شفقنا العراق-متابعة-على خلفية تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي عدّها المسلمون مسيئة إلى النبي محمد (ص)، وإعادة نشر الرسوم المسيئة إلى الرسول، عمّت الاحتجاجات عدداً من دول العالم تنديداً واستنكاراً، وتوالت ردود الفعل المستنكرة والشاجبة في هذا السياق.
تزامنا مع الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، شهدت احياء وضواحي العاصمة بغداد، مسيرات احتجاج شعبية تدعو الى مقاطعة البضائع والمنتجات الفرنسية استنكارا للاساءة الى رسول الانسانية والرحمة سيد الكائنات النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم .
ومن فلسطين دعا رئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس المحتلة، الشيخ عكرمة صبري، ليكون اليوم الجمعة يوم غضب نصرة للنبي محمد صلى الله عليه وآله، واحتفالا بذكرى مولده، مؤكدا أن المسلمين يرفضون الرسومات المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشدد على أن الرسومات المسيئة تتعارض مع حرية الكلمة وحرية الرأي.
هذا ومنعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي المقدسيين من الدخول إلى المسجد الاقصى للاحتفال بالمولد النبوي، كما منعت المصلين من الدخول إلى المسجد الإبراهيمي في الخليل، لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف.
واعتدى جنود الاحتلال بوحشية على المصلين أمام المسجد الإبراهيمي، ومنعت الطواقم الطبية من الدخول إلى باحات الحرم لإسعاف الجرحى.
واستنكارا للإساءة الفرنسية لرسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم والأستخفاف بقدسية رسول الأمة وبمشاعر المسلمين، نظم “معهد الدراسات الدولية” و”جبهة الإعلام المقاوم” و”اللقاء الإعلامي العربي المقاوم” وقفة استنكارية أمام السفارة الفرنسية في بيروت.
وفي إيران تجمع حشد من طلبة العلوم الدينية التعبويين، امام السفارة الفرنسية بطهران احتجاجا على اساءة الرئيس الفرنسي للنبي الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم.
كذلك وجه ألف استاذ في الجامعات الايرانية رسالة الى نظرائهم الفرنسيين، طالبوا فيها بان لا يسمحوا لسياسات الحكومة الفرنسية بأن تصبح غير عقلانية وجاهلة، وان تتحول الى دمية بيد الصهيونية.
كما شهدت تونس تظاهرات عدة طالبت بمقاطعة البضائع الفرنسية، تم خلالها إحراق العلم الفرنسي، وطالب سياسيون تونسيون باستدعاء السفير الفرنسي لإبلاغ احتجاج تونس على هذه التصريحات، في حين دعا مشائخ جامع الزيتونة إلى “مقاطعة البضائع والشركات الفرنسية حتى تعتذر حكومة باريس عن إساءتها المتكررة واعتداءاتها على المسلمين ومقدساتهم”.
موقف مثير من رئيس وزراء ماليزيا السابق
بدوره اعتبر رئيس وزراء ماليزيا السابق مهاتير محمد، أن المسلمين لديهم الحق في معاقبة الفرنسيين، وأن حملات مقاطعة المنتجات الفرنسية لا تكفي للتعويض عن الأخطاء التي ارتكبها الفرنسيون على مدار سنوات.
وفي سلسلة تغريدات، عبر حسابه الرسمي على تويتر، قال مهاتير محمد إنه “تم ذبح مدرس في فرنسا على يد صبي شيشاني يبلغ من العمر 18 عاما، غضب القاتل من قيام المعلم بعرض صورة كاريكاتورية للنبي محمد. وكان المعلم يقصد إظهار حرية التعبير”.
وأضاف: “القتل ليس عملاً أوافق عليه كمسلم. لكن بينما أؤمن بحرية التعبير، لا أعتقد أنها تتضمن إهانة الآخرين. لا يمكنك أن تذهب إلى رجل وتلعنه لمجرد أنك تؤمن بحرية التعبير. في ماليزيا، حيث يوجد أناس من أعراق وديانات مختلفة، تجنبنا النزاعات الخطيرة بين الأعراق لأننا ندرك الحاجة إلى أن نكون حساسين لحساسيات الآخرين. إذا لم نفعل ذلك، فلن يكون هذا البلد مسالمًا ومستقرًا”.
كما قال الرئيس التونسي، قيس سعيّد، إن الأمة الإسلامية مستهدفة اليوم، معبرا عن رفضه الإساءة للنبي الإسلام(ص)، الذي قال إن الله بعثه رسولا للهدى ولإتمام مكارم الأخلاق.
دعوة أوروبية “للحوار بين الاديان”
في غضون ذلك دعا قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى الحوار بين الأديان بعد هجوم في مدينة نيس الفرنسية، قالت السلطات الفرنسية إنه عمل إرهابي.
وجاء في بيان لقادة الاتحاد الأوروبي: “ندعو قادة العالم للسعي إلى الحوار والتفاهم بين المجتمعات والأديان، وليس إلى الانقسام”.
ودان زعماء دول الاتحاد هجوم نيس، معتبرين إياه “هجوما على قيمنا المشتركة”، وقدموا التعازي للشعب الفرنسي.وأكد الزعماء على ضرورة مواصلة محاربة الإرهاب والتطرف.
ويأتي ذلك بعد هجوم مسلح بسكين على المجتمعين بكنيسة في مدينة نيس جنوبي فرنسا، أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة عدد من الآخرين.
وايضا نشر موقع “ميديا بارت” الفرنسي مقالا للنائبة بالبرلمان الأوروبي مانون أوبري، انتقدت فيه تنامي مشاعر الكراهية والعداء ضد المسلمين منذ حادثة قتل مدرس فرنسي الأسبوع الماضي على يد مهاجر شيشاني شاب.
وقالت إن البعض استغل تلك الحادثة لاستهداف مبادئ الديمقراطية وتقسيم فرنسا، مؤكدة أن تلك الهجمات يتم تنسيقها بشكل مباشر من قصر الإليزيه بدعم من اليمين المتطرف، ولا يقدم المتصدرون لها تعريفا واضحا لما يسمى “بالاسلام الراديكالي”، كما لا يمتلكون أهدافا أو خطابا واضحا، وجل ما يسعون إليه هو زرع الشك وتشويه الغير بهدف نشر الخوف والتصدي لأي انتقاد لخطاب وسياسات الحكومة.
وانتقدت العديد من التصريحات بهذا الشأن التي صدرت عن شخصيات سياسية فرنسية بارزة، ودعت للرد عليها؛ مثل تصريح وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد درمانين، الذي ادعى أن بيع المنتجات الحلال في المحلات يؤدي إلى “التطرف الديني” على حد زعمه، وادعاء وزير التعليم الفرنسي، جون ميشيل بلانكير، بأن “الجامعات باتت مرتعا للمدرسين الإسلاميين المتشددين” على حد تعبيره، ومارين لوبان، رئيسة حزب “الجبهة الوطنية” اليميني في فرنسا، التي دعت لخروج فرنسا من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، وغيرها من الهجمات الموجهة ضد ما يسمى بـ”الإسلام الراديكالي”.
النهاية