شفقنا العراق-ينقسم الماء إلى مطلق ومضاف. فالماء المطلق هو الماء الاعتيادي الذي تكثر من استعماله في حياتنا اليومية في الشرب والطبخ والغسل وغيرها من الاستعمالات، وهو الذي يطلق عليه لفظ الماء من دون الحاجة الى إضافته إلى كلمة أخرى.
وأما الماء المضاف فهو ما لا يصح استعمال لفظ الماء فيه بلا مضاف اليه كماء الرمان، وماء الورد، فإنه لا يقال له (ماء) الا مجازا ولذا يصح أن يقال هذا ليس ماء.
ومن أمثلة الماء المضاف جميع عصائر النباتات أو ثمارها، فإن عصارة الورد يسمى ماء الورد ولكنه ماء مضاف وعصير البرتقال يسمى ماء البرتقال ولكنه ماء مضاف بمعنى انك لا تتمكن أن تطلق عليها لفظ الماء لوحده فتقول هذا ماء من دون ان تضيفه إلى الشيء الذي أخذ منه، فلو طلب منك شخص أن تحضر له ماء فإنه لا يصح أن تحضر له ماء الورد وإنما تحضر له ماء مطلقا.
وكذلك الشراب الذي يسمى (شربت) فإنه من نوع المضاف، ومنه الشاي و شبهه، وماء اللحم وشبهه من الأمراق.
وحكم الماء المطلق طاهر في نفسه مطهر لغيره من الاشياء المتنجسة، كما أنه يصح الوضوء والغسل به، ولو تنجس يمكن تطهيره، بينما الماء المضاف فهو وإن كان طاهرا في نفسه اذا كان مأخوذا أو مصنوعا من الاشياء الطاهرة إلا أنه لا يطهر شيئا من الاشياء المتنجسة ولا يصح الوضوء ولا الغسل به، كما أنه لو تنجس لا يمكن تطهيره.
ومن المهم أن نذكر أن الذي ينفعنا هو التعرف على أقسام الماء المطلق لأنه هو المطهر لغيره من الأشياء النجسة، بل هو أقوى المطهرات، بخلاف الماء المضاف فإنه لا يطهر شيئا.
أقسام الماء المطلق
الماء المطلق إلى أقسام عديدة هي ماء المطر، ماء البئر، الماء الجاري، الكر، والماء القليل وسنكتفي بتوضيح هذه الأقسام بالأمثلة المألوفة في المنازل، لأن هذا هو الذي ينفعنا في مقصدنا، فنقول:
ماء البئر وماء المطر معروفان لا يحتاجان إلى توضيح.
والماء الجاري: مثل ماء الأنهار والعيون الجارية لا الراكدة.
والكر: وهو كمية من الماء تبلغ على الأقل (384 لتر) توجد في خزان أو في حوض كبير أو متجمعة على وجه الأرض کما لو انقطع ماء المطر وتجمع منه ماءا على الأرض أو انقطع جریان النهر وبقي فيه ماء بهذا المقدار أو أكثر منه إذا بلغ (384 لتر) أو أكثر.
الماء القليل: وهو ماء لم يبلغ الكر أي أقل من (384 لتر) في آنية أو إبريق أو خزان أو حوض أو متجمع على وجه الأرض بهذا المقدار.
والماء القليل يتنجس بمجرد ملاقاته للنجاسة، فإن سقطت قطرة دم واحدة في قدر تنجس الماء، وهكذا لو سقطت في خزان المياه و كان الماء الذي فيه أقل من (384 لتر) فإنه سيتنجس لأنه قليل، أما بقية أقسام الماء من الجاري، والمطر حال تساقطه، والبئر، والكر فإنها لا تتنجس لمجرد ملاقاة النجاسة بل لا بد أن يتغير الماء بأحد أوصاف النجاسة الثلاثة وهي لونها وطعمها ورائحتها.
ومن المهم أن ننبه على أن ماء الانابيب الذي في المنازل (الإسالة) يعتبر من الكر وليس من الجاري.
سؤال وجواب
سؤال 1: هل الماء الذي اضيف اليه الصابون يعد من المضاف او يعد ماء مطلقا؟
جواب: إذا صار الخليط لا يصح اطلاق وصف الماء عليه من دون اضافته إلى الصابون فهو من المضاف.
سؤال 2: هل الماء المضاف اذا لاقته نجاسة يتنجس؟
جواب: اذا لاقى الماء المضاف النجاسة فإنه يتنجس ولو كان كرا (384 لتر أو أكثر)، حتى ولو كانت النجاسة قليلة ولم يتغير طعمه ولا لونه أو رائحته.
سؤال 3: كيف يمكن حساب الكر لخزان اسطوني الشكل؟
جواب: يكفي ان يكون حجم الماء 384 لترا.
سؤال 4: انخفاض الماء داخل الخزان البالغ حجمه کرا هل يضر بعاصمية الماء؟
جواب: يحكم بكريته ما لم يعلم نقصانه عن الكرية بأن ينقص عن 384 لترا.
سؤال 5: اذا ملئ الخزان المتنجس بماء الكر ثم انقطع عنه الماء بعد ملئه فهل يحكم بطهارته بعد تكرار الملئ لعدة مرات؟
جواب: يطهر الخزان بملئه بالكر مرة واحدة ولا يحتاج إلى تكرار ملئه.
سؤال 6: هل يجوز اعتبار ماء الخزان مع ماء السخان (الكيزر) کراً مع العلم انه عندما ينفذ ماء الخزان فان ماء السخان لا يخرج بل يبقى حتى يعاد بعد ملئ الخزان ومن ثم يخرج منه الماء؟
جواب: لا مانع من ذلك إذا كان مجموعها يبلغ كرا ولم يلاق ماء الخزان نجس.
سؤال 7: هل الماء الموجود في الأنابيب يعد من الماء الجاري؟
جواب: الماء الموجود في أنابيب الإسالة المتعارفة في زماننا لا يعد من الماء الجاري بل من الماء الكر، فلا يكفي أن يغسل به البدن أو اللباس المتنجس بالبول مرة واحدة بل لا بد من أن يغسل مرتين.
وإذا كان الماء الموضوع في طشت ونحوه من الأواني متنجسة فجرى عليه ماء الأنبوب وامتزج به طهر واعتصم، وكان حكمه حكم ماء الكر في تطهير المتنجس به، هذا إذا لم ينقطع الماء عنه وإلا تنجس على الأحوط وجوبا، إلا إذا كان الإناء مسبوقا بالغسل مرتين فتكتمل ثلاث غسلات وهي ضرورية في تطهير الآنية، وإذا كان الماء المتنجس موضوعا في غير الأواني من الظروف فحكمه ما سبق إلا أنه لا يتنجس بانقطاع ماء الأنبوب عنه.
سؤال 8: هل الماء الراكد المتصل بالجاري في حكم الجاري؟
جواب: ليس الراكد المتصل بالجاري في حكم الجاري في عدم تنجسه بملاقاة النجس والمتنجس، فالحوض المتصل بالنهر بساقية ينجس بالملاقاة إذا كان المجموع أقل من الكر، وكذا أطراف النهر فيها لا يعد جزء منه عرفا.
سؤال 9: يعتبر في صدق عنوان الجاري وجود مادة طبيعية له والجريان ولو بعلاج.
ما هو مثال كلمة (العلاج)؟
جواب: مثاله ما اذا كان نبع لا يجري ماؤه فشق قناة فجرى ماؤه فيها فان ماء القناة یکون جاريا بعلاج.
ـــــــــــــــــــ
* اقتباس من كتاب (فقه المنزل)، ص 37-41.