شفقنا العراق-بالوقت الذي وجه النائب الاول لرئيس مجلس النواب، بإستضافة وزيري الكهرباء و النفط، فيما لوح بإقالتهما، أعلنت وزارة الكهرباء، عن حصولها على تطمينات نيابية بشأن مستحقات العاملين فيها بصفة عقود وأجراء، فيما أعلن مجلس التعاون الخليجي المباشرة بمشروع الربط الكهربائي بين العراق ودول الخليج.
وجه النائب الاول لرئيس مجلس النواب، حسن الكعبي، اليوم الاحد، بإستضافة وزيري الكهرباء و النفط، فيما لوح بإقالتهما.
وقال مكتب الكعبي في بيان تلقت السومرية نسخة منه، إن “الاستضافة تأتي للوقوف على اسباب تردي واقع الكهرباء في البلاد بشكل كبير، والحديث عن المعالجات والإجراءات العملية التي من شأنها تعويض النقص الحاصل في ضغ الغاز الايراني الى محطات الكهرباء وكذلك تزويدها بالوقود الذي تعمل به من وزارة النفط”.
وطالب الكعبي، بحسب البيان، بـ”حضور الوزيرين امام لجنتي النفط والطاقة والخدمات والإعمار النيابيتين باجتماع عاجل مشترك”، لافتا الى انه “في حال عدم معالجة الاوضاع الخاصة بالكهرباء خلال وقت قريب سوف نمضي بالاجراءات الخاصة بإستجواب الوزيرين والمضي بإقالتهم فوراً”.
بالسياق، ردت وزارة الكهرباء، على توجيه رئاسة البرلمان باستضافة وزيرها والتلويح باقالته، فيما تحدثت عن 3 أسباب تمنع تحسين ساعات التجهيز قريباً، مؤكدة “طالبنا من القطعات العسكرية والامنية بأن تضطلع بواجب حماية الابراج والمحطات لان الوضع لا يحتمل”.
وردت على توجيه البرلمان باستضافة وزير الكهرباء بالقول ” بالنسبة لرئاسة البرلمان وقرارها باستضافة وزير الكهرباء فمن حقها القيام بدورها الرقابي ونحن على استعداد لبيان الموقف أمام البرلمان”، مختتمة: “نقول للمواطنين ان ساعات التجهيز لن تتحسن قريباً بسبب المشاكل الحالية وخاصة المالية وما ذكر اعلاه”.
فيما، قال المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى، إن “عدد العاملين في وزارة الكهرباء بصفة عقود وأجراء يوميين يبلغ نحو 114 ألفاً مضاف لهم قراء المقاييس”، مضيفا أن “الوزارة ماضية بتضمينهم بقانون الموازنة العامة الاتحادية للسنة المالية 2021، وقد حصلنا على تطمينات بهذا الشأن من عدد من النواب”
وتابع: أننا “وضعنا مستحقاتهم من خلال خطة مجلس الوزراء ومشروع موازنة 2021 التي أقرها وهم موجودون فيها”، مطالبا وزارة المالية بدفع مستحقات الأجراء والعقود في وزارة الكهرباء وفقا لقرارات مجلس الوزراء من أموال الجباية المركزية”.
مجلس التعاون الخليجي يعلن المباشرة بمشروع الربط الكهربائي
على صعيد آخر، اعلن مجلس التعاون الخليجي، مساء الاحد، عن استكمال الأمور التمويلية للمباشرة بمشروع الربط الكهربائي بين العراق ودول المجلس، مبينا ان المرحلة القادمة ستكون مرحلة عمل وإنجاز مشاريع مشتركة فعلية مع العراق تساهم في تحسين أوضاع الشعب العراقي والنهوض بالاقتصادي العراقي.
وقال بيان لوزارة الخارجية العراقية ان سفير جمهوريّة العراق لدى المملكة العربيّة السعوديّة قحطان طه خلف التقى الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربيّة د. فلاح الحجرف، واستعرضا علاقات الاخوة والجوار التاريخي للعراق ودول الخليج العربي”.
وعبر السفير عن شكره وتقديره للجُهود الذين يبذلها الأمين العام في تطوير وتعزيز العلاقات مع العراق، مُشيراً إلى ان سفارة جمهوريّة العراق في الرياض ساهمت في توقيع مذكرة التفاهم بين العراق ومجلس التعاون من خلال تواصلها الإيجابي بالأمانة العامة للمجلس والجهات العراقية المختصة، وكذلك حرص الحكومة العراقيّة على تذليل كافة العقبات لتنفيذ مشروع الربط الكهربائي، واستعداد الحكومة العراقيّة في توسيع اطار التعاون مع دول المجلس وفي كافة المجالات.
من جانبه بين الحجرف ان “دول مجلس التعاون حريصة على أمن واستقرار العراق وتدعم إعادة الاعمار فيه، وان قادة دول المجلس في اجتماع قمة العُلا الذي عقد مؤخراً أكّدوا على ضرورة تفعيل علاقات دول مجلس التعاون مع العراق وفي كافة المجالات”.
مُشيراً ان الأمانة العامة للمجلس استكملت الأمور التمويلية للمباشرة بمشروع الربط الكهربائي بين العراق ودول المجلس، وان المرحلة القادمة ستكون مرحلة عمل وإنجاز مشاريع مشتركة فعلية مع العراق تساهم في تحسين أوضاع الشعب العراقي والنهوض بالاقتصادي العراقي.
لحل أزمة الكهرباء المزمنة.. العراق يسعى لاسيتراد الغاز من قطر ودول أخرى
يسعى العراق إلى تنويع مصادر استيراده من الغاز الطبيعي لتشغيل محطات الكهرباء وعدم الاعتماد على الغاز الإيراني فقط، خاصة وأن طهران تتعرض للعقوبات الأميركية، وبهذا الصدد ستطرح بغداد على كل من قطر وروسيا وكزاخستان شراء الغاز.
وعند السؤال عن إمكانية اكتفاء العراق من الغاز المصاحب الذي يخرج مع النفط الذي أبرمت عدة عقود مع شركات عالمية لاستغلاله، أوضح وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار، في حديث لقناة العراقية الرسمية قبل أيام، أن العراق حتى لو استثمر جميع الغاز المصاحب للإنتاج لا يستطيع تغطية حاجته من الغاز لتوليد الكهرباء المطلوبة في البلاد.
ولفت الوزير في حديثه إلى أن وزارة النفط حريصة على شراء الغاز من قطر لأنها قريبة من العراق، مؤكدا أن العراق يرغب في تنويع استيراده من الغاز، فإلى جانب قطر يمكن الاستيراد من كل من روسيا وكزاخستان، موضحا أن 20 ألف ميغاوات تنتج من محطات تعمل بالغاز، مضيفا أن استخدام النفط بدلا من الغاز في توليد الكهرباء ذو كلفة عالية، إلى جانب أنه ليس صديقا للبيئة.
ينهي الأزمة
ورحبت وزارة الكهرباء بخطوة وزارة النفط استيراد الغاز من قطر خلال المرحلة المقبلة، وذلك لزيادة تجهيز ساعات الكهرباء للمواطنين، حيث يصل انقطاع الكهرباء في اليوم الواحد إلى أكثر من 12 ساعة، مع وجود 3 أحياء في بغداد مستثناة من ذلك، وهي الخضراء واليرموك وزيونة.
ويعزو المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد العبادي قلة تجهيز الكهرباء إلى عدم وجود غاز لتشغيل المحطات الكهربائية، قائلا إن استيراد وزارة النفط للغاز من أي دولة سيشكل إضافة كبيرة لتشغيل المحطات الكهربائية.
وأضاف أن العراق متفق مع إيران على استيراد 50 مليون قدم مكعب قياسي “مقمق” (وحدة قياس وتعني مليون قدم مكعب قياسي) خلال فترة الشتاء، ولم تصل هذه الكميات بعد، موضحا أن استيراد الغاز من قطر أو غيرها مع صيانة محطات الكهرباء سيؤدي إلى تشغيل المحطات المتوقفة، وبالتالي رفع إنتاج العراق إلى 33 ألف ميغاوات والقضاء على أزمة الكهرباء التي تواجهها البلاد.
ويبلغ إنتاج العراق حاليا 11 ألفا و500 ميغاوات، وفقا لموقع وزارة الكهرباء، لأن العديد من محطات الكهرباء لا تعمل لعدم وصول الغاز إليها.
وبدأت مفاوضات بين العراق وقطر لشراء الغاز خلال حكومة حيدر العبادي، بيد أنها توقفت لأسباب عديدة منها تفضيل الحكومة زيادة استثمار الغاز المصاحب للإنتاج والحقول الغازية في ديالى والأنبار، ولكن حتى الآن ما زال يحرق العراق 1214 “مقمقا” يوميا، ولم تبد الشركات العالمية اهتمام بالاستثمار في الحقول الغازية.
أمن الطاقة
ويطالب العراقيون بإنهاء أزمة الكهرباء المتواصلة منذ العام 2003، على الرغم من إنفاق البلاد أكثر من 81 مليار دولار، حسب اللجنة النيابية المشكلة للنظر في عقود الكهرباء، بالإضافة إلى إيقاف حرق الغاز المصاحب.
من جهة أخرى، قال الباحث في شؤون الطاقة جعفر البراك إن تنويع مصادر الطاقة جزء من أمن الطاقة في العراق، لأن البلد سيظل بحاجة مستمرة لاستيراد الغاز، مضيفا أن الغاز القطري يعتبر غازا نقيا لأنه معالج بصورة ممتازة مقارنة بالغاز الإيراني، موضحا أن الأمر سيبقى إعلاميا ما لم تتوفر بنى تحتية للربط بين الخليج ومنظومة الغاز الوطنية العراقية.
الخيار المحلي
ويؤكد مختصون أن العراق بحاجة لأكثر من 7 مليارات دولار لنصب محطات لتحويل الغاز من مسال إلى غاز طبيعي، مع مد شبكة أنابيب إلى جميع المحطات العاملة في البلد، ويستغرق إنجاز هذا الأمر أكثر من عامين.
وزير الكهرباء الأسبق وعضو لجنة الطاقة النيابية حاليا كريم عفتان قال إن العراق مطالب بالتركيز على معالجة الغاز المصاحب في الحقول النفطية ومد الأنابيب إلى محطات الكهرباء، وهذا يستغرق وقتا أقل من مد الأنابيب لدول الجوار، خصوصا وأن ما يحرقه العراق من غاز هو أكثر مما يستورده من إيران.
وأضاف أن العراق يمتلك حقول غاز حر مكتشفة قبل العام 2003، وأنابيب هذه الحقول فوق سطح الأرض، وعليه استكمال استخراجه.
استمرار استهداف الأبراج الكهربائية
في ناحية أخرى، تعرضت الملاكات الهندسية والفنية التابعة للشركة العامة لنقل الطاقة الكهربائية المنطقة الشمالية والقوات الامنية، العاملة على اعادة الخطوط المدمرة نتيجة الأعمال الارهابية، الى تفجير بعبوات ناسفة استهدفت العاملين و الاليات، وادت الى حدوث اصابات طفيفة واضرار مادية بالمواد والاليات.
وذكرت الوزارة، ” حيث تم استهداف فريق قسم خطوط شبكة نقل نينوى، العامل على خط سد الموصل – قيارة جهد ٤٠٠ ك.ف، بتفجير عبوة ناسفة تحديدا في منطقة تل الرمان بالقرب من سيطرة العقرب وكانت الخسائر مادية فقط، حيث اعطب كرين نوع هياب التابع لخطوط شبكة نينوى.
وبنفس الوقت، تم استهداف الملاكات العاملة على خط كركوك – قيارة جهد ٤٠٠ ك.ف، بتفجير عبوة ناسفة ايضا على القوات الامنية المرافقة للملاكات ذاتها قرب مطار الملح في محافظة كركوك وكانت الخسائر مادية”.
من جانبه، اكد المدير العام الشركة، ان” ملاكات الشركة من رجال مكافحة الظلام لن تثنيهم هذه الأعمال الجبانة التي تسعى لزعزعة ثقتهم بانفسهم وواجباتهم والأعمال المناطة بهم في اعادة نصب وربط الابراج المتضررة نتيجة الإعمال الأرهابية،وسنبقى ثابتين على العهد في تقديم افضل الخدمات للاهالي ولن تثنينا هذه ألاعمال الأرهابية”.