شفقنا العراق-تقف القيادة العراقية على قدم وساق لمكافحة تنظيم (داعش) الإرهابي، فعلى مستوى القرارات؛ قدم رئيس الوزراء، “مصطفى الكاظمي”، مبادرة لتفعيل التنسيق والتعاون الأمنيين بين قوات الأمن والجيش العراقيين، وبين قوات (البيشمركة)، في المناطق المتنازع عليها، بين “بغداد” و”أربيل”، منعًا لاستغلال تنظيم (داعش) الإرهابي، للفراغ الأمني الحاصل في تلك المناطق، ولا سيما في مناطق التماس بين الطرفين. وطالب رئيس الحكومة، بضرورة التطبيق الكامل والعاجل للاتفاق بين الحكومة الاتحادية وحكومة “إقليم كُردستان العراق”.
تكتيك جديد لضرب بقايا التنظيم..
وعلى الجانب الميداني، أكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، اللواء “يحيى رسول”، يوم الجمعة، أن القوات الأمنية اتخذت أسلوبًا وتكتيكًا جديدين لضرب بقايا تنظيم (داعش)، فيما كشف عن توجيه جهاز مكافحة الإرهاب لضربات موجعة أطاحت قيادات مهمة لدى عصابات (داعش) الإرهابية.
وقال اللواء “رسول”، لوكالة الأنباء العراقية، (واع)؛ إنه: “استنادًا إلى توجيهات القائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي، ومن خلال العمليات النوعية الاستباقية، والعمل بإستراتيجية لضرب بقايا (داعش) الإرهابية، ومن خلال قيادة العمليات المشتركة، تم توجيه ضربات دقيقة للخلايا والفلول التابعة لـ (داعش)”.
وأضاف أنه: “تم إطلاق عدة عمليات في قواطع مختلفة، منها صلاح الدين ونينوى وقيادة عمليات الأنبار”، مبينًا أن: “العمليات النوعية اشتركت فيها قطاعات الجيش ووزارة الداخلية و(الحشد الشعبي)، وتتم بإسناد من قبل الغطاء الجوي العراقي”.
وكشف عن أن: “جهاز مكافحة الإرهاب؛ قدم عمليات نوعية ضد الإرهابيين، ووجه ضربات موجعة أسفرت عن مقتل وإلقاء القبض على قيادات وعناصر مهمة لـ (داعش) الإرهابية”، موضحًا أن: “هناك توحيدًا للجهد الاستخباراتي، والذي تحقق من خلال استئصال هذه الخلايا وضبط مواقع عصابات (داعش) الإرهابية والدعم اللوجستي لها”.
“داعش” غير أسلوبه..
حول التكتيك الجديد؛ يقول الخبير العسكري والإستراتيجي، الدكتور “أحمد الشريفي”؛ أن: “هناك تغيير في أسلوب (داعش)، بعد أن خسر حواضنه المتمثلة بالبيئة الاجتماعية، التي قبلت هذا التنظيم، عبر الخديعة وفرض الإرادة، حيث بدأ التنظيم يبحث عن الملاذات في المناطق النائية الغير مأهولة بالسكان أو المنظورة عسكريًا، كي يستطيع الانتشار فيها”.
وتابع “الشريفي” بالقول: “الإستراتيجية الأمنية العراقية؛ قدرت هذا الموقف، وجرى تغيير في تكتيك الردع الأمني، فتم استهداف التنظيم عبر عمليات نوعية في تلك الملاذات، كي يفقد قدرته على المشاغلة والتعرض في المناطق السكنية أو على خطوط النقل البري”.
وأضاف “الشريفي” قائلاً: “ما زال (داعش) يمتلك قدرة الهجوم، بسبب وجود إمكانية التعويض لديه، فكلما يتم القضاء على خلية يقوم التنظيم بتعويضها، كونها خلايا وافدة عبر الحدود، تأتي من مناطق توجد فيها إمكانية للتسلل ترفدها التوازنات الإقليمية، ما يجعل حسم خطر التنظيم مستبعدة”.
نار إرهاب “داعش” تطال الطرفين !
حول مبادرة “الكاظمي”، يرى خبير أمني عراقي، فضل عدم الإفصاح عن هويته، في حوار مع (سكاي نيوز عربية): “أن نار إرهاب (داعش) باتت تطال الطرفين، فالتنظيم الإرهابي لا يُفرق بين القوات العراقية وقوات (البيشمركة)، فكلاهما عدو له، ما يعني أن الاتفاق بين بغداد وأربيل، بات حاجة موضوعية قصوى، بغض النظر عن توفر الرغبة الذاتية في هذا الإطار”.
مضيفًا أن: “المكابرة وترك هذه المناطق المتنازع عليها، وهي بالمناسبة مناطق واسعة وحيوية، مفتوحة وغير مضبوطة أمنيًا، وَسَط الخلاف بين الحكومتين الاتحادية، في بغداد، والإقليمية، في أربيل، حولها، ستترتب عليه أكلاف باهظة، ووحده التعاون والتنسيق بين الطرفين، والاحتكام للدستور، والتسامي عن الخلافات، كفيل بكبح التمدد الداعشي، وإلا فإن الخطر داهم وجدي”.
ولطالما حذرت حكومة “إقليم كُردستان العراق”، من أن الفراغ الأمني؛ في الشريط الفاصل بين مناطق سيطرتي، كل من قوات (البيشمركة)، والقوات العراقية الاتحادية، والذي يقدر ببضع كيلومترات عرضًا، وعلى طول مئات الكيلومترات، من محافظة “نينوى” إلى محافظة “كركوك”؛ وصولاً لمحافظة “ديالى”، سيستغله ويملأه إرهابيو (داعش).
جدير بالذكر أن هجمات (داعش) الإرهابية، في تلك المناطق خاصة، قد زادت وتيرتها، في الأشهر الماضية، بشكل لافت، حيث تتكرر الاعتداءات الإرهابية بشكل شبه يومي، ما يفسر طِبْقاً لخبراء أمنيين، تعجيل كل من “بغداد” و”أربيل”، بالشروع في التنسيق الأمني والاستخباري الكامل بينهما في تلك المناطق.
تنفيذ الاتفاقيات بعد عطلة عيد الفطر..
وكان الأمين العام لوزارة (البيشمركة)، في حكومة “إقليم كُردستان العراق”، “جبار ياور”، قد أكد لوكالة الأنباء الرسمية العراقية، أنه: “قد تم خلال الاجتماعات السابقة؛ التوصل إلى اتفاق لتشكيل مراكز التنسيق الأمني المشترك لمناطق: خانقين وكركوك والموصل ومخمور، وأن الاتفاق تم على ضوء المقترحات التي قدمها الكاظمي”.
وأضاف: “جرى وفقها الاتفاق بين اللجنة التنسيقية الأمنية العليا لوزارة (البيشمركة)، واللجنة التنسيقية الأمنية العليا لقيادة العمليات المشتركة”.
وأردف “ياور”: “لم يتم تشكيل هذه المراكز من قبل اللجنة التنسيقية، في قيادة العمليات المشتركة، كما لم يتم أيضًا تنفيذ الاتفاق على تشكيل قوة مشتركة من قوات (البيشمركة) وقوات الجيش العراقي في المناطق المتنازع عليها”.
مؤكدًا أن: “رئيس الوزراء وجه، خلال اجتماع أمني، اللجنة التنسيقية الأمنية العليا في قيادة العمليات المشتركة، بالتوجه إلى إقليم كُردستان العراق لتفعيل الاتفاقيات الأمنية السابقة”.
وكشف “الياور”؛ أن وفدًا من “بغداد” زار، في 9 من الشهر الجاري، “إقليم كُردستان”، برئاسة مستشار الأمن القومي، “قاسم الأعرجي”، وتم خلال الزيارة الاتفاق على تنفيذ الاتفاقيات الأمنية المذكورة؛ بعد انقضاء عطلة عيد الفطر.
نشوى الحفني/موقع كتابات