شفقنا العراق-يأمل العراق تطوير علاقاته السياسية والاقتصادية والأمنية مع جارته إيران، في أعقاب انتخاب رئيس جديد لهذا البلد، وصنع حالة من التوازن في المنطقة بعيدا عن التدخلات الدولية التي تثير الأزمات السياسية.
ويرى نواب وخبراء عراقيون أن العلاقات العراقية الإيرانية تتجه نحو الأفضل، وذلك لأن القرار سيكون موحدا داخل إيران، حيث إن الرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي مقرب من المرشد الأعلى علي خامنئي، كما ستشهد العلاقات تطورا على جميع الصعد، وعلى العراق أن يوجد حالة من التوازن في علاقاته بين واشنطن وطهران.
وأكد النائب رشيد العزاوي أن سياسات الدول لا تتغير بتغير الرؤساء، خاصة في إطار العلاقات الخارجية، مشيرا إلى أن انتخاب رئيسي سيكون لصالح العراق إذا استثمرت الحكومة الفرصة، خاصة أن القرار في إيران سيكون موحدا.
وتوقع العزاوي -وهو أمين عام الحزب الإسلامي العراقي- أن “العلاقات العراقية الإيرانية ماضية نحو الأفضل وعلى جميع الصعد، وأن الفترة المقبلة ستشهد تطورا في العلاقات على جميع الصعد السياسية والاقتصادية والأمنية، خاصة أن رئيسي سبق أن زار العراق والتقى أغلب القيادات السياسية لبلورة وتطوير العلاقات بين الجانبين”.
مشاكل المياه
ويتطلع العراق إلى علاقات مبنية على المصالح المشتركة مع الجارة إيران، التي ترتبط معه بحدود أكثر من ألف كيلو متر مربع، خاصة أن البلد يسعى إلى تطوير علاقاته مع جميع دول العالم، كما يقول عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب النائب فرات التميمي.
ويؤكد التميمي أن “العراق يأمل حل مشكلة المياه مع إيران، وأن تسعى الحكومة الإيرانية الجديدة إلى إيجاد معالجات لقطع المياه الذي يتسبب في شحها داخل الأراضي العراقية”.
من جهته، يرى الخبير الأمني صفاء الأعسم أن المرحلة المقبلة ستكون الأصعب على العراق ولعدة أسباب، أهمها أنه لا يريد أن يخسر علاقاته مع الولايات المتحدة كما لا تريد أميركا أن تترك العراق، فضلا عن توقعات بتوافق أميركي إيراني، الأمر الذي سيجعل العراق على المحك في التعاون مع الجانبين الأميركي والإيراني.
وقال الأعسم إن “إيران قادرة على حل مشاكلها مع العراق بسهولة، خاصة أن الذراع الإيرانية داخل العراق لا تخلو من القوة، والحكومة الجديدة في إيران ستكون لها علاقات متينة مع العراق وعلى نحو أكبر من علاقاته مع أميركا، وهذا ربما يمس أمن العراق إلى حد ما، وستتضح الصورة خلال الأشهر الستة القادمة، وعلى العراق أن يخلق حالة من التوازن في علاقاته مع البلدين”.
وكان الرئيس العراقي برهم صالح أول الرؤساء العرب المهنئين للرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، حيث أكد في برقية التهنئة أن العراق يتطلع إلى تعزيز العلاقات الراسخة مع إيران الجارة وشعبها الذي تربطه بشعبنا وشائج حضارية وثقافية واجتماعية أصيلة ومتجذرة عبر التاريخ، مشيرا إلى أن لإيران الدور المهم في الوقوف مع العراقيين في محاربة الإرهاب والتطرف، والمساعدة في مواجهة التداعيات التي تُهدد أمن وسلام منطقتنا التي تكتنفها الصراعات والأزمات.
انعكاسات إيجابية
وفي هذا الإطار، يرى مدير مركز الرفد للدراسات الإستراتيجية الدكتور عباس الجبوري أن “هناك آفاقا جديدة ستفتح في المنطقة، خاصة أن شخصية رئيسي قوية وقادرة على قيادة إيران بشكل صحيح، وهذا سينعكس على العلاقات الطيبة بين العراق وإيران، وعلى الصعد السياسية والاقتصادية والأمنية”.
ووجه رئيسي فور الإعلان عن فوزه بالانتخابات دعوة إلى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لزيارة طهران، وهي أول دعوة يوجهها الرئيس الإيراني الجديد على مستوى العالم.
وحسب المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي فإن الكاظمي أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيسي أكد فيه أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطلعه إلى المزيد من التعاون المشترك في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والأمنية، وفي مجال محاربة الإرهاب، وبما يعزز أمن واستقرار البلدين والمنطقة.
ويرى الباحث في الشأن السياسي العراقي رحيم الشمري أن الأمل في انتقال هادئ لعلاقات مستقرة ببلدان منطقة الشرق الأوسط يشغل الجميع.
وقال الشمري “ربما تشكل شخصية الرئيس الإيراني الجديد، الذي حصل على أعلى الأصوات، دافعا ضاغطا من الشعب الإيراني باتجاه علاقات سلام تبحث عنها بلدان المنطقة، وتتخلص من تبعات التدخلات الدولية التي تستغل فجوة الخلافات لإثارة الأزمات.
المصدر : الجزيرة