شفقنا العراق-متابعة-بدأ المعتصمون في ساحة التحرير التي تحتضن باكورة الثورة الشعبية بالانسحاب ورفع سرادق الاعتصام، منذ يوم الإثنين، بعد يوم من إحيائهم الذكرى السنوية الأولى لانطلاق التظاهرات في 25 تشرين الأول/ أكتوبر، كما كشف المتحدث باسم رئيس مجلس الوزراء، إن الكاظمي كان يتابع حركة الاحتجاجات عبر شاشات الكاميرات من مركز قيادة العمليات، ويعطي أوامره بعدم المساس بالمتظاهرين السلميين وحمايتهم.
ونفذ المعتصمون في ساحة التحرير، قرارهم بعد دعوات من الناشطين بينهم إلى إنهاء الاعتصام لتضييع الفرص عما يطلق عليهم بـ”المندسين” من تنفيذ أعمال عنف تستهدف المتظاهرين والقوات الأمنية.
أكد الشاب حيدر إبراهيم، متظاهر من ساحة التحرير وسط بغداد، لمراسلة “سبوتنيك” في العراق، أن عددا من المعتصمين في الساحة شرعوا برفع سرادق (خيم) الاحتجاج وإنهاء الاعتصام، لتتحول التحرير إلى مكان للتظاهر فقط.
وأضاف، أن انسحاب المتظاهرين من الساحة جاء بعد دعوات كثفت خلال اليومين الماضيين واليوم جرى التنفيذ بالانسحاب من الساحة بسبب استغلال بعض المجاميع لخيم الاعتصام والتحكم بها، قائلا : “كنا ندعو إلى رفع الخيم… والآن صارت هناك قناعة تامة لرفعها”.
وبين إبراهيم، أن بعض الخيم في الساحة صارت أماكن لبعض المندسين من الأحزاب وصار بإمكانهم عمل تحركات داخل التحرير، لذلك قمنا بالانسحاب ورفع السرادق تجنبا لأي خطوات ينفذها هؤلاء المندسين وتحسب على ثورة تشرين.
واحتضنت ساحة التحرير المتظاهرين منذ مطلع أكتوبر العام الماضي، في ثورة شعبية كبرى شملت محافظات الوسط والجنوب لإقالة الحكومة وضد البطالة والمطالبة بمحاكمة قتلة المحتجين وإقامة انتخابات مبكرة تحت إشراف أممي، ومطالب أخرى ضد الفساد وتردي الخدمات.
وأحيت حشود هائلة من المتظاهرين الشباب والفتيات والعائلات الذكرى السنوية الأولى لانطلاق الحراك الشعبي، منذ ليلة السبت السبت في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، قرب نصب الحرية للفنان الراحل جواد سليم، قبالة جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء التي أغلقت جميع منافذها حيث تتخذها الحكومة الاتحادية مقر لها، وسط تشديد وانتشار أمني.
ورفع المتظاهرون في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب لاسيما في النجف والبصرة وذي قار، اليوم في ذكرى الانتفاضة الشعبية، صور الضحايا الذين قتلوا إثر استخدام قوات مكافحة الشغب الرصاص الحي وقنابل الغاز التي اخترقت الجماجم في قمع الثورة عند انطلاقها مطلع أكتوبر العام الماضي.
وكشف عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية، علي البياتي، يوم الأحد، أن العدد الكلي المتظاهرين الذين قتلوا في الاحتجاجات ارتفع إلى 560 قتيلا، فيما وصل عدد عمليات الاغتيال التي تطال الناشطين والمحتجين والإعلاميين إلى 64 عملية منذ أكتوبر الماضي وحتى الآن.
أمام المتظاهرين فرصة للدخول في الانتخابات
من جانبه قال أحمد ملا طلال المتحدث باسم رئيس مجلس الوزراء، الثلاثاء، انه لن يكون هناك أي إجراء أمني لإخلاء ساحة التحرير، مشيراً إلى أن أمام المتظاهرين فرصة كبيرة لتنظيم أنفسهم سياسياً والدخول في الانتخابات.
وقال ملا طلال في مؤتمر صحفي، يوم أمس الثلاثاء (27 تشرين الاول 2020)، إن “الحكومة نجحت في حماية المتظاهرين، كما إن رئيس الوزراء ثمّن الروحية التي تمتع بها الشباب خلال التظاهرات”، موضحاً إن “الرأي العام أصبح يميز بين أداء الحكومة وحرصها على المتظاهرين وأداء الحكومات السابقة”.
وأشار ملا طلال إلى إن “أمام المتظاهرين فرصة كبيرة لتنظيم أنفسهم سياسياً والدخول في الانتخابات”، لافتاً إلى أن “ساحة التحرير تعدّ مكاناً للتعبير عن الرأي وليس لمهاجمة القوات الأمنية”، مؤكدا انه ” لن يكون هناك أي إجراء أمني لإخلاء ساحة التحرير”.
ملال طلال كشف كذلك إن الكاظمي كان يتابع حركة الاحتجاجات عبر شاشات الكاميرات من مركز قيادة العمليات، ويعطي أوامره بعدم المساس بالمتظاهرين السلميين وحمايتهم، لافتاً إلى ان القوات الأمنية صبرت على هجمات “الملتوف”.
النهاية