شفقنا العراق-قال تعالى: “أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ”.
في هذه الآية الكريمة عدة إشارات تنفع في حياة المجتمع الإسلامي، منها:
النفور في سبيل الله
النفر الخروج إلى الشيء لأمر هيج عليه و منه نفور الدابة يقال نفرت الدابة نفورا و نفر إلى الثغر نفرا و نفيرا، ومعناه اخرجوا في سبيل اللَّه يعني الجهاد، وسماه سبيل اللَّه، لأن القيام به موصل إلى معنى الجنة ورضا اللَّه تعالى ولا يقال النفور إلا في المكروه كنفور الدابة عما تخاف.
وأما التثاقل معناه: تباطأتم والمعنى ملتم إلى الدنيا و شهواتها وكرهتم مشاق السفر ومتاعبه، ونظيره أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ [الأعراف: 176] وقيل معناه ملتم إلى الإقامة بأرضكم و البقاء فيها.
فالنفرة للجهاد هي انطلاقه من ثقل الأرض وقيدها، تطلعا إلى علو السماء عن كيدها و ميدها،حيث الحياة الإيمانية كلها جهاد. لذلك ورد عن الرسول الأعظم صلى اللّه عليه واله وسلم «من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بغزو مات على شعبة من شعب النفاق».
ففي هذا المقطع حث وتحريض من الحق تعالى على لسان خاتم أنبياءه عليهم السلام أجمعين للخروج وبذل الأموال والأنفس في سبيل إعلاء كلمة الحق تعالى.
فهنا عدة تأكيدات على الجهاد:
- الأوّل: أنّها تخاطب المؤمنين يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا.
- الثّاني: أنّها تأمر بالتحرك نحو ميدان الجهاد انْفِرُوا.
- الثّالث: أنّها عبرت عن الجهاد بـ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
ومنها : سبب عدم الجهاد في سبيل الله
قال تعالى “أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ ” ففي هذا المقطع إشارة واضحة إلى سبب التثاقل او عدم الخروج للجهاد في سبيل الله تبارك وتعالى، وهو الرضا والقبول بالحياة الدنيا ومتاعها وزخرفها، وفي الحقيقة والواقع إن كل متاع الدنيا بالنسبة إلى متاع الآخرة قليل وزائل، فأي عاقل يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير وأبقى.
محمد شرف الدين/ وكالة أنباء براثا
————————–
المقالات المنشورة بأسماء أصحابها تعبر عن وجهة نظرهم ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع
————————–