خاص شفقنا-يشهد لبنان إنسداداً جديداً في الأفق الحكومي خاصة مع خلط الأوراق الذي حصل مؤخرا وحروب البيانات التي دارت بين رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب، ومن هنا رأى الكاتب والمحلل السياسي قاسم عز الدين في حديث خاص لـ”شفقنا” ان النظام في لبنان لم يعد يحتمل ترقيعا او ترضية خواطر وهناك ازمة تدل على ان هذا النظام قد وصل الى نهايته، الامر الذي قد يؤدي الى فوضى امنية غير مسبوقة بأشكال مختلفة. مؤكدا أن هذا الخطر الآن أصبح داهما والأرجح ان كافة الاطراف تراهن على الانتخابات النيابية المقبلة ويأملون بتحسين مواقعهم في هذا البلد الذي لم يعد بلدا محكوما من احد وبصريح العبارة هو بلد “مسيّب”.
مشيرا إلى ان كل هذه الخلافات الفوقية بين الكتل السياسية والاحزاب ومراهناتهم كلها في وادٍ والبلد كله في واد آخر وهذا ما يهدد مستقبل لبنان، معتبرا ان مراهنات القوى السياسية على الترقيع تفتح المجال أكثر فأكثر لوصاية خارجية بدأنا نشهدها من خلال دعم مؤسسة الجيش وقد تكون فرنسا وغيرها لديها مراهنات لإستغلال اللحظة المناسبة واستخدام مؤسسة الجيش، التي بالتأكيد تحظى بتأييد هائل بين كل الناس، بلحظة من اللحظات لإحداث اي تغيير او ما قد يسمى بمرحلة انتقالية.
وتابع عز الدين: لا يمكن ان نستمر في لبنان في المراهنة على ترقيع الاهتراءات خوفا من ازمة سياسية كبيرة نحن في خضمها، ولابد من مبادرة وتحريك واعادة النظر بكل ما قمنا به حتى الآن على المستوى السياسي في هذا البلد، لافتاً إلى ان لابد من التفكير بجدية وبعمق أكثر بالذهاب الى جمعية تأسيسية، ووقف الانهيار والدمار والخراب باعادة تأسيس الادارة والدولة والاسس التي تحمي من هذا الخراب .
وحول الخطاب الأخير لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل قال عز الدين:” باسيل يعرف بأن السيد حسن نصرالله حريص وشديد الحرص على ان لا يبقى لبنان هكذا وان لا يخضع لتحديات ومخاطر كبيرة، وهو على علم ايضاً بأن ما يهم السيد نصرالله هو تقريب وجهات النظر على الاقل بتشكيل حكومة”، مشيرا إلى ان حزب الله يراهن على انه اذا تشكلت هذه الحكومة قد يمكنها أن تفعل شيئا لتحسين الأوضاع التي نعيشها حالياً، ولكن وبتقديري انه حتى لو تشكلت هذه الحكومة فإنها لن تفعل شيئا فتشكيلها سيكون من باب رفع العتب فقط.
وأضاف عز الدين: لا يجوز ترك المسائل بهذا الشكل، والمبادرات التي ستفتح افاق الحلول سنتمكن من خلالها فرز من يريد توقيف الدمار والخراب والانهيار ومن لا يريد وهناك امكانية لهذا الطرح والعمل به ويجب تغيير هذا المسار الذي كان من اتفاق الطائف لحد اليوم، لافتا الى ان المطروح اليوم ديونا جديدة وخراب وانهيار اكثر، فمحور المقاومة هو الاكثر حرصا على رفض الخراب والانهيار والبقاء على ما يمكن ابقاؤه في هذا البلد لدعم المقاومة واستمرارها.
مهدي سعادي/شفقنا لبنان