الخميس, مارس 28, 2024

آخر الأخبار

التجارة:استئناف العمل بمشروع البطاقة التموينية الإلكترونية قريبًا

شفقنا العراق ـ فيما حدد موعد استئناف العمل بمشروع...

السوداني يترأس الجلسة الثانية للهيئة العليا للتنسيق بين المحافظات

شفقنا العراق ـ ترأس رئيس الوزراء محمد شياع السوداني،...

مبدأ القيادة في فكر الإمام علي؛ بقلم د. نجم عبدالله الموسوي

شفقنا العراق- مبدأ القيادة في فكر الإمام علي (عليه...

الحرب على غزة.. استمرار القصف والضحايا أكثر من 107 آلاف بين شيهد وجريح

شفقنا العراق ــ تتواصل الحرب على قطاع غزة في...

معالم الصيام وأهدافه ما بين الإسلام والأمم الغابرة

شفقنا العراق- سنحاول أن نرصد بعض معالم الصيام وشرائطه...

لجرد أضرار المحاصيل جراء الأمطار الأخيرة .. الزراعة تشكل غرفة عمليات

شفقنا العراق ـ بعد تأثر بعض المحاصيل الزراعية وتضررها...

الإسراء والمعراج.. معجزة كبرى خالدة وتجسيد لعظمة الله تعالى

شفقنا العراق ــ من أبرز أهداف الإسراء والمعراج، إعداد...

التعداد السكاني.. أساس مرتقب للتحول الرقمي المستقبلي في العراق

شفقنا العراق ــ مع الإعلان عن تنفيذه إلكترونيًا لأول...

العثور على قطع أثرية في بابل

شفقنا العراق ــ أعلنت وزارة الداخلية اليوم الخميس (28...

مباحثات عراقية باكستانية لتعزيز التعاون في المجالين الأمني والاقتصادي

شفقنا العراق ــ بحث مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي،...

رشيد يدعو إلى الإسراع بصرف رواتب موظفي ومتقاعدي الإقليم

شفقنا العراق ــ فيما أكد على أهمية رفع مستوى...

لإجراء الأبحاث الطبية.. جامعة الزهراء تفتتح مختبرًا تخصصيًا للتقطيع النسيجي

شفقنا العراق ــ بتوجيه من ممثل المرجعية الدينية العليا،...

العتبة الحسينية تكشف عن الخدمات المقدمة ضمن مبادرة “عطاء المجتبى” الطبية

شفقنا العراق ــ فيما أحصت خدماتها المقدمة ضمن مبادرة...

ضمن البرنامج الرمضاني.. العتبة العلوية تقيم مأدبتي إفطار جماعيتين

شفقنا العراق ــ من ضمن البرنامج الرمضاني لرعاية مختلف...

ضمن مشروع النقل الجماعي.. افتتاح خط جديد في بغداد

شفقنا العراق ــ أعلنت وزارة النقل، اليوم الخميس (28 آذار...

السوداني يوجه بإجراء تقييم شهري للعمل في مشروع الأبنية المدرسية

شفقنا العراق ــ فيما وجّه بإجراء تقييم شهري لبيان...

مشروع مترو بغداد.. تغطية شاملة للأماكن المقدسة والمستشفيات والجامعات

شفقنا العراق ــ فيما أكد أن المشروع سيغطي جميع...

من وحي نهج البلاغة… «سلوني قبل أن تفقدوني»

شفقنا العراق  -  و من خطبة له (عليه السلام)...

القوات العراقية تقضي على إرهابي خطير بعملية نوعية على الحدود مع سوريا

شفقنا العراق ــ بعملية نوعية على الحدود مع سوريا،...

لتسهيل المعاملات.. مشروع التوقيع الإلكتروني إلى النور قريبًا

شفقنا العراق ـ في إطار التوجه نحو الحكومة الإلكترونية...

زراعة ميسان تتخذ إجراءات عدة لتسويق الحنطة للموسم الحالي

شفقنا العراق ـ تستعد محافظة ميسان كغيرها من المحافظات...

دعما للبنى التحتية المائية ..الموارد تستعد لإنشاء 36 سدًا في أنحاء البلاد

شفقنا العراق ـ خطوة جديدة باتجاه تعزيز البنى التحتية...

السيد الصافي يوضح أهمية شهر رمضان لمراقبة النفس

شفقنا العراق ـ فيما أكد أنّ الشياطين مقيدة ومكبلة...

في النجف الأشرف.. افتتاح القنصلية التركية قريبًا

شفقنا العراق ـ فيما أعلن قرب افتتاح قنصلية في...

علاء تكليف العوادي يكتب دراسة تحليلة عن الآيات المؤولة في الإمام الحسين

شفقنا العراق-من المعلوم ما للإمام الحسين (عليه السلام) من شأن عند الله عز وجل وما له من عظيم الحبوة عند رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقد ورد فيه جملة من الأحاديث التي رويت عن أهل البيت  (عليهم السلام)فيما تحمله من علاقته بالقرآن الكريم، حيث عمل الكثير من العلماء والمفسرين على تأويل جملة من الآيات القرآنية وكونها تشير الى ما يجري على الإمام الحسين(عليه السلام) وما تحمله واقعة استشهاده من أثر كبير على بقاء الدين، وإن كان ذكره بصورة التأويل وليس التصريح لان ظاهر الآيات القرآنية لم تصرح بذلك.

وعليه سنتطرق في هذا البحث إلى ذكر الآيات القرآنية التي أُولت بالإمام الحسين (عليه السلام) وندرسها دارسة تحليلية لنتعرف على مدى انطباقها على الإمام الحسين(عليه السلام)وحركته من عدة وجوه، ولذا سأجعل مقالي المتواضع هذا في مقدمة وثلاث مباحث وخاتمة.

