خاص شفقنا-إنها من أصعب الأوقات الصحية التي نمر بها في لبنان، ما يسلط الضوء على وسائل الإعلام لتعمل كمنظمات رئيسية في مجال الوقاية والتوعية للحد من انتشار فيروس كورونا القاتل، الأمر الذي فعّل عمل الإعلام الصحي الذي كان على هامش الإعلام اللبناني. وحول هذا المجال وأهميته في مواجهة هذه الأزمة تحدثنا مع أستاذ الإعلام الصحي في الجامعة اللبنانية البروفيسور خضر حيدر حسن والإعلامية في مجال التنمية والصحة الدكتورة نبيلة حمزي.
تعريف الإعلام الصحي
يعرّف البروفيسور حسن الإعلام الصحي بأنه شكلاً من أشكال الإعلام المتخصص، الذي يهتم بدراسة الجوانب التي تخص صحة الإنسان وبتغيير العادات السلوكية الصحية الخاطئة له. بالتالي، يقوم بتناول القضايا الطبية عبر تقديم الحقائق والأخبار والمعلومات والآراء بمزيد من الشرح والتحليل والتفسير، إضافة إلى تسليط الأضواء وإبراز التطورات والمستحدثات الجديدة في مجال الصحة والطب من أجل تحقيق ثقافة صحية عالية في مواجهة التحديات المتمثلة بالأمراض.
أهداف الإعلام الصحي
ويحدد البروفيسور حسن أهداف الإعلام الصحي بنقاط عدة أهمها: توفير قاعدة علمية موثوقة من المواد الإعلامية الصحية – نقل الخبرات الصحية والطبية العالمية – تسليط الضوء على التجارب والقضايا ذات الاختصاص للاستفادة منها – استثمار وسائل الإعلام المختلفة لتحسين نوعية الحياة في المجتمع من خلال نشر الوعي – إشعار المجتمع بالأخطار الصحية المحدقة به والتحذير منها – تمكين أفراد المجتمع من تحديد المشاكل الصحية والإسهام في طرح الحلول – غرس العادات والتقاليد الاجتماعية التي من شأنها تدعيم الجانب الصحي وتطوره مثل ممارسة الرياضة والتغذية وذلك لترسيخ السلوك الصحي السليم وتغيير الخاطئ – تربية الأطفال على السلوك الصحي السليم خاصة في حالة انتشار الأمراض داخل المجتمع – تحسين الصحة على مستوى الفرد والمجتمع وخفض حدوث الأمراض والإعاقات والوفيات – تحسين وتطوير مهارات العاملين في المجال الصحي وتلافي السلبيات والأخطاء الطبية – ترشيد تكاليف الخدمات الصحية والطبية والمحافظة على جودة الخدمات المقدمة وتحسينها مستقبلا – الإسهام في تحقيق الأهداف الإستراتيجية للخطط الصحية.
ونظرا لأهمية ودور هذا النوع قال البروفيسور حسن أنه: “بات من الضروري أن يدرّس، خاصة كاختصاص أساسي في الجامعات، وذلك بالتعاون فيما بين كليات الإعلام والكليات الصحية والطبية، وأن يكون وقائياً لتزويد المتلقي بوعي صحي يسهّل عملية المكافحة والحد من انتشار الأوبئة والأمراض”.
الإعلام الصحي وأزمة كورونا
وحول الإعلام الصحي في ظل أزمة كورونا، تقول الإعلامية في مجال التنمية والصحة الدكتورة نبيلة حمزي، ان “هذه الأزمة شغلت وسائل الإعلام كافة من تقليدي وإلكتروني، كاشفة عن ضعف الأنظمة الصحية في عدة دول من العالم”، متسائلة “حتى في الدول المتقدمة فكيف الحال في الدول النامية؟”.
وتابعت: “كما بيّنت ثغرة عدم وجود برامج إعلامية صحية – جماهيرية توعوية – تعمل بالتكامل والتنسيق مع المؤسسات الصحية، حيث إن وجدت فإنها توجد على الهامش”.
كما أظهرت هذه الأزمة الحاجة الملحّة لضرورة نشر الثقافة الطبية والوقائية بالتعاون الوطيد بين الجهات الصحية والوسائل الإعلامية، مشيرة الى أن الإعلام العالمي كما اللبناني تحول الى إعلام صحي وقائي بعد أن كان إعلاماً سياسياً بحتاً يكاد يمر الإعلام الصحي عبره مرور الكرام، فنشرة الأخبار الرئيسية أصبح مضمونها بأكثر من 60% أخباراً حول وباء كوفيد – 19.
وعبّرت حمزي عن أهمية إيصال وتتبع المعلومات في هذا المجال لأنها أصبحت قضية حياة أو موت، وإنّ توفير المعلومات لعامة الناس عبر وسائل الإعلام الجديدة، لا يقل أهمية عن توفير المستشفيات والعلاجات، فالمعلومة الصحية وخاصة الوقائية تحول دون إصابة عدد كبير من الأفراد بأمراض عدة.
وعن خطورة العمل في هذا الحقل خاصة في ظل الأزمات، شددت على أن اعتماد الشائعات ونقص المعلومات قد يسهم في تفاقم الأمور، مثلا: “فقد أشيع في بداية الأزمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن أن نبات اليانسون يكافح فيروس كورونا، عندها تهافت الناس على شرائه وأفرغ السوق منه وتبين لاحقاً أنه لا يمت لهذه الإمكانية بصلة”.
وفي الختام أجمعا على أن الحياة ثمينة لذا يجب المحافظة عليها، وذلك من خلال الدعم عبر تشريعات ومؤسسات ومخططات فاعلة.
وفاء حريري – شفقنا