خاص شفقنا-لا يجب إنكار أهمية التطور التكنولوجي الحاصل في استخدام شبكة الانترنت، خاصة فيما يتعلق بمواقع التواصل الاجتماعي التي اثار انتشارها جدلا حول الفائدة منها، ففريق يعتبر انها مضيعة للوقت وإلهاء لجيل الشباب، وآخر يرى انها مواقع تواصل حقيقية بين الناس، تساعد الاشخاص بالتعريف عن انفسهم وبالتواصل مع الاخرين. لكن يبقى للأهل الدور الاساس في تحديد كيفية تعاطي اولادهم مع هذه التطبيقات، ويكون ذلك عبر تفعيل دورهم في الرقابة.
“الطفل في المراحل المبكرة يُفضّل ان لا يستخدم مواقع التواصل الإجتماعي، ويمكن ادخاله تدريجيا الى هذا العالم مع المراقبة”، بحسب المتخصصة بعلم النفس ومدربة مهارات الحياة فاطمة اليوسف، في حوار خاص مع وكالة “شفقنا”، مشددة على اهمية تفعيل هذه الرقابة بسبب ما قد يتعرض له الطفل على هذه الشبكة من تحرش وتهديد، أو أمور لا اخلاقية قد تثير فضولهم، مما سيدفعهم الى المتابعة والغوص أكثر.
بداية على الأهل ان يعوا بأن عليهم اتباع لغة الحوار مع أبنائهم للإقناع، وليس أسلوب القوة والفرض في التحذير من مخاطر هذه المواقع، فلا يجب المحاسبة بلغة الإتهام بل بلغة النقاش، والإتفاق مع الطفل بأن يخبر عن أي شيء غريب قد يصادفه. وأشارت الى ان على الأهل القيام بالأمور التالية: “حجب المواقع المشبوهة المضرة بحيث لا يمكن للطفل الدخول اليها، مراقبة المواقع التي يتصفحها من خلال استخدام تقنيات معينة أو تحميل تطبيقات خاصة، التحقق من أي تطبيق قبل تحميله على الجهاز، عدم السماح لطفل بعمر الـ12 بامتلاك حساب خاص، أيضا عدم السماح له بالتسوق على الإنترنت، عدم إعطائه كلمة السر، تحديد ساعات معينة للدخول على المواقع”، لافتة بأن الوقت المسموح يفضل ان لا يتجاوز الساعتين في حالة الضرورة، غير ذلك ساعة واحدة تكفي، مع إعطائها بطريقة متقطعة وليست متواصلة.
يجب استغلال هذه الوسائل لتعليم الطفل الآداب الاجتماعية
يمكن أيضا إعطاء قواعد سلوكية لاستخدام الإنترنت، فهو عالم فضائل ورذائل، يجب ان نكون حذرين كي لا نقع في الأفخاخ، لذا على الأهل إخبار وإفهام الطفل بهذه الأمور، تحذيره من الغرباء، تعليمه بعدم قبول كل الأصدقاء وشرح لماذا؟، والطلب منه ان يراجعهم عندما يريد اضافة أي أحد جديد، ولا يرد على الرسالة السيئة وحظر المصدر المرسل منه.
كما يمكن استغلال هذه الوسائل لتعليم الطفل الآداب الاجتماعية من احترام الآخرين وتقبل الخلاف، سواء بالرأي أو أي شيء آخر، إضافة الى ترسيخ مفهوم أن العالم الإفتراضي هو عالم دعاية وتشهير، وجعله يتعود على استخدام اللغة العربية الفصحى كي لا تضيع لغته بلغة الانترنت، وتعليمه كيف ينشر بشكل صحيح على صفحته، واستخدام ألفاظ راقية.
في المقابل، إن عدم تفعيل الرقابة سيدخلنا في حالات خطيرة، بحيث سينتج عنه: هدر لوقت الطفل، ستخف طاقته، سيصبح لديه خمول، تركيزه على الحياة اليومية سينخفض لانه سيكون مصوبا نحو الشاشة، سينسحب اجتماعيا (عدم تكوّن صداقات او الخروج)، ضعف التواصل اللفظي، عدم تعلم الآداب الإجتماعية بشكل صحيح.
وختمت بالتأكيد على أهمية دور الأهل بأن يكونوا خير مثال يحتذى به، عبر تطبيق ما يعلمونه لأبنائهم، فلا يجب استخدام الهاتف المحمول كل الوقت. كما أن واقع الرقابة اليوم سيء للأسف، خاصة بعد وباء كورونا المستجد، بسبب الحجر المنزلي وازدياد استخدام هذه الأمور، لذا نحن بحاجة لإعادة وضع ضوابط وقواعد في هذا المجال.
وفاء حريري/شفقنا لبنان
