان يعارض مصالح إيران
واستطرد عموئي قائلاً: ان غياب الاستقرار في أفغانستان يعارض مصالح إيران، ومن هذا المنطلق بادرت الجمهورية اﻹسلامية إلى وضع أسس الحوار الأفغاني في طهران فأصدر بيان مكون من 6 بنود بعد انتهاء الجولة الأولى، أهمها متابعة الحلول السياسية لأزمات أفغانستان بدلاً من الحل العسكري، والتركيز على دور التيارات والطوائف في مستقبل هذا البلد، فإيران لا تقبل انعدام الأمن في حدودها الشرقية، كما إنها تؤمن بضرورة الاعتراف بحقوق جميع القوميات والطوائف في أفغانستان.
البرلماني اﻹيراني يضيف إن طالبان على علم بأن تكرار الأخطاء السابقة يحرمها الشرعية الدولية، كما إن الحكومة التي سوف تتشكل لاحقا لن تستمر طويلاً، وعلى هذا يجب استمرار الحوار بين الأفغان، حتى الوصول إلى صيغة تفاهم مشتركة تشترك فيها كل القوميات والطوائف الأفغانية.
إيران أفضل مرجعية لإقامة الحوار اﻷفغاني
وختم عموئي حديثه بالقول: إن إيران لها علاقات تاريخية بكل الطوائف والقوميات الأفغانية، ومنها الشيعة والسنة والهزارة والبشتون والاوزبك. ومن هذه المنطلق تعد إيران أفضل مرجعية لإقامة الحوار بين الأفغان، فمصالح إيران تتجلى في وضع حد لعدم استقرار أفغانستان ومن هذا المنطلق تتطابق مصالحها مع المصالح الأفغانية الشاملة، ولهذا السبب أقيمت الجولة الأولى من الحوارات في إيران، ورحبت بها الأوساط الداخلية في أفغانستان وكذلك لقيت ترحيباً، على المستوى العالمي.