توطئة

ليس للكلمات ان تفي شأن الإمام الحسين (عليه السلام)، فهو حفيد النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله)، وابن بنته فاطمة الزهراء وابن عمه وخليفته الإمام علي بن ابي طالب (عليه السلام)، ولد (عليه السلام) وولادته تحمل رسالة الجهاد والتضحية، عاش في كنف جده المصطفى (صلى الله عليه وآله)، وابيه المرتضى (عليه السلام)، رضع من نمير علمهم، وتغذى من سبابة جده، حين لم ترضعه مرضعة، فالتقم من انامل النبوة در عيشه، إلى ان نبت لحمه، ففيه قال الكريم المصطفى (صلى الله عليه وآله): “حسين مني وانا من حسين أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط “(1)، لا شكّ في أنّ الإمام الحسين (عليه السلام) كان عِدل القرآن كبقية المعصومين (عليهم السلام)، فهم أحد الثقلين اللذين أوصى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالتمسُّك بهما خشية الانزلاق والوقوع في الضلال بعده، ولذلك فهم مع القرآن والقرآن معهم، لا يفارقهم ولا يفارقونه، إذ العدل لا يفارق عدله، ويشهد على هذا التلازم تمسك الإمام الحسين وهو في احنك الظروف واصعبها وهو يواجه العدو المجرم لم يترك تلاوة القرآن بل حتى بعد استشهاده فلو نلاحظ ما رواه ابنُ شهر آشوب في المناقب حيث قال: “أنّه لمّا صُلب رأسُ الحسين بالصيارف في الكوفة فتنحنح الرأسُ وقرأ سورةَ الكهف إلى قولِه تعالى: ﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾(2)، ما ري عن زيد بن أرقم أنّه قال : مُرَّ به – رأس الحسين – عليَّ وهو على رمحٍ وأنا في غرفةٍ لي فلمَّا حاذاني سمعتُه يقرأ ﴿ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً ﴾(3) فقفَّ واللهِ شعري وناديتُ: “رأسُك واللهِ يا ابنَ رسول الله أعجبُ وأعجب”(4)، وأن الإمام الحسين يعدُّ القرآن الناطق، الذي يبيّن مكنونات القرآن الكريم، وخصائصه، ومعاني آياته الظاهرة والباطنة، فهو العالم بمحكمه ومتشابهه، بل هو العارف بكلّ علومه الشريفة، ولذلك أشاره هو(عليه السلام) ليلة العاشر من المحرّم، حيث قال: “اللهم إنّي أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوّة وعلّمتنا القرآن وفقهتنا في الدين”(5)، وعند الرجوع إلى بعض الروايات الواردة حول الإمام الحسين (عليه السلام) يتّضح أنّها وصفته بأوصاف عديدة لها علاقة بالقرآن الكريم، لتبيّن أنّ الحسين (عليه السلام) شريك القرآن، وعدله، كما جاء في بعض زيارات (عليه السلام): “السلام عليك يا شريك القرآن”(6)، كما كان الإمام الحسين (عليه السلام) يتلو جملة من الآيات الكريمة ويجهر بها، حتّى سمعها الكثيرون منه ونقلوها عنه، وقد حصل ذلك في محطّات عديدة ومختلفة منذ لحظة خروجه (عليه السلام) من المدينة في أواخر رجب سنة 60 للهجرة، حتّى لحظة استشهاده ظهر يوم العاشر من المحرّم سنة 61 للهجرة.

المبحث الاول: التأويل لغة واصطلاحاً وما هي الآيات المؤولة وفرقها عن غيرها من الآيات العامة.

تمهيد

قبل بيان معنى التأويل نذكر هنا أن التأويل، مصطلح ٌ استخدم في علوم القرآن والتفسير والحديث، كما أستعمله علماء أصول الفقه والكلام والفلسفة وغيرهم، وعلى أي حال فإنه اصطلاحٌ يستعمل لتبسيط عملية فهم النصوص، وبتعبير أخر: هو صورة أخرى لقراءة النصوص وفهمها فهم يُقتنص من مفاهيم النصوص، لأنه في طبيعته هو خلاف ظواهر النص المبحوث فيه للوصول الى ربط بين النص، وبين تلك الحوادث والحالات التي يراد البحث، والاستنتاج فيها.

التأويل لغة واصطلاحاً:

التأويل لغة:

يعدّ جميع فقهاء اللغة أنّ لفظة التأويل هي من الجذر اللغوي، فالتّأويل من الأول، أي: الرجوع إلى الأصل، ومنه: المَوئِلُ‏ للموضع الذي يرجع إليه، وذلك هو ردّ الشيء إلى الغاية المرادة منه، علماً كان أو فعلاً(7) (8)، أي: تفسير الكلام الذي تختلف معانيه، ولا يصحّ إلا ببيان غير لفظه(9).

وقال السيد الخوئي في التبيان: المراد بتأويل القرآن ما يرجع إليه الكلام، وما هو عاقبته، سواء أكان ذلك ظاهرا يفهمه العارف باللغة العربية، أم كان خفيا لا يعرفه إلا الراسخون في العلم(10).

التأويل اصطلاحاً:

قد وقع اختلاف في معنى التأويل بين المفسرين، واللغويين أنفسهم، في المعنى الاصطلاحي للتأويل على أقوال عديدة:

منهم من عرَّفه بأنه: تفسير الكلام وبيان معناه، سواء وافق ظاهره أو خالفه، فيكون التأويل والتفسير على هذا مترادفين(11).

ومنهم من قال: إنّه ليس من قبيل المعاني المرادة باللفظ، بل هو الأمر العيني الذي يعتمد عليه الكلام(12).

ومنهم من قال: إنّ التأويل‏ هو: إرجاع الكلام وصرفه عن معناه الظاهري إلى معنى أخفى منه، وتأوّلَ‏ فلان الآية أي: نظر إلى ما يؤول معناه(13).

‏ومنهم من قال: إنّ التأويل هو: ردّ أحد المُحتَمَلين إلى ما يطابق الظاهر(14).

الآيات المؤولة وفرقها عن غيرها من الآيات العامة.

الآيات المؤولة

الآيات التي أولها المفسرون بأهل البيت (عليهم السلام) بشكل عام أو بخصوص الإمام الحسين بشكل خاص كثيرة هنا نذكر الآيات التي اختصت بالإمام الحسين (عليه السلام).

الآية الأولى: قوله تعالى: ﴿ كهيعص * ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا ﴾(15).

الآية الثانية: قوله تعالى: ﴿ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴾(16).

الآية الثالثة: قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً ﴾(17).

