شفقنا العراق-قرر الأوروبيون التخلي عن طرح مشروع قرار ينتقد ايران في مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على ما ذكرت مصادر دبلوماسية الخميس.
وكان هذا المشروع الذي تقف وراءه ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والمدعوم من الولايات المتحدة، يندد بقرار إيران تقليص عمليات التفتيش المرتبطة ببرنامجها النووي ووقف العمل بالبروتوكول الاضافي والذي جاء ردا على استمرار الحظر الاميركي المفروض على ايران وعدم وفاء الاطراف الاخرى للاتفاق النووي بالتزاماتها في اطاره.
وقال دبلوماسيون عدة لوكالة “فرانس برس” إن النص لن يطرح للتصويت في حين أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن مؤتمر صحافي لمديرها العام رافائيل غروسي عند الساعة 11,00 بتوقيت غرينتش، ولم تورد سببا لذلك لكن دبلوماسيين قالوا إنه أبلغ مجلس محافظي الوكالة، الذي يضم 35 دولة، بأن الوكالة تعتزم إجراء مشاورات فنية مع إيران في أبريل نيسان.
وقال مندوب إيران لدى وكالة الطاقة الذرية إنّ مباحثات دبلوماسية مكثفة جرت في الوكالة منحت “بصيص أمل” لمنع التوترات غير الضرورية حول الاتفاق النووي.
بالسياق، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الخميس، أن سحب مشروع القرار الذي تدعمه الولايات المتحدة، وكان يسعى لإدانة طهران بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، جاء بعد جهود دبلوماسية مكثقة داخل الوكالة في عواصم دول كبرى، بينها روسيا والصين وألمانيا وبريطانيا وفرنسا، موضحةً أن ذلك يحافظ على المسار الدبلوماسي.
وفي التفاصيل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده: “بجهود دبلوماسية مكثفة في طهران وفيينا وعواصم جميع أعضاء مجلس محافظين الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لا سيما الدول الأوروبية الثلاث ألمانيا، بريطانيا وفرنسا، وكذلك روسيا والصين، تم إلغاء مشروع القرار الذي كان مخطط أن يقدم إلى مجلس المحافظين”.
وأوضح زاده أنه يأمل أن “تتمكن الأطراف المشاركة في الاتفاق النووي من استغلال هذه الفرصة والتعاون الجاد لضمان التنفيذ الكامل للاتفاق من قبل الجميع”، مؤكداً أن “تغيير اليوم يحافظ على المسار الدبلوماسي الذي فتحته إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
من جهته، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي قبول إيران بمبادرة لتوضيح القضايا العالقة بما فيها تخصيب اليورانيوم.
وقال غروسي في مؤتمر صحفي، اليوم الخميس، إن إيران قبلت مبادرة للاشتراك في جهد مركز ومنظم لتوضيح القضايا العالقة، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم، مضيفاً “سنطرح كل الأسئلة على الإيرانيين وسنرى حينها كيف سيكون شكل التعاون مع الوكالة”.
وأوضح أنه تم إبلاغ مجلس محافظي الوكالة بإنتاج إيران كمية قليلة من معدن اليورانيوم، وأنه لا توجد معلومات إضافية، معتبراً أن هناك إمكانية للوصول إلى وضع أفضل مع إيران بالحوار ومناقشة المسائل العالقة.
بالتوازي، نقلت “رويترز” عن مصدر دبلوماسي فرنسي، أن “إيران أعطت إشارات مشجعة في الأيام القليلة الماضية بشأن استئناف الدبلوماسية النووية وبدء محادثات غير رسمية”.
وأضاف المصدر أن القوى الأوروبية بريطانيا وفرنسا وألمانيا قررت عدم تقديم قرار ينتقد إيران للوكالة الدولية للطاقة الذرية من أجل إعطاء الدبلوماسية فرصة وعدم الإضرار بإمكانات عقد اجتماع نووي غير رسمي.
سبق ذلك قول الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم إن “الدول الأوربية التي تدعي الصداقة معنا تسعى هذه الأيام وراء مشروع قرار ضد إيران في الوكالة، لكنني أنني أنصحهم بأن لا يفعلوا هذا الأمر”، مضيفاً “كما أنصح الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن لا تسمح لهم بتخريب العلاقات الطيبة التي تجمعنا”.