خاص شفقنا- يبدو ان تركيا تفهم الاتفاق حول وقف العمليات القتالية في قره باغ، الذي وقعته روسيا وأرمينيا وأذربيجان في 9 نوفمبر الجاري، والذي ينص على نشر قوات حفظ السلام الروسية على خط التماس في قره باغ، إضافة إلى إقامة مركز روسي – تركي مشترك لمراقبة وقف إطلاق النار، بطريقة تختلف عن فهم روسيا لهذا الاتفاق، الامر الذي قد ينسفه من اسسه ويعيد الاوضاع الى المربع الاول.
تركيا التي وقفت الى جانب جمهورية اذربيجان في نزاعها مع ارمينيا حول اقليم قره باغ ، وارسلت اعدادا كبيرة من المسلحين التكفيريين من سوريا الى منطقة الصراع ، ترى ان لها الحق في ارسال قوات تركية للمشاركة في قوات حفظ السلام في قره باغ، بينما الاتفاق الروسي الارميني الاذربيجاني، ينص فقط على مشاركة تركية محدودة في مراكز مشتركة مع روسيا لمراقبة وقف اطلاق النار فقط.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، طلب يوم الاثنين الماضي، من برلمان بلاده الإذن بإرسال قوات تركية إلى أذربيجان.فيما اكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن بلاده في قلب عملية التسوية في قره باغ، سواء في الميدان أو على طاولة المفاوضات.
في المقابل المواقف التركية، والتي كان اخرها مصادقة البرلمان التركي على مشروع القانون حول إرسال العسكريين الأتراك إلى أذربيجان لتنفيذ مهام المراقبة، اثارت حفيظة روسيا، حيث اعتبرت الصحافة الروسية ان اي ظهور للجنود الأتراك في قره باغ كقوات حفظ سلام سيكون استفزازيا ، وسيواجه بردة فعل قاسية من موسكو. وشددت الخارجية الروسية على أن أنشطة تركيا لا تتعلق بعملية حفظ السلام في قره باغ، فدورها يقتصر فقط على مركز مراقبة وقف إطلاق النار.
رفض روسيا القاطع لتواجد اي قوات تركية على خط التماس بين القوات الاذربيجانية والارمينية في قره باغ ، يعود الى اسباب تاريخية ابرزها ما هو مرتبط بالإرث الثقيل للزمن الماضي، والأحداث الدموية المأساوية خلال الحرب العالمية الأولى، والمجازر التي تعرض لها الارمن في ظل الإمبراطورية العثمانية، فأي ظهور للقوات التركية سينظر اليه من الارمن على انه استفزاز صارخ، وقد ينسف الاتفاق من اساسه، بعد ان تم التوصل اليه بشق الانفس، بعد ان اسفر النزاع عن مقتل أكثر من 4 آلاف شخص وإصابة عشرات الآلاف بجروح.
يبدو ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما كان ليترك الانجاز الذي حققه، على كف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، ليعلب به كما يشاء، فقد اعلن في لقاء مع قناة” روسيا 24″ ، انه اتصل بالرئيس التركي اردوغان واقنعه بعدم إرسال جنود اتراك إلى خط التماس في منطقة قره باغ، وانه لا ينبغي خلق الظروف والأمور التي من شأنها تدمير اتفاقاتنا، أي الظروف التي من شأنها أن تحرض أحد الطرفين المتفقين على إجراءات وخطوات استثنائية.
ولم تعلق انقرة بعد، على تصريحات بوتين حول اقناعه اردوغان بعدم ارسال قوات تركية الى قره باغ، وليس من الواضح ماذا سيكون طبيعة رد اردوغان على ما قاله بوتين، وهل سيمتثل اردوغان لما طلبه منه بوتين، ام سيتجاوز الخط الاحمر الذي رسمه بوتين لتركيا في قره باغ، عندما حصر دورها في المشاركة في مركز التنسيق والمراقبة؟، الايام القليلة القادمة ستحمل لنا الجواب.
فيروز بغدادي