الآية الرابعة: قوله تعالى: ﴿ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا ﴾(18).

الآية الخامسة: قوله تعالى: ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾(19).

الآية السادسة: قوله تعالى: ﴿ فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ * فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ ﴾(20).

الآية السابعة: قوله تعالى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْراً ﴾(21).

الآية الثامنة: قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ ﴾(22).

هذه جملة من الآيات التي أُولت وطُبّقت على شخصية الامام الحسين (عليه السلام)، وهناك فرق بين الآيات المؤولة وغيرها من الآيات العامة في كون الآيات المؤولة هي صورة من وقوع تلك المضامين في الإمام الحسين (عليه السلام).  والآيات العامة فبما أن كل آيات القرآن الكريم  التي تتحدث عن اصطفاء واختيار الله سبحانه لعباده ليكونوا هم قادة لهداية البشر، فهذه الآيات بمجملها عامة تشمل الإمام الحسين (عليه السلام) كمل شملت النبي(صلى الله عليه وآله) وأئمة الهدى والانبياء السابقين (عليهم السلام)، وبالخصوص الآيات التي تحدثت عن الإمامة والولاية العامة، التي تبين مكانة هؤلاء الأئمة الهداة ليطلع المسلمون على شأنهم ومكانتهم، وحيث أن الامامة أصل من أصول الدين فكان لابد من بيان حيثياتها فوردت الروايات الدالة على ذلك اضافة لما سيقت من الآيات القرآنية لبيان ذلك، وكذلك قيام الأدلة العقلية المؤيدة لضرورة وجود الإمام، لكي لا يختلف الناس فيهم إلى  أحزابا وطوائف، وإن دين الله واحد لا يمكن أن يكون مختلف الهدى والأحكام، ولذا فإن الله تعالى أتقن دينه بالإمام كما أتقن التكوين بالنظام ودقة الصنع وجماله بما لا يمكن أن يتصور أن هناك من خلق يشبهه، ولأجل الحكمة التي يتمتع بها الخالق كان لابد من وجود من يرعى ادارة هذا النظام المتكامل فارسل الرسل والانبياء والاوصياء (عليهم السلام) وكان افضل ما ارسل بعد النبي الخاتم(صلى الله عليه وآله) هم أئمة الهدى(عليهم السلام)، ومنهم الإمام الحسين(عليه السلام) الذي شملته عموم تلك الآيات العامة.

المبحث الثاني: دراسة الآيات وتمييزها عمن سواها من آيات القرآن ومدى ارتباطها بالإمام الحسين (عليه السلام) دراسة تحليلية.

لما كان للإمام الحسين(عليه السلام) كما كان لجده وابيه وأخيه (عليهم السلام) العلاقة الحقيقية مع القرآن باعتبارهم (عليهم السلام)هم القران الناطق، وهم الراسخون بالعلم، وبيدهم بيان التفسير والتأويل، كما اشرنا سابقاً فمع هذه العلاقة الخاصة التي حملوها، وما للإمام الحسين (عليه السلام) من علاقة خاصة مع القران، أضافة لما قدمه(عليه السلام) من تضحيات في حفظ هذا الدين الذي يعد القرآن الكريم دستوره لبناء تعاليم حياتية دينية واجتماعية وسياسية بما يخدم أليات التعايش ونظم الامر، فكان لابد للقرآن أن يذكر تلك التضحيات وأن لم يكن ذلك الذكر على نحو التصريح، ولما يحمله القرآن من وجوه ومعاني تفسيرية ظاهرية وباطنية كما اشار لها الإمام علي أمير المؤمنين(عليه السلام) حيث قال: سمعتُ رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (ليس من القرآن آية إلاّ ولها ظهرٌ وبطن، وما من حرف إلاّ وله تأويل)(23) ، فلابد من الوقوف على تلك المعاني الخفية التي يبطنها القرآن الكريم والتي ترتبط مع الإمام الحسين (عليه السلام) ارتباط وثيقاً.

دراسة الآيات

الآية الأولى: قوله تعالى: ﴿ كهيعص * ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا ﴾(24).

روي في كتاب كمال الدين وتمام النعمة بإسناده إلى سعد بن عبد الله القمي عن الحجة القائم (عليه السلام) حديث طويل وفيه: قلت: فأخبرني يا بن رسول الله عن تأويل كهيعص قال: هذه الحروف من أنباء الغيب، اطلع الله عبد زكريا عليها، ثم قصها على محمد (صلى الله عليه وآله)، وذلك ان زكريا (عليه السلام) سأل ربه ان يعلمه أسماء الخمسة، فأهبط الله عليه جبرئيل(عليه السلام) فعلمه اياها ، فكان زكريا اذا ذكر محمدا وعليا وفاطمة والحسن سرى عنه همه(25) وانجلى كربه ، واذا ذكر الحسين (عليه السلام) خنقته العبرة ووقعت عليه البهرة(26) فقال ذات يوم: الهى ما بالى اذا ذكرت أربعا منهم عليهم السلام تسليت بأسمائهم من همومي، واذا ذكرت الحسين (عليه السلام) تدمع عيني وتثور زفرتي؟(27) فأنبأه تبارك و تعالى عن قصته، فقال: ” كهيعص ” فالكاف اسم كربلاء، والهاء هلاك العترة، والياء يزيد لعنه الله وهو ظالم الحسين، والعين عطشه، والصاد صبره، فلما سمع بذلك زكريا (عليه السلام) لم يفارق مسجده ثلاثة أيام، ومنع فيها الناس من الدخول عليه، وأقبل على البكاء والنحيب، وكانت ندبته: الهي أتفجع خير خلقك بولده؟ أتنزل بلوى هذه الرزية بفنائه؟ أتلبس عليا وفاطمة ثياب هذه المصيبة، إلهي أتحل كربة هذه الفجيعة بساحتهما؟ ثم كان يقول: إلهي ارزقني ولدا تقر به عيني عند الكبر، واجعله وارثا ووصيا، واجعل محله منى محل الحسين (عليه السلام) فاذا رزقتنيه فافتني بحبه وبه أفجعني به كما تفجع محمدا حبيبك صلى الله عليه واله بولده، فرزقه الله يحيى عليه السلام وفجعه به، وكان حمل يحيى ستة أشهر، وحمل الحسين عليه السلام كذلك(28).

