شفقنا العراق-أكد المرشد الإيراني الأعلى، السيد علي خامنئي، في خطاب متلفز مباشر بمناسبة ذكرى رحيل الإمام الخميني، يوم الجمعة (4 يونيو 2021)، أن «السر العظيم لدوام الجمهورية الإسلامية» هو كلمتا «جمهورية» و«إسلامية»، موضحاً أن «العمل العظيم لإمامنا الجليل هو خلق هذه الفكرة والنظرية للجمهورية الإسلامية وإضفاء العينية عليها»، وأنّ تحقيق هذه النظرية «استند إلى معرفته العميقة بالإسلام والناس».
وربط السيد خامنئي، وفقا لما جاء في موقع مكتبه الرسمي، في خطاب متلفز بمناسبة الذكرى 32 لرحيل الإمام الخميني، يوم الجمعة (4/6/2021)، بين «دوام الجمهورية الإسلامية ونظام الإمام الخميني رغم تنبؤات الأعداء كافة بزوال هذا النظام»، وبين «اجتماع كلمتي “جمهورية” و”إسلامية”، أي الحاكمية التوأم للإسلام والناس»، قائلاً: «من الآن فصاعداً إنّ الاجتماع بين هاتين الكلمتين سيكون ضمانةً للتقدم المستمر».
وحول المعارضين الشرسين للجانبين الإسلامي والشعبي للجمهورية الإسلامية، قال خامنئي: «بعض معارضي الحكم الإسلامي هم العلمانيون غير المتدينون، وهؤلاء يعتقدون أن الدين ليس لديه شأن في تشكيل نظام سياسي وإدارة البلاد، وإنما ينحصر في المسائل الفردية والعبادات، وبعض العلمانيين كانوا يعتقدون أصلاً أن الدين مضرّ أساساً وأنه أفيون المجتمع». وتابع سماحته: «تؤمن فئة أخرى من معارضي الحكم الإسلامي بالدين لكنهم يقولون إن الإسلام لا ينبغي أن يُلوّثَ بالسياسة، وهؤلاء في الواقع هم علمانيون متدينون لا يؤمنون بتدخل الدين وحاكميته في شؤون الحياة السياسية والاجتماعية».
أما المعارضون لمبدأ شعبية الجمهورية الإسلامية، فهم فئتان أيضاً في رأي سماحته، إذ «يرى بعض هؤلاء المعارضين، وهم ليبراليون علمانيون، أنّ الديموقراطية والسيادة الشعبية يجب أنْ يصنعها الليبراليون والتكنوقراط، وأنّ هذه المسألة لا علاقة لها بالدين»، مضيفاً: «المجموعة الثانية من معارضي السيادة الشعبية الدينية يؤمنون بالدين لكنهم يقولون إنّ الناس لا شأن لهم في الحكم الديني وإنّ الدين يجب أنْ يشكّل حكومة دون الاستناد إلى الناس ودورهم… ظهر النموذج الإفراطيّ لهذه الوجهة في السنوات الأخيرة عبر تشكّل “داعش”». ومقابل ذلك كله، وصف سماحته «حاكمية الدين استناداً على الناس بأنها استنباط ونظرية علمية لا عاطفية، فالسيادة الشعبية الدينية نشأت من قلب الإسلام، ومن ينكر ذلك، لم يطالع القرآن ولم يتدبّر فيه».
قائد الثورة الإسلاميّة قدّم شرحاً حول قضية السيادة الشعبية الدينية وحاجة الحكومات إلى الدعم الشعبي، فقال: «الحكومات التي لا تحظى بدعم شعبي لن يكون لها خيار سوى اللجوء إلى القمع والظلم، وبما أن الظلم لا يجوز في الحكم الإسلامي، لن يتحقّق الحكم الإسلامي ويستمرّ إلا بالدعم الشعبي»، مستدركاً: «هناك من يقولون إن الإمام أخذ السيادة الشعبية من الغربيين. هذا كلام لا أساس له، لأن الإمام لم يكن ذلك الذي يتخلى عن حكم الله بسبب الإحراج».
في الجزء الأخير من خطابه، تكلّم قائد الثورة الإسلامية حول الشؤون الانتخابية الأخيرة ولا سيما أن بعض المسجلّين للترشح لم يحرزوا الأهلية، منبهاً إلى «تعرّض بعض الأشخاص الذين لم تُحرَز أهليتهم للظلم والجفاء، إذ نُسبت أشياء مخالفة للواقع لهم أو لعائلاتهم، وهي عائلات محترمة وعفيفة، ثم ثبت أن تلك التقارير مخالفة وغير صحيحة». وجراء نشر هذه الأمور بين الناس وفي الفضاء المجازي، رأى سماحته أن «حفظ الكرامة من أسمى حقوق الإنسان»، مطالباً «الجهات المسؤولة بالتعويض عن الحالات التي أُبلغ فيها تقرير مخالف للواقع عن ابن شخص أو عائلته».
المصدر: موقع مكتب السيد خامنئي