شفقنا العراق-متابعة-تصاعدت هجمات تنظيم داعش الإرهابي، في عدد من المدن العراقية، التي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى بصفوف المدنيين وعناصر القوات الأمنية والحشد الشعبي كان آخرها هجوما شنه التنظيم أمس الثلاثاء، في محافظة ديالى شمال العراق أسفر عن مقتل 5 من عناصر الحشد الشعبي.
وقال النائب في البرلمان العراقي عن محافظة ديالى همام التميمي في بيان صحافي، ”قبل أن نعزي أو نستنكر نود أن نقول إن ديالى مدينة بها حساسية ووضع خاص كونها تمثل خط الصد بوجه زمر الإرهاب والتكفير ونعتقد أن القوة الوحيدة التي تستطيع التعامل مع هذه الزمر هو الحشد الشعبي لقربهم من المواطنين“.
وطالب التميمي ”الحكومة العراقية بدعم الحشد الشعبي في ديالى وفسح المجال أمامهم لتطهير المناطق الخطرة التي هي سبب القلق في المدينة، ما يجعلنا نحذر من خطر الإرهاب على العاصمة بغداد كون المحافظتين متجاورتين فلهذا يجب أن يتم تطهير أطراف ديالى والمناطق المحايدة لها وعدم الاستخفاف بما طرحناه أو سنطرحه كوننا أبناء هذه المدينة“.
وأطلقت القوات الأمنية العراقية الإثنين، عملية عسكرية كبرى من 9 محاور للبحث عن عناصر تنظيم داعش في المناطق الصحراوية.
وتنشط خلايا من تنظيم داعش في عدد من المدن العراقية، وتقوم بين الفينة والأخرى بشن هجمات مستهدفة المدنيين والقوات الأمنية والعسكرية رغم الانتشار الكبير للقوات العراقية.
ورغم إعلان العراق عام 2017 النصر على ”داعش“ باستعادة كامل أراضيه التي اجتاحها التنظيم صيف 2014 فإنه لا يزال يعاني من خلايا نائمة في بعض مناطق البلاد.
من جانبه، اكد رئيس تحالف عراقيون، عمار الحكيم، ان تكرار الحوادث الارهابية ناقوس خطر تعرض الملف الأمني لانتكاسة، محذرا من أن” تكون مؤشرا لتنامي نشاط الإرهاب ما يستدعي أن تكون القيادات الأمنية على قدر المسؤولية لدرء الأخطار عن المناطق المستهدفة من قبل الإرهاب واتباع الخطط الاستخبارية والنوعية والاستباقية حفاظا على المنجز المتحقق بتضحيات العراقيين”.
إلى ذلك، حمل عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية بدر الزيادي، رئيس الجمهورية برهم صالح مسؤولية عدم المصادقة على أحكام الإعدام بحق الإرهابيين، مضيفا أن “تأخر المصادقة فترة أطول يعطي جرعة أمل للإرهابيين في تنفيذ مآربهم الإجرامية بحق أبناء شعبنا”.
كذلك حذر القيادي في تحالف النصر، سعد اللامي، وقال إن “موطئ القدم التي تحتله داعش وممارسة الهجمات جميعها مختبئة ببقع جغرافية تخضع لحماية امريكية بحتة، والقوات الامريكية ترصد اماكن تواجد العصابات الارهابية عبر الكاميرات”، مشيرا ان “العراق انتقل اليوم من عملية ملاحقة داعش الى صد الهجمات والسيناريو القادم اخطر، وان المعركة مع داعش، استخباراتية بالمجمل”، مؤكداً “الحاجة الى تواجد القادة الأمنيين مع قواتهم للتحقق من مكامن الضعف”، داعيا الى “مصارحة القائد العام للقوات المسلحة بامكانية وجود تدخل خارجي لدعم هذه الهجمات، كما على مجلس النواب اعلان جلسة طارئة لبحث مستجدات الملف الامني”.
كما، كشف النائب عن كتلة صادقون النيابية محمد البلداوي، عن وجود ضغوط سياسية ودولية واموال لاطلاق سراح الارهابيين، لافتا الى وجود تدخلات سياسية من بعض الاطراف في الملف الامني، مضيفا ان “بعض المسؤولين لديهم تجاوب مع السياسيين الساعين للحصول على المكاسب عبر السيطرة على هؤلاء المسؤولين او تلك الجهات”.
إنجاز أمني آخر يكتب للقوات العراقية
في غضون ذلك، أعلن القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي في تغريدة على تويتر: “استكمالاً لعهد أبطالنا بالقضاء على قادة عصابات داعش ووفاءً لدماء شهداء العراق، تم اليوم القضاء على الإرهابي، أبو حسن الغريباوي، مايسمى قائد جنوب العراق في التنظيم، والإرهابي غانم صباح، المسؤول عن نقل الانتحاريين، وآخرين من عناصر الارهاب”، مضيفا: “قواتنا الأمنية رفعة رأسنا.. عاش العراق”.
وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، أعلن الخميس الماضي، قتل والي العراق في تنظيم داعش المدعو {أبو ياسر العيساوي} بقصف لوكر في وادي الشاي جنوب غربي محافظة كركوك.
وتأتي هذه الضربات المتتالية ضد داعش انتقاماً لشهداء ساحة الطيران في العاصمة بغداد حيث فجر انتحاريان نفسيهما في 20 من الشهر الماضي في الساحة اسفرا عن استشهاد 32 شخصاً وجرح 110 آخرين وتبنتهما عصابات داعش الارهابية.
وعلى أثر الهجوم الدامي أجرى الكاظمي تغييرات واسعة في القيادات الامنية العليا لاسيما في الاجهزة الاستخبارية.