شفقنا العراق-أكد آية الله السيد محمد تقي المدرسي، دخول البشرية في دوامةٍ لا تعرف المخرج منها بسبب الجائحة الصحية التي كبّدتها خسائر كارثية، مبيّناً أن السبب وراء هذه الكوارث يكمن في انسلاخ الحضارة المادية عن الحكمة التي تعتبر بوصلة المسير في الحياة.
وقال سماحته في كلمته الأسبوعية المتلفزة، يوم السبت (18 نيسان 2021)، اطلع عليها “شفقنا العراق”، “إن الحكمة هي التي ينطوي عليها وجدان كل إنسانٍ سوي من القيم المثلى كالصدق والأمانة والتراحم والمحبة والسعي، وهي التي تحدد مسار الإنسان في الحياة، ليقوم العلم بعدها بتحديد التفاصيل، وقد انسلخت البشرية عن الحكمة وتمسكت بالعلم المجرد ظناً منها أنه سيغنيهم عن الحكمة، فأصبح العلم سلاحاً لا يضبطه هدف ولا تحركه الحكمة”.
وبيّن السيد المدرسي، أن خارطة طريق الخلاص من هذا الانحدار الكبير، تكمن في العودة إلى الله سبحانه وإلى رسالاته، والرجوع إلى الحكماء والاستماع إليهم، والخروج من إطار الغرور المحيط بالإنسان.
وفي ختام كلمته قدّم توصيتين في هذا المجال
الأولى: لابد من الاستفادة من الدين وما فيه من الحكمة البالغة في سبيل إصلاح الدنيا أيضاً، وعدم حصره في قضايا الآخرة، وعلى طلبة الحوزات العلمية أن يستثمروا المواسم المباركة، في سبيل توجيه الناس إلى إصلاح أنفسهم وإصلاح شؤونهم الاقتصادية والاجتماعية.
الثانية: على كل من يملك قلماً أو منبراً، أن لا يخدع الناس ويغررهم في تصوير السعادة في ترك الدين وتوجيهاته، كما يفعل ذلك بعض السفهاء ممن يهاجمون الدين والكتب الإلهية، اغتراراً بشيءٍ من المعلومات، والحال أن الدين يدعو إلى العلم الذي يهدف إسعاد البشرية، ذلك العلم الذي لم يفقد أصحابه البوصلة.