لو لاحظنا الى سياق هذه الرواية لوجدنا أن ما تضمنته من عطف على ذكر الامام الحسين (عليه السلام) خصوصاً مع اجمالها لذكر اصحاب الكساء (عليهم السلام) وذكر حثيات مصرعه، بتفاصيل للمعاني التي تحملها تلك الحروف المتقطعة التي ابتدأت بها الآيات القرآنية، فهنا تفسير الامام الحجة لهذه الآية الكريمة بأن المطبق على معناه هو الامام الحسين (عليه السلام) إذ إن الاشارة فيها لما يحمله من شبه كبير بين ما عاشه يحيى النبي من المصائب والأذى من قومه وإنما كان ذلك لما استشعره أبوه يحيى النبي(عليه السلام) من ما يقع على الامام الحسين (عليه السلام) من ظلم واغتصاب للحق وقتل وسبي لأهل بيته وبهذا استشعر لزوم المواساة للنبي الخاتم (عليه السلام)، فاراد الكون بالحالة والتحمل لذات المصائب وسنن الحياة، فشابهه بأنه قد ولد لستة اشهر من الحمل، كما كان للحسين(عليه السلام) في حمله، وانه قتل مظلوم، وقد أهدي رأسه الى بغي من بغايا بني إسرائيل.

ثم إن الإمام الحسين (عليه السلام) ما فتئ يذكر يحيى النبي (عليه السلام) في كثير من المواطن لأجل ذلك الشبه بينهما، فقد روى عن علي بن الحسين(عليهما السلام) قال: خرجنا مع الحسين (عليه السلام) فما نزل منزلا! ولا ارتحل منه إلا ذكر يحيى بن زكريا وقتله، وقال يوما: ومن هوان الدنيا على الله أن رأس يحيى بن زكريا أهدي إلى بغية من بغايا بني إسرائيل(29).

الآية الثانية: قوله تعالى: ﴿ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴾ (30).

ابن عبدوس، عن ابن قتيبة، عن الفضل قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: «لما أمر الله (عزّ وجلّ) إبراهيم (عليه السلام) أن يذبح مكان ابنه إسماعيل الكبش الذي أنزله عليه تمنى إبراهيم أن يكون قد ذبح ابنه إسماعيل بيده وأنه لم يؤمر بذبح الكبش مكانه، ليرجع إلى قلبه ما يرجع إلى قلب الوالد الذي يذبح أعز ولده عليه بيده، فيستحق بذلك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب.

فأوحى الله (عزّ وجلّ) إليه: يا إبراهيم من أحب خلقي إليك؟ فقال: يا رب ما خلقت خلقا هو أحب إلي من حبيبك محمد، فأوحى الله إليه: أفهو أحب إليك أم نفسك؟ قال: بل هو أحب إلي من نفسي، قال: فولده أحب إليك أم ولدك؟ قال: بل ولده، قال: بذبح ولده ظلما على أيدي أعدائه أوجع لقلبك أو ذبح ولدك بيدك في طاعتي؟ قال: يا رب بل ذبحه على أيدي أعدائه أوجع لقلبي، قال: يا إبراهيم فإن طائفة تزعم أنها من أمة محمد ستقتل الحسين ابنه من بعده ظلما وعدوانا كما يذبح الكبش، ويستوجبون بذلك سخطي، فجزع إبراهيم لذلك وتوجع قلبه وأقبل يبكي، فأوحى الله (عزّ وجلّ): يا إبراهيم قد فديت جزعك على ابنك إسماعيل -لو ذبحته بيدك- بجزعك على الحسين وقتله، وأوجبت لك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب وذلك قول الله(عزّ وجلّ): ﴿ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴾.

هنا الرواية تفسر قوله تعالى : ﴿ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴾ أن عظم ذلك الذبح أما يكون مقابل لعظم التضحية التي تعطى مقابل أن يكون لها فداء فكان الإمام الحسين (عليه السلام) قد قدم أعظم ما يملك وهو النفس التي سلمها لله تعالى، ففي الآية الكريمة نلاحظ مدى معرفة خليل الله ابراهيم (عليه السلام) بمنزلة الإمام الحسين (عليه السلام)، وما سيحل به من مأسي، وما يصيبه من ظلم اعداءه له، وذلك عندما بين الله تعالى له حقيقة افتداء ابنه بذبح عظيم، ونلاحظ ما تبينه الآية فيما يتأول منها إن إبراهيم النبي(عليه السلام)، بل كل الأنبياء (عليهم السلام) كيف يتصبرون على ما يصيبهم مما يعرض له من مكائد قومهم، لتطلعهم على تمام قصة الإمام الحسين (عليه السلام) مع قومه وتضحيته وفداءه، فيثبتوا على التمسك بدعوتهم لقومهم كي يعرفوا الحق الذي لابد أن يتبع، حتى لو كلفهم حياتهم وكل ما يملكون، وإن كل ما يصيبهم يهون أمام ما يصيب الإمام الحسين(عليه السلام)، وما سيقدمه من تضحيات لأجل نشر تعاليم الله تعالى، ولذا ثبتوا في دعوة قومهم للتوحيد واتباع الدين الحق.

 الآية الثالثة: قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً ﴾ (31).

روى علي بن أسباط عن ثعلبة بن ميمون عن الحسن بن زياد العطار قال: سئلت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله تبارك وتعالى إلى تر إلى الذين قبل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة قال نزلت في الحسن بن علي(عليهما السلام) امره الله بالكف قال: قلت: فلما كتب عليهم القتال، قال: نزلت في الحسين بن علي(عليهما السلام) كتب الله عليه وعلى أهل الأرض ان يقاتلوا معه قال: علي بن أسباط وقد رواه بعض أصحابنا عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لو قاتل معه أهل الأرض لقتلوا كلهم(32).

وفي تفسير العياشي في تفسير الآية: عن إدريس مولى لعبد الله بن جعفر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال في حديث طويل: …. ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ ﴾ مع الحسين،  ﴿ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلاَ أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ ﴾ إلى خروج القائم عليه السلام ، فإن معه النصر و الظفر، قال الله: ﴿ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنْ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيل ﴾.

