شفقنا العراق- الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تواصل برنامجها العزائي لإحياء العشرة الثانية من شهر المحرم الحرام، وللحفاظ على المورث الحضاري والإسلامي الأمانة العامة للعتبة الكاظمية تؤسس مركز الكاظمية لإحياء التراث ز
انطلاقاً من مسؤوليتها ورسالتها الإنسانية في إحياء ذكرى استشهاد أبي الأحرار الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه الميامين “عليهم السلام”، حرصت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة متمثلة بأمينها العام الأستاذ الدكتور حيدر حسن الشمّري، بمواصلة البرنامج العزائي الحُسيني، وإحياء ليالي العشرة الثانية من شهر محرم الحرام في رحاب الصحن الكاظمي الشريف، حيث يرتقي خلالها المنبر الحُسيني سماحة السيد شاكر المحنّة، الذي استعرض خلال أولى محاضراته شذرات من السيرة المباركة لرحمة الله المهداة وسيد أنبيائه ورسله محمد “صلّى الله عليه وآله وسلّم” مستشهداً بقوله تعالى: ( وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ )، حيث أشار إلى خُلق الرسول الأعظم “صلّى الله عليه وآله” والذي يجب أن يتجلى في سلوكياتنا.
كما بيّن سماحته قطوفاً من المدرسة المحمدية الرائدة في الفكر والدين والحياة، والمواقف الرسالية للرسول الأعظم “صلّى الله عليه وآله” تجاه الأمة، موضحاً بعض الدروس الأخلاقية والإرشادية والتوجيهية المستقاة من فكر ونهج تلك الأسوة والقدوة الحسنة، كما تم تَسليط الضوء على جهوده “صلّى الله عليه وآله وسلّم”، الإصلاحية والإنسانية التي سعى من خلالها إلى بناء مجتمع إسلامي رَصين يحمل السمات السامية.
وقد شهدت تلك المجالس مشاركة رواديد العتبة المقدسة وقراءة مجموعة من القصائد الرثائية، وسط حضور إيماني من عشاق ومحبي أهل البيت “عليهم السلام” ممن توافدوا لزيارة الإمامين الكاظمين الجوادين :عليهما السلام” وتجديد العهد والولاء لهما بهذا المصاب الجلّل، مع الحرص الشديد في تطبيق الإجراءات الصحية والوقائية، والالتزام بتوجيهات المرجعية الدينية العُليا، عند إقامة المجالس الحسينية فضلاً عن التعليمات الصادرة من الجهات الصحية بسبب جائحة كورونا.
تأسيس مركز الكاظمية لإحياء التراث
الكاظمية المقدسة منبع من منابع العلم والفكر والثقافة والمعرفة، ومركزاً للإشعاع الفكري، ومحط أنظار الدارسين والمفكرين والباحثين، امتازت هذه المدينة المقدسة بصروحها الحضارية ومدارسها ومجالسها وأسواقها وحوزاتها الدينية ومكتباتها العامة والشخصية، فهي أحدى حواضر المعرفة الإنسانية في العالم الإسلامي، فخرج من بين جوانحها ومحلاتها وأزقتها الكثير من الفطاحل والعلماء الذين قادوا الأمة إلى سبيل النجاة والقادة والمثقفين والشعراء والأدباء وأصحاب الفكر النير.
فمن منطلق المسؤولية بذلك التاريخ العتيد، والحقب الزمنية للمدينة المقدسة أولى الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الأستاذ الدكتور حيدر حسن الشمّري اهتماماً كبيراً في الحفاظ على ذلك التراث المعرفي الثّر لهذه المدينة المقدسة وتوثيقه من الضياع والتلف والاندثار، من خلال إنشاء مركز الكاظمية لإحياء التراث، وفق قرار مجلس الإدارة الموقّر بالأمر الإداري ذي العدد (3405) بتاريخ 18 صفر 1441هـ، الموافق 17/10/2019.
وتسعى الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة من خلال هذا المشروع المبارك إلى الاعتناء بالمعالم التاريخية والتراثية لهذه المدينة ومكتباتها وخزائنها والمخطوطات النادرة ذات القيمة العلمية العالية، حيث تتمحور جهود المركز كمرحلة أولى على إحياء تراث الإمامين الكاظمين الجوادين “عليهما السلام”، وما يتعلق بالعتبة الكاظمية المقدسة، وكذلك المدينة المقدسة والامتداد الى كل العاصمة بغداد.
وتجدد الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة دعوتها للمكتبات والمراكز والأسر الكريمة في التواصل مع مركز الكاظمية لإحياء التراث من أجل الحفاظ على الموروث الشامخ وتأصيله لهذه المدينة المقدسة ولمدينة بغداد، كما تفتح باب خدمة الباحثين والدارسين والمتابعين للتراث المذكور انفاً والتعاون معهم ورفدهم بالمعلومات، والمخطوطات وفق الاستطاعة في هذا الشأن.
النهاية