شفقنا العراق-لا يزال لغز الحرائق الغامضة في المساحات الزراعية بديالي قائما بالرغم من محاولة الدفاع المدني حل هذا اللغز وتبريره جزئيا بارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، وفي نفس الوقت وبالرغم من أن العراق يعرف اشتعال الحرائق في المساحات الزاعية مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة إلا أن ما يحدث هذا العام يرقى إلى مستوى ” إرهاب الحرائق ” .
ولكن الجديد في هذا العام هو أن المصادر الميدانية في ديالي أكدت هذه المرة أن الفاعل وراء حرائق المساحات الزراعية في ديالي هم مجهولون وليست ارتفاع درجة الحرارة، ووصفت هذه المصادر ما شهدت ديالي خلال الساعات الماضية من استمرار في اشتعال الحرائق بأنها ” إرهاب حرائق” وليس مجرد اشتعال نيران بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
ووسط اتهامات للخلايا النائمة من تنظيم داعش بالتورط في حرائق ديالي، إلا أن الجديد هذا العام هو اتهام بعض الأهالي في ديالي للميلشيات بأنها مسئولة عن هذه الحرائق، ويقول السكان ومصادر محلية إن الميلشيات قد تكون مستفيدة من منع استقرار السكان في مناطق ديالي ضمن خطة لإحداث تغيير ديموغرافي في مناطق ديالي، وهى الخطة التي اعتمدتها الميلشيات بعد أن طالب سكان ديالي بمغادرة المنطقة وتسليم مناطقهم للجيش الاتحادي والشرطة الاتحادية .
من ناحيته قال على البديري، عضو لجنة الزراعة في مجلس النواب، إن أن “محافظة ديالى تشهد عدم استقرار أمني، اذ تظهر فيها خلايا عصابات داعش الإرهابية”.
وأكد البديري أن “هناك أطرافا تعمل على ضرب المنتج المحلي بافتعال الحرائق، وانه في حال عدم وجود رقابة حكومية للأراضي الزراعية التي لم تشهد حصادا، فأن العواقب ستكون وخيمة”.
في نفس الوقت أشارت مصادر ميدانية إلى ضلوع مافيا الفساد في حرائق ديالي لمنع اكتفاء العراق من الحبوب، ودفع البلاد للاستيراد من خلال شركات تحت سيطرة متنفذين في الميلشيات أو شركاء لشخصيات نافذة للاستفادة ماليا من وراء استيراد الحبوب متدنية المواصفات من الخارج.
وقبل سنتين تعرضت مئات المزارع في محافظات عراقية عدة إلى حرائق كبيرة على نحو متزامن، في حين اتهم نواب ومحللون جهات داخلية وخارجية بالوقوف وراء هذه الحرائق لضرب الاقتصاد الوطني ومنع تحقيق الاكتفاء الذاتي.
والتهمت النيران مئات الهكتارات (الهكتار يساوي 10 آلاف متر مربع) من الأراضي المزروعة بالقمح والشعير قبل أيام على موسم الحصاد بمناطق متفرقة من محافظة صلاح الدين شمال بغداد.
وفي محافظة ديالى شمال شرق بغداد، التهم حريق واسع نحو 500 دونم مزروع بمحصولي الحنطة والشعير، بينما اندلع حريق آخر في محافظة نينوى شمال العراق والتهم مزارع واسعة يُقدر طولها بستة كيلومترات. كما تحدثت تقارير عن اندلاع حرائق مماثلة في محافظتي النجف والمثنى جنوب بغداد.
وكالات عراقية