وفيه أيضاً: عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: فطلبوا القتال: ﴿ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ ﴾، مع الحسين: ﴿ قَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلاَ أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ ﴾.

إننا لو قرأنا سيرة الإمام الحسين(عليه السلام) وما جرى عليه في كربلاء من الظلم حيث أنه لم يثبت ممن يلزم أن يكون في هذا الموقف مدافعاً عن أمامه وعقيدته ومبدأه المتمثل بالإمام المعصوم الذي هو خليف رسول الله وبالتالي هو خليفة الله في الارض والمأتمن على حفظ الدين والمدافع عنه ضد أي خطر يواجهه لكن مع معرفة الناس بهذه الحقيقة لم يبقى معه إلا من قتل معه في كربلاء، وهم اثنان وسبعون وكان من آل محمد (عليهم السلام) سبعة عشر رجلاً، والباقي الذين لم يتجاوزوا الستين نفراً، هم تلك الفئة المؤمنة، التي ادركت حقيقة هذا الإمام المظلوم، وما يعني تحركه وجهاد، فقد ثبتوا وتفرق السواد الاعظم من حوله، فضلا عن أهل الكوفة الذين كاتبه وبايعه منهم ثمانية عشر آلف لكن لم يكن من خرج منهم مع الإمام (عليه السلام) ولم يبقى إلا ما عرفت ، فينطبق عليهم معنى الآية بأعلى بيان.

الآية الرابعة: قوله تعالى: ﴿ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً ﴾ (33).

عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: “سمعته يقول: قتل النفس التي حرم الله، فقد قتلوا الحسين في أهل بيته”(34).

عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: نزلت هذه الآية في الحسين (عليه السلام) ” ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف [في القتل] ” قاتل الحسين ” إنه كان منصورا ” قال: الحسين (عليه السلام) (35).

وفي رواية أخر: محمد بن يعقوب عن علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن الحجال، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله(عليهما السلام)، قال: سألته عن قول الله (عزّ وجلّ): ﴿ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ﴾ قال: «نزلت في الحسين (عليه السلام)، لو قتل أهل الأرض به ما كان مسرفا»(36).

نجد أن الأئمة (عليهم السلام) في هذه الروايات يبينون عظمة جهاد الامام الحسين (عليه السلام) ولو قام ولي دمه وهو الإمام المهدي (عليه السلام) ليأخذ بثأره فانه سيكون له الحق بأن يقتل كل من ارتضى ما جرى على الامام الحسين (عليه السلام) من ظلم، حيث أن قلته وقع من غير ذنب.

وهنا الاسراف المذكور في الآية بقوله تعالى:

﴿فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ﴾ بالضم يحتمل أن يكون المعنى أن السرف ليس المراد منه الكثرة إذ لو اشترك جميع أهل الارض في دمه أو رضوا به لم يكن قتلهم سرفا وإنما السرف من يقتل من لم يكن كذلك، وإنما نهي عن ذلك.

الآية الخامسة: قوله تعالى: ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴾(37).

نزلت هذه السورة في الإمام الحسين بن علي(عليهما السلام)، فمن أدمن قراءة ” والفجر ” كان مع الحسين بن علي(عليهما السلام) في درجته في الجنة، إن الله عزيز حكيم(38).

فقد روى عن دارم بن فرقد قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): اقرؤا سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم، فإنها سورة الحسين بن علي(عليهما السلام) وارغبوا فيها رحمكم الله تعالى، فقال له أبو أسامة وكان حاضر المجلس: وكيف صارت هذه السورة للحسين (عليه السلام) خاصة؟ فقال: ألا تسمع إلى قوله تعالى: ” يا أيتها النفس المطمئنة ” الآية إنما يعني الحسين بن علي(عليهما السلام) فهو ذو النفس المطمئنة الراضية المرضية، وأصحابه من آل محمد (صلى الله عليه وآله) هم الراضون عن الله يوم القيامة، وهو راض عنهم(39).

هنا يمكن أن يكون الوصف الجاري في هذه السورة ينطبق على الإمام الحسين (عليه السلام) بلحاظ أنّه أفضل مصداق ذكر في تفسير آخر آيات هذه الصورة عند المفسرين، إذ انهم أوردوا عن الامام الصادق (عليه السلام) حديثاً يشير لهذا المعنى حيث قال (عليه السلام): إنّ ﴿ النفس المطمئنة ﴾ هو الحسين بن علي(عليهما السلام).

ويمكن ان يكون الملاحظ هو ما جاء في تفسير الليال عشر، والذي قسم الله تعالى بها في صدر السّورة، حيث أنها فسرت بأنّها: ليالي محرم العشرة، والتي هي الأيام التي تخص شهادة الإمام الحسين (عليه السلام).

وقد جسد الامام الحسين (عليه السلام) ذلك الاطمئنان في يوم كربلاء دلالة على قبول والرضا بما خصه الله به من الشهادة ليعلوا أسم الاسلام حيث روى المؤرخون في الإمام الحسين (عليه السلام) «والله، ما رأيت مكثوراً قطّ قد قُتل وِلده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشاً ولا أمضى جناناً ولا أجرأ مقدماً منه»(40)، فكان في أشد الطمأنينة والرضا بقضاء الله وقدره، ولم يكن عنده أي خوف ولا ما يشعر بعدم الرضا بما قسم الله له.

الآية السادسة: قوله تعالى: ﴿ فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ * فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ ﴾(41).

علي بن محمد رفعه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله الله عز وجل: ﴿ فنظر نظرة في النجوم * فقال إني سقيم ﴾ قال: حسب فرأى ما يحل بالحسين (عليه السلام) فقال: إني سقيم لما يحل بالحسين (عليه السلام)

في قوله تعالى إشارة الى ما يصيب الإمام الحسين (عليه السلام) وقد علمه النبي إبراهيم الخليل (عليه السلام) فيكون على اثره مكدور مغموم فنعت نفسه بالسقم كما في قوله ﴿فقال: إني سقيم﴾، لكنه لم يكن هو سقيم حقيقة سقم مرض بل كان يعتريه الهم والغم لما يصيب الإمام الحسين من البلية والمصائب التي تحل عليه وعلى أهل بيته وولده، فقد ذكر نبي الله إبراهيم (عليه السلام) عندما نظر الى السماء فحسب في علم النجوم والفلك، وذلك عندما رأى النجوم في غير حالتها الطبيعية، فرأى ما يحل بالحسين (عليه السلام) من المصائب، فتألم كثيراً لذلك، وقد ورد في بعض الاخبار أنه(عليه السلام) لعن قاتليه، «أوّل من لعن قاتل الحسين بن علي(عليهما السلام) إبراهيم خليل الرحمن، وأمر ولده بذلك، وأخذ عليهم العهد والميثاق، ثم لعنه موسى بن عمران وأمر اُمّته بذلك، ثمّ لعنه داود وأمر بني إسرائيل بذلك.

ثمّ لعنه عيسى وأكثر أن قال: يا بني إسرائيل العنوا قاتله، وإن أدركتم أيّامه فلا تجلسوا عنه، فانّ الشهيد معه كالشهيد مع الأنبياء، مقبل غير مدبّر وكأنّي أنظر إلى بقعته، وما من نبيّ إلّا وقد زار كربلا، ووقف عليها، وقال: إنّك لبقعة كثيرة الخير، فيك يدفن القمر الأزهر»(42).

الآية السابعة: قوله تعالى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْراً ﴾(43).

وجاء في وراية عن أبي عبد الله (عليه السلام)  قال: لما حملت فاطمة بالحسين جاء جبرئيل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: إن فاطمة ستلد غلاما تقتله أمتك من بعدك، فلما حملت فاطمة بالحسين(عليهما السلام) كرهت حمله وحين وضعته كرهت وضعه، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): لم تُر في الدنيا أم تلد غلاما تكرهه ولكنها كرهته لما علمت أنه سيقتل، قال: وفيه نزلت هذه الآية ” ووصينا الانسان بوالديه حسنا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا”(44).

أقول: لعل المراد من كرهته هنا ليس المراد به كرهت حمل الحسين ووضعه بل لعل المراد به كرهت ما سمعته من خبر قتله لان الأم تكره أن تسمع ما يضر ولدها وعليه لم يراد بكراهتها في الحمل والوضع نفس الحمل والوضع بل خبر مقتله وهذا انسب لما تحمله السيدة الزهراء من رضاً لما يحكم به الله تعالى فلم يعلم عنها أنها أبدت اعتراضاً لحكم من احكام الله تعالى، وهذا يظهر جلياً من بيان الإمام الصادق المتقدم في متن الرواية حيث قال: «لم تُر في الدنيا أم تلد غلاما تكرهه ولكنها كرهته لما علمت أنه سيقتل».

وقال العلامة الطبطبائي في الميزان: «واعلم أنه قد وردت في الآية أخبار تطبقها على الحسين بن علي(عليهما السلام)  وولادته لستة أشهر وهي من الجري»(45)، أي لقاعدة الجري التي تحكم في سريان الآية في معاني متعدد وقد يستفاد منها هنا لتأولها بالإمام الحسين (عليه السلام).

الآية الثامنة: قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ﴾(46).

ورد في سورة التكوير في تأول الآيتين شريفتين أنهما تعرضتا لمظلوميّة سيد الشهداء(عليه السلام)، وأنه قتل مظلوماً على يدي بني امية بلا ذنب ظلما ًوعدواناً، وقد مضى (عليه السلام) في سبيل الله شهيداً صابراً محتسباً راضيا بما كتبه الله له حيث قال(عليه السلام) مجيباً أخاه محمد بن الحنفية، حين سأله يا أخي ألم تعدني النظر فيما سألتك؟ قال: بلى قال: فما حداك على الخروج عاجلا؟ قال: أتاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد ما فارقتك فقال: يا حسين اخرج فان الله قد شاء أن يراك قتيلا، فقال: محمد ابن الحنفية:  إنا لله وإنا إليه راجعون، فما معنى حملك هؤلاء النساء معك وأنت تخرج على مثل هذا الحال؟ قال: فقال [لي صلى الله عليه وآله]: “إن الله قد شاء أن يراهن سبايا، فسلم عليه ومضى”(47).

وروي أيضاً عن أبي عبد الله (عليه السلام)  في قول الله عزّ وجل: ﴿ وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ﴾. قال:” نزلت في الحسين بن علي”(عليهما السلام)(48).

تمييز الآيات المؤولة عن سواها من آيات القرآن

ما يميز الآيات التي أُولت في الإمام الحسين (عليه السلام) تتميز عن غيرها بأنها كانت فيها الاشارة الى الانبياء (عليهم السلام)  السابقين على جده الخاتم (صلى الله عليه وآله)، فيها الإشارة إليه(عليه السلام) وبيان مظلوميته، حيث تَحمل الحث على التأسي به، لأنه ثار الله الذي سيأخذ الله بنفسه بثأره من أعداءه، ولكون ما جرى عليه (عليه السلام)  لم يكن له صورة مثيل قط، حتى في مشابهة الانبياء له للمواساة، فكانت بجانب دون بقية الجوانب، إذ لم تجتمع عندهم جميع تلك المصائب التي حاطت بالإمام الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء،  وإن آيات العامة فالمائز فيها أنها تحدثت عن شؤون الإمامة والولاية والشهداء والتطهير والعلم ووراثة الكتاب والحكمة وأهل الذكر والاصطفاء والاختبار الإلهي للأنبياء ولأئمة، وهي تنطبق على آل البيت بجميعهم ويشاركهم الإمام الحسين (عليه السلام) بذلك لأنها تحمل الدلالات العامة التي يجتمعون فيها (عليهم السلام) وأما تلك التي تحمل خصوصية التضحية تراها جلية في انطباقها بالإمام الحسين (عليه السلام)، فمن تلك السور التي حملت روح العموم في أهل البيت (عليهم السلام) مثل الدهر، والقدر، والكوثر، والفاتحة، والجمعة، والنور، والأحزاب، وغيرهن من السور، فقد أولت للإشارة لخصائصهم (عليهم السلام)، لأنه سبحانه أنعم الله عليهم بهداه ، فأورثهم الله العظيم الكتاب والحكمة.

ومن تلك الآيات التي شملت أهل البيت(عليهم السلام) ما روي في مناقب ابن شهرآشوب: عن سعيد بن جبير في قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾(49)، قال: نزلت هذه الآية و الله خاصة في أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: كان أكثر دعائه، يقول: ربنا: ﴿ هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا ﴾، يعني فاطمة، ﴿ وَذُرِّيَّاتِنَا ﴾: يعني الحسن و الحسين ﴿ قُرَّةَ أَعْيُنٍ ﴾، قال: ﴿ واجعلنا للمتقين إماماً ﴾ قال: نقتدي بمن قبلنا من المتقين، فيقتدي المتقون بنا من بعدنا(50).

المبحث الثالث: النتائج التي يمكن التوصل إليها من خلال البحث.

ومن خلال ما تقدم من البحث في الآيات التي ذكرناها، وقال العلماء وبعض المفسرين فيها، أنها أولت في الإمام الحسين(عليه السلام)، فكانت في تلك الآيات الإشارة لما يحل (عليه السلام) به من مصائب، وما يجري عليه وعلى اهل بيته وولده (عليهم السلام) وصحبته بارض كربلاء من قتل وسبي لاهل بيته، وقد ورد في تبيانها وتفسيرها، الروايات التي بينت تلك المضامين، والتي كما اشرنا في المقدمة، لم تكن صريحة بذلك، بل فسرها أهل البيت (عليهم السلام)، لأنهم هم عدل القرآن، وهم أعرف بمضامينه، من ظاهر، وباطن، ولهذه المعرفة أشار الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، حيث قال: فيما رواه الحميري، عن يعقوب بن جعفر، قال: كنت مع أبي الحسن (عليه السلام) بمكة، فقال له رجل: إنك لتفسر من كتاب الله ما لم يسمع! فقال: «علينا نزل قبل الناس، ولنا فسر قبل أن يفسر في الناس، فنحن نعلم حلاله وحرامه، وناسخه ومنسوخه، وسفريه وحضريه، وفي أي ليلة نزلت كم من آية، وفيمن نزلت، فنحن حكماء الله في أرضه وشهداؤه على خلقه، وهو قوله تبارك وتعالى: سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ ويُسْئَلُونَ»، فالشهادة لنا، والمسألة للمشهود عليه، فهذا علم ما قد أنهيته [إليك ما لزمني، فإن قبلت فاشكر، وإن تركت فإن الله على كل شي‏ء شهيدا]» (51).

خلاصة الكلام: وهكذا بانت لنا بشمل واضح المكانة السامية لسيّد الشهداء (عليه السلام) من خلال الآيات التي ذكرها الكتاب العزيز، الذي يُعدّ هو دستور سماوي، يحمل مضامين المعارف الإلهيّة، عبر الوحي الأمين جبرائيل، ومن خلال كلمات أهل البيت (عليهم السلام) ـ تفسيراً، أو تأويلاً ـ ، وعلى أساس هذه المكانة المترتبة على مصيبة الحسين (عليه السلام)، اتّضحت مظلوميّته التي لا نظير لها في تاريخ البشرية.

الخاتمة

في خاتمة المطاف نذكر ما تطرقنا إليه فقد بينا في مقدمة عبر توطئة قصيرة ذكر الإمام الحسين وبيان نزر من سيرته العطرة وما تلقاه من درر العيش المادي من المعنوي وما أنتهله من علم جده المصطفى وابيه المرتضى نبينا العلاقة بين الإمام الحسين والقرآن الكريم، ثم تطرقنا لتفصيل المقالة حيث بوبناها الى ثلاثة مباحث على النحو التالي:

المبحث الاول: التأويل لغة واصطلاحاً وما هي الآيات المؤولة وفرقها عن غيرها من الآيات العامة.

في هذا المبحث تطرقنا الى بيان تمهيد أشرنا فيه الى المعنى اللغوي والاصطلاحي للتأويل وما ذهب اليه اللغويين والمفسرين من معنى، ثم بعد ذلك تطرقنا ضمن التمهيد أيضاً الى ذكر بيان موجز للآيات المؤولة في الإمام الحسين وفرقها عن غيرها من الآيات العامة.

المبحث الثاني: دراسة الآيات وتمييزها عمن سواها من آيات القرآن ومدى ارتباطها بالإمام الحسين (عليه السلام) دراسة تحليلية.

وفي في المبحث الثاني بينا الآيات التي أولت في الإمام الحسين (عليه السلام)، وتطرقنا هنا الى ربط الآيات بالروايات التي فسرت لنا المعنى الخفي والتأويل الباطن للآيات القرآنية النازلة في حق الإمام الشهيد الحسين بن علي (عليهما السلام)، عبر دراسة تحليلية للوصول الى العلاقة بين تلك الآيات وما يحمله الإمام الحسين (عليه السلام) من واقع رسالي لم يتركه القران من غير ذكر، بل بينا ما الارتباط الذي ذكره القران بين الحسين(عليه السلام) وبين الانبياء السابقين(عليهم السلام)، وكيف ارشدتنا تلك الآيات المؤولة إلى التأسي الذي تأسى به الأنبياء (عليهم السلام) لما يصيبه (عليه السلام) من أذا وظلم.

أما المبحث الثالث، فكان الحديث فيه حول النتائج التي توصلنا إليها من خلال البحث.

حيث ذكرنا أقوال العلماء وبعض المفسرين فيها، من أنها أولت في الإمام الحسين (عليه السلام)، فكانت في تلك الآيات الإشارة لما يحل به (عليه السلام) من مصائب، وما يجري عليه وعلى اهل بيته وولده (عليهم السلام) وصحبته بأرض كربلاء من قتل وسبي لأهل بيته، وقد ورد في تبيانها وتفسيرها، الروايات التي بينت تلك المضامين.

علاء تكليف العوادي/كتابات في الميزان

————————–

المقالات المنشورة بأسماء أصحابها تعبر عن وجهة نظرهم ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع

————————–

الفهرس

(1)    المستدرك على الصحيحين 3: 177.

(2)    الكهف، الآية: 13.

(3)    الآية: 9.

(4)    بحار الأنوار 45: 121.

(5)    الإرشاد 2: 91.

(6)    الاقبال 3: 341.

(7)    مفردات ألفاظ القرآن: 98.

(8)    تاج العروس14: 31.

(9)    كتاب العين8: 368.

(10)     البيان في تفسير القرآن: ٢٢٤.

(11)     التفسير والمفسرون1: 15.

(12)    الميزان في تفسير القرآن 3: 51.

(13)    مجمع البحرين5: 311.

(14)    تاج العروس14: 31.

(15)     مريم، الآيات: 1-3.

(16)     الصافات، الآية: 107

(17)     النساء، الآية: 77.

(18)     الإسراء، الآية: 33.

(19)     الفجر، الآيات: 27-30

(20)     الصافات، الآيات: 88- 89.

(21)     الأحقاف الآية: 15.

(22)     التكوير، الآيات: 8- 9.

(23)     بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار33: 155.

(24)     مريم، الآيات: 1-3.

(25)     سرى عنه الشيء: كشف عنه ما يجده من الهم والغضب.

(26)     خنقته العبرة غص بالبكاء حتى كأن الدموع أخذت بمخنقته وهو الحلق. والبهر: تتابع النفس.

(27)     الزفرة: استيعاب النفس من شدة الهم والحزن.

(28)     تفسير نور الثقلين 3: 319.

(29)     البحراني، الشيخ عبد اللّه العوالم، الإمام الحسين، ج1، ص315، الإرشاد: ٢٥١، المناقب لابن شهرآشوب ٤: ٨٥، بحار الأنوار ٤٥: ٨٩ ح ٢٨ و ٢٩٨ ح 10.

(30)     الصافات، الآية: 107

(31)     النساء، الآية: 77.

(32)     بحار الأنوار 44: 220، ح 14.

(33)     الإسراء، الآية: 33.

(34)     تفسير العياشي ٢: ٢٩٠

(35)     نفس المصدر.

(36)     البرهان في تفسير القرآن ٢: ٤١٨ والروضة: ٢٥٥، ح ٣٦٤.

(37)     الفجر، الآيات: 27.

(38)     مجمع البيان في تفسير القرآن 10: 305.

(39)     مجمع البيان في تفسير القرآن10: 305.

(40)     الإرشاد2: ١١١.

(41)     الصافات، الآيات: 88- 89.

(42)     كامل الزيارات: ٧٧، ٧٨.

(43)     الأحقاف الآية: 15.

(44)     الكافي ١: ٤٦٤.

(45)     الميزان في تفسير القرآن ١٨: ٢٠٨.

(46)     التكوير، الآيات: 8- 9.

(47)     بحار الأنوار٤٤: ٣٦٤.

(48)     التكوير، الآيات: 8- 9.

(49)     الفرقان الآية: 74.

(50)     مناقب آل أبي طالب ٣: ١٥٢.

(51)     البرهان في تفسير القرآن ‏1: 36.

المصادر والمراجع

القرآن الكريم، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، المفيد، أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي (336 – 413 ه‍) تحقيق مؤسسة آل البيت ” ع ” لتحقيق التراث دار المفيد طباعة – نشر – توزيع جميع حقوق الطبع محفوظة الطبعة الثانية 1414 هجرية – 1993 ميلادية طبعت بموافقة اللجنة الخاصة المشرفة على المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد – دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع بيروت. لبنان. ص. ب. 25 / 304، الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرة في السنة، ابن طاووس، السيد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد الحسني الحسيني، تحقيق: جواد القيومي الاصفهاني، قم‏، مكتب الإعلام الإسلامي، 1414ه، ط1، بحار الأنوار، المجلسي، محمد باقر بن محمد تقي، مؤسسة الوفاء ‏، بيروت، لبنان، البرهان في تفسير القرآن، السيد هاشم الحسيني، تحقيق: قسم الدراسات الاسلامية مؤسسة البعثة قم، البيان في تفسير القرآن، الموسوي الخوئي، السيد أبو القاسم،  دار الزهراء للطباعة والنشر والتوزيع بيروت، لبنان، ط4، تاج العروس من جواهر القاموس، الزَّبيدي، محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني، أبو الفيض، تحقيق: مجموعة من المحققين، الناشر دار الهداية، تفسير نور الثقلين، الحويزي، الشيخ عبد علي بن جمعة، صححه وعلق عليه أشرف على طبعه، السيد هاشم الرسولي المحلاتي، مؤسسة اسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع قم، إيران، كامل الزيارات، القمي، جعفر بن محمد بن قولويه، التحقيق: الشيخ جواد القيومي، ط1، مؤسسة النشر الاسلامي، كتاب التفسير، العياشي، محمد بن مسعود بن عياش السلمي السمرقندي، تحقيق والتعليق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي، المكتبة العلمية الاسلامية، طهران سوق الشيرازي، كتاب العين مرتبا على حروف المعجم، الفراهيدي، الخليل بن أحمد، المحقق: عبد الحميد هنداوي، دار الكتب العلمية، 1424، 2003، ط1، مجمع البحرين، الطريحي، الشيخ فخر الدين، تحقيق: السيد احمد الحسيني، مرتضوي، مجمع البيان في تفسير القران، أمين الاسلام أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي، تحقيق وتعليق: لجنة من العلماء والمحققين الأخصائيين، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان، ط1، محاسن التأويل تفسير القاسمي، محمد جمال الدين القاسمي، المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: عيسى البابي الحلبي، سنة النشر: 1376، 1957،، ط1، المستدرك على الصحيحين وبذيله التلخيص للحافظ الذهبي، النيسابوري، أبي عبد الله الحاكم، دار المعرفة، بيروت، لبنان، مناقب آل أبي طالب، ابن شهرآشوب، مشير الدين أبي عبد الله محمد بن علي بن شهرآشوب، تصحيح وشرح ومقابلة: لجنة من أساتذة النجف الأشرف، الميزان في تفسير القران، الطباطبائي، محمد حسين، منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم المقدسة.

 

مقالات ذات صلة