خاص شفقنا-خمس دول عربيّة مهدّدة بخطر انعدام الأمن الغذائي في الأشهر الخمسة المقبلة من ضمنها وللمرة الاولى لبنان، وفق ما كشف تقرير مشترك لبرنامج الغذاء العالميّ ومنظمة “فاو”.
ولم تكن جائحة كورونا السّبب الرّئيسي في انهيار الوضع الاقتصاديّ والمعيشيّ في لبنان والوصول لأزمة أمن غذائي، فالبنك الدوليّ يشير الى أن معدّل الفقر يمكن أن يرتفع في الفترة المقبلة إلى 50% إذا تفاقم الوضع الاقتصاديّ سوءًا. وبحسب تقرير الإسكوا المتعلّق بالأمن الغذائيّ يُقدّر أن 300 ألف مواطن لبناني يعانون من الفقر الشّديد، وغير قادرين على تلبية احتياجاتهم الغذائيّة الأساسيّة، كما يعيشون بأقلّ من 2.5 دولار يومياً.
“ليس بالضرورة انتظار تحذير منظمة الفاو لنرى الواقع الذي يعيشه لبنان”، يقول رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي، لافتا إلى أن الأمن الغذائيّ له عدّة عناصر أولها وجود الغذاء والوصول إليه وثم سلامته.
واعتبر بحصلي في حديث خاص لـ”شفقنا” أن “وجود الغذاء هو القدرة على تصنيعه او استيراده، والوصول إليه يعني القدرة على شرائه، أما سلامته فهو عندما يكون صحيّا وضمن معايير السّلامة،هذه العناصر الثلاث مجتمعة تشكّل الأمن الغذائيّ”.
وفيما يخصّ العنصرين الاولييّن، يشير بحصلي أن وجود الغذاء له شرط أساسيّ في لبنان، وهو أنّه بحاجة إلى استيرداه، لأن الصناعة المحليّة لا تكفي، ما له علاقة بالأزمة الماليّة التي نمر بها وبشح الدولار، لافتاً إلى أنّه كلّما احتدّت الأزمة كلّما تعثّر الوصول إلى الغذاء، أما عنصر الوصول إلى الغذاء فهو يرتبط بالقدرة الشّرائية للمواطن، ولا شكّ أنّ الأزمتين الماليّة والسيّاسيّة تؤثران كثيرا على العنصرين الاوليّين.
المجاعة أم الجوع؟
ورأى بحصلي أنّ المجاعة لا تأتي إلّا من نتيجة وضع مناخيّ أو عند حصول الحروب على سبيل المثال، وبما أننّا اليوم في عصر العولمة فالمجاعة لا تحصل إلا بقرار سياسيّ بتجويع الشّعب، ولبنان ليس في هذه المرحلة اليوم، مشيراً إلى أن فكرة المجاعة ليست واردة، إنّما الجوع وارد”.
وبصفته رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائيّة، يقول بحصلي: علينا إعلام المواطنين بما يحدث والعمل على توصيف الوضع كما هو عليه، فالحقيقة التي نمرّ بها هي أصعب من المجاعة إن كان من النّاحية السّياسيّة أو الواقع الذي يتعلق بالقدرة الشّرائية للمواطنين التي انخفضت، إضافة إلى أنّ لبنان أصبح يعتبر من البلدان الفقيرة.
وحمّل بحصلي المسؤوليّة والواجب للدّولة اللّبنانية، قائلا: فليعمل كلٌّ حسب عمله المناط به، ولا نستطيع تحميل المواطن كامل الوزر، فالتّاجر والمستورد والصّناعيّ يعملون بالأدوات التي يملكونها، والدولار نشتريه من الأسواق، وعلى الدولة أن لا تتقاعس أو تتلكأ حيال هذا الأمور.
وأضاف متوجها إلى المواطنين: لا لزوم إلى التّهافت إلى شراء الغذاء فهو متوفّر ونحن دائماً على تواصل ولكنّنا ننذر بالموضوع، فالبضاعة لن تنقطع خلال أربع وعشرين ساعة إلّا أنّ هُناك مؤشّرات ولحدّ الآن لم تظهر بعد.
وختم بالقول: طالما أنّ الدّولة اللّبنانيّة لازالت تعيش على سعر صرف الدولار على الـ1500 ليرة، متجاهلة ما حصل في مرفأ بيروت، وطالما أن هناك أناس لازالت تعيش على الطرقات، فلا شيء ينذر بالخير أو يدعو للإطمئنان.
ملاك المغربي/شفقنا لبنان