شفقنا العراق-متابعة-السفير الأمريكي في بغداد يقول إن المفاوضات حول الانسحاب من العراق جارية، معلنا الوصول إلى بعض الاتفاقات حول إعادة الانتشار، وفيما يتواصل التشكيك العراقي المتمثل بالنواب والكتل المقربة من إيران، بالنوايا الأمريكية، طالب سيناتور جمهوري، ترامب، بالإيفاء بوعده والانسحاب من العراق كما وعد رئيس الوزراء العراقي أثناء مقابلته في واشنطن.
قال السفير الأمريكي في بغداد ماثيو تولر إن “الاجتماعات التي جرت في واشنطن في 19 من الشهر الحالي هي مكملة لاجتماعات يوم 11 حزيران، وتناولت مواضيع مختلفة اقتصادية وسياسية وبشكل مواز للحوار الاستراتيجي”، مضيفا إن “زيارة الكاظمي لواشنطن وإجراءه مباحثات مع الرئيس ترامب ومسؤولين آخرين ونتائجها تبين جدية البلدين في تعزيز العلاقات”.
وأوضح السفير إن الانسحاب أو إعادة الانتشار مرتبطة بالمرحلة المقبلة من القتال ضد داعش، وهناك مفاوضات فنية جارية حول الموضوع وصلت إلى بعض الاتفاقات حول إعادة الانتشار الأمريكي والتحالف في العراق حسب الظروف”، متابعا إن دور المهمات والعدد والمهارات لشركاء التحالف الدولي للعراق ستحددها الظروف وهي جزء من هذه المحادثات الفنية الجارية حاليا.
وأشار تولر إلى الدور الإيراني، مدعيا إن إيران تقوم بالتدخل ودعم الميلشييات، كما إن الهجمات التركية تحصل بسبب عدم وجود حكومة قوية تؤسس سيادتها على جميع الأراضي”، مبينا “إننا نتفهم إن التحديات التي تواجهها الحكومة الحالية كبيرة من أجل تحقيق أهدافها بفرض الأمن وتوفير الوظائف والتغلب عل الأزمة الصحية”، قائلا إن “دور الولايات المتحدة مساعدة الحكومة من أجل تقويتها وأن تكون حكومة ذات سيادة وسنعمل من أجل بناء الاقتصاد وتفعيل القطاع الخاص، واعتقد إن كل ما نقوم به يتفق بشكل كامل مع الاتفاق الاستراتيجي والمصالح المشتركة”.
وأشار السفير الأمريكي في بغداد إلى أنه “تم خلال