شفقنا العراق-مركز الإبداع الفني للعتبة الرضوية يطلق مهرجان صور “المزارات” الدولي، ودار نشر العتبة الرضوية تكثف نشاطاتها في إطار ترويج المعارف القرآنية.
أطلق مركز الإبداع الفني للعتبة الرضوية المقدسة مهرجانا دوليا لصور “المزارات”، وذلك عبر اجتماع عُقد بحضور السيد محمد ذوالفقاري مساعد الشؤون الدولية في المنظمة العلمية والثقافية في العتبة الرضوية المقدسة.
ولفت ذوالفقاري لمكانة الاعتقاد بالمعاد لدى الكثير من الشعوب، الشيء الذي يعطي للمزارات بعداً خاصاً في الحضارات الأصيلة والعميقة، مشيراً إلى وجود العديد من المزارات والمقابر التاريخية في كافة نقاط العالم كالعراق، وأفغانستان، وإيران.
وأوضح أن المزارات ليست مكان لدفن الموتى فحسب، ولم تكن كذلك، ولقد نشأت العديد من الحركات الثقافية، والسياسية، والاجتماعية الواسعة حول محورية مزارات لشخصيات إلهية كانت تحظى بمكانة خاصة لدى الناس.
وأشار السيد ذوالفقاري إلى أنه في العقود الثمانية الأخيرة حاولت بعض الحركات المتطرفة كالوهابيّة أن تدمّر الرموز الحضارية ذات الأهمية الكبيرة لدى الإسلام والبشرية وذلك بناءً على فهم خاطئ للمعارف الإسلامية ومن خلال تشبث تلك الحركات بمقولات كانت قد طُرحت في مناهجها.
وأشار إلى بعض الصور المحدودة المتبقية من مقبرة البقيع، قائلا إن المصورين يمكنهم من خلال عدستهم واحترافيتهم ينقلوا صورا عن ذاكرة التاريخ والرصيد المعرفي والحضاري للأجيال القادمة.
ولفت ذوالفقاري إلى أن الهدف من إقامة هذا المهرجان هو التعريف بالمزارات، وتوثيق الآثار الحضارية لها، وتسجيل أبعادها العبادية، والمعمارية، وتأثيراتها الثقافية والاجتماعية، معربا عن أمله أن يتم على المدى المتوسط إقامة اتحاد دولي للمزارات المؤثّرة.
من جهته أشار المدير العام لمركز الإبداع الفني للعتبة الرضوية أميرمهدي حكيمي إلى نشاطات المركز الواسعة في مجال التصوير، موضحاً أن المهرجان الذي يتمحور حول عنواني (العبادة)، و(العمارة والمزارات الإسلامية) سيستمر حتى 28 فبراير القادم. وسيتم تحكيم الصور المشاركة من قبل لجنة تضم أساتذة مثل رها بيلر من تركية، إلى جانب محمد ستاري، والسيد عباس ميرهاشمي، وإبراهيم بهرامي وأحمد خطيري من إيران.
كما لفت حكيمي إلى أنه وبسبب مراعاة قواعد التباعد الاجتماعي جرّاء انتشار فايروس كرونا فلن تقام مراسم ختامية لهذه الدورة من المهرجان، كما سيتم انتخاب سبعة أعمال وسيعلن عن أسماء أصحابها في أواسط الشهر الثالث من هذا العام، ليتم تكريم ثلاثة مصورين في كل محور من محوري المسابقة، كما ستُقدم جائزة المهرجان الخاصة لمصور واحد.
ومن جهته أشار الأمين التنفيذي للمهرجان أمين إبراهيمي إلى تصميم موقع خاص بالمهرجان باللغتين الفارسية والإنجليزية تحت عنوان photo.mazaar.net موضحا أنه بالنسبة للمصورين الأجانب يمكنهم المشاركة بعشر صور، خمسٌ في كل محور وذلك عبر إرسالها عن طريق موقع المهرجان.
على صعيد آخر، قامت دار النشر التابعة للعتبة الرضوية المقدسة خلال السنوات الثلاثة الأخيرة بطباعة 147 عنوان مستمد من القرآن الكريم ومفاتيح الجنان والصحيفة السجادية ونخب الأدعية.
في إطار الترويج للمعارف القرآنية أشار مدير قسم الإنتاج في دار النشر إلى أن الدار قامت بطباعة مجموعة منوعة من الأدعية باللغات العربية والفارسية والأردية، كما طبعت 90 ألف نسخة من القرآن بأحجام مختلفة بحيث تناسب كافة زوار الإمام الرضا عليه السلام.
ونوه سيد أحمد ميرزاده إلى أن النسخ القرآنية المطبوعة كانت بخط ميرزا احمد ني ريزي الملقب بالسلطان الذي لقي خطه استحسان مجموعة كبيرة من الخطاطين حيث أن هذا الخط يعتبر من بين الخطوط المقروءة والجميلة التي تراعي مكان وضع الحركات بحيث تساعد في تسهيل القراءة.
وأشار ميرزاده إلى طباعة مجموعتين من الأدعية، الأولى تحت عنوان “التواصل مع الله” حيث تناولت الصلوات والأدعية والزيارات في خمس مجلدات والثانية حملت عنوان “مناجاة مع الله” في 28 مجلدا حيث تم السعي في هذه المجموعة لتبسيط العبارات المنقولة عن مفاتيح الجنان واستخدام خطوط مناسبة للقراءة، كما تم تجهيز مجموعة “أدعية وأعمال الأشهر القمرية” التي تتضمن 7 مجلدات وهي جاهزة للطباعة.
وكشف ميرزاده عن التعاون بين دار نشر العتبة الرضوية المقدسة ومركز القرآن في العتبة الرضوية فيما يتعلق بتعليم القران وتعميق الفهم الصحيح للمفاهيم القرآنية، كما اشار إلى نشر العديد من الكتب الدينية والأدبية المختلفة.
النهاية