شفقنا العراق-استَهَلَّ مركزُ تُراثِ كربلاء التابع لقسم شؤون المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة في العتبة العباسيّة المقدّسة، عامَهُ الجديد بندوةٍ بحثيّة كانت بعنوان: (تراثُ العلّامة الميرزا جعفر بن علي نقي الطباطبائي الحائري قُدّس سرّه)؛ لتسليطِ الضوءِ على تحقيقِ نماذجَ من تراثِه المخطوطِ، وذلك أمس الجمعة (8 جمادى الآخرة 1442هـ) الموافق لـ(22 كانون الثاني 2021م) وعلى قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) بحضور عددٍ من الأكاديميّين والمختصّين المهتمّين بالشأن التراثيّ، فضلًا عن حضورِ ممثّلين عن إدارةِ العتبةِ العبّاسية المقدّسةِ وأقسامِها، وحظيت بتغطيةٍ إعلاميّةٍ جيّدةٍ من قِبل بعض الوكالاتِ الإخباريّةِ والقنوات الفضائيّة.
ابتُدِئت الندوةُ بقراءةِ آياتٍ مباركاتٍ من الذكرِ الحكيمِ، تلتها كلمةٌ لمديرِ مركزِ تُراثِ كربلاء الدكتورِ إحسان علي الغريفيّ، الذي بيّن فيها قائلاً: “إنّ جهود مركز تراث کربلاء في إحياء التراث المخطوط، إحدى المحاور الرئيسة التي تشتمل عليها خططه وبرامجه المستقبليّة، وهو يسعى إلى تنفيذها بدقّةٍ وبخُطى حثيثة؛ لإبراز التراث المشرِق لمدينة الإمام الحسين(عليه السلام)، فمن هذا المنطلق شرع في تحقيق المخطوطات والرسائل التي تحوي الخزين العلميّ والمعرفيّ لتراث علماء مدينة كربلاء المقدّسة..” لمتابعة باقي الكلمة اضغط هنا.
لتبدأ بعد ذلك الجلسةُ البحثيّةُ بإدارةِ الأستاذِ الدكتور علي طاهر الحليّ، وكانت بحوثها على النحو الآتي:
– البحثُ الأوّلُ بعنوان: (ببليوغرافيا رسائل العلّامة الميرزا جعفر الطباطبائيّ الحائريّ)، للباحثِ السيدِ محمد جاسم الموسويّ.
– البحث الثاني بعنوان: (قراءة في رسالة منجزات المريض للميرزا جعفر الطباطبائيّ الحائريّ)، للباحث الشيخ محمد الظالميّ.
– البحث الثالث بعنوان: (قراءة في رسالة سقوط الوتيرة في السفر للميرزا جعفر الطباطبائيّ الحائريّ) للشيخ جاسم السيلاويّ.
– البحث الرابع بعنوان: (قراءة في رسالة طلاق المريض للميرزا جعفر الطباطبائيّ الحائريّ)، للشيخِ أحمد الحميداوي الموسوم.
هذا وقد كانت أبوابُ النقاش مفتوحةً طيلة وقت الجلسةِ؛ إذ تداخل الحاضرون مع الباحثين بصورةٍ مباشرةٍ، وأغلبُ المداخلاتِ كانتْ قيّمةً وأثرتْ الموضوعَ بإضاءاتٍ وإضافاتٍ مهمّةٍ، وقد عبّر المختصّون عن إعجابِهم بمضامين الندوةِ وأبحاثِها، وأعربوا عن شُكرِهم وامتنانِهم لإدارةِ مركزِ تُراثِ كربلاء على هذه النشاطاتِ التي تَبثُّ الروحَ في الساحةِ الفكريّةِ الكربلائيّةِ، وتُحرّك المعنيّين إلى تقديمِ المزيد في رحابِ مدينةِ سيّدِ الشهداء الإمام الحسين(عليه السلام).
وخلال افتتاح الندوة التراثيّة التي أقامها مركزُ تراث كربلاء التابع لقسم شؤون المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة صباح هذا اليوم الجمعة، والتي كانت بعنوان: (تراث العلّامة الميرزا جعفر بن علي نقي الطباطبائيّ الحائريّ قدّس سرّه)، كانت هناك كلمةٌ لمدير المركز الدكتور إحسان علي الغريفيّ، كان ممّا جاء فيها:
“إنّ تحقيق التراث والاعتناء به وطباعته ونشره، يُعدّ عاملاُ مهمّاً في رفد الدراسات الحديثة والباحثين بمعلوماتٍ من شأنها الإسهام في تطوير مسيرة البحث العلميّ، وإيجاد حلقة وصلٍ بين الماضي والحاضر؛ فضلاً عن إثراء المكتبة الإسلاميّة بمزيدٍ من الكنوز والذخائر التي كانت مخبَّأةً قبل أن تُشرق عليها شمسُ التحقيق؛ لتعيدها إلى النور بحُلّةٍ جديدة ورصينة؛ إذ يُعدّ التحقيق خير وسيلةٍ لإحياء التراث، وحفظ المدوّنات التي تركها علماؤنا الأوائل، وحمايتها من الضياع أو التلف، أو وقوع تصحيفٍ أو تحريفٍ أو انتحالٍ لتنير طريق الباحثين بأحاديث الثقات، وتبيّن عظمة ما قام به علماؤنا القدماء من جهودٍ وتضحياتٍ في سبيل العلم والتعليم، وتبيّن نوعيّة اهتمامهم وانشغالهم”.
وأكّد: “أنّ إحياء التراث يُعدّ مسؤوليّةً كبيرة وعظيمة تقع على عاتق الأفراد والمؤسّسات التي تتصدّى له، فينبغي للمؤسّسات المعنيّة بالتراث أن تشمّر عن سواعدها لإحياء هذه المخطوطات وتحقيقها، أو نسخها لتكون مادّةً جاهزةً للتحقيق”.
وأوضح الغريفي: “أنّ جهود مركز تراث کربلاء في إحياء التراث المخطوط، إحدى المحاور الرئيسة التي تشتمل عليها خططه وبرامجه المستقبليّة، وهو يسعى إلى تنفيذها بدقّةٍ وبخُطى حثيثة؛ لإبراز التراث المشرِق لمدينة الإمام الحسين(عليه السلام)، فمن هذا المنطلق شرع في تحقيق المخطوطات والرسائل التي تحوي الخزين العلميّ والمعرفيّ لتراث علماء مدينة كربلاء المقدّسة”.
مبيّناً: “نحن اليوم نتشرّف بحضوركم ولقائكم في جوار المولى أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، لننهل من معين بركاته ونستمع إلى ما حقّقه مركزُ تراث کربلاء، من تراث أحد أعلام الأُسَر العلميّة في مدينة كربلاء المقدّسة، وهو العلّامة السيّد ميرزا جعفر بن الميرزا علي نقي بن السيّد حسن، المعروف بالحاج آقا بن السيد محمد المجاهد بن السيد علي الطباطبائي الحائري، المشهور بصاحب الرياض”.
واختتم: “أتقدّم بالشكر الجزيل والثناء الجميل للقائمين على العتبة العبّاسية المقدّسة ورئاسة القسم، وفي مقدّمتهم متولّيها الشرعيّ سماحة السيّد أحمد الصافي، على تذليل الصعوبات والمعوّقات التي تواجهنا في العمل، وتهيئة مستلزمات الرقيّ به على الصُعُد كلّها”.
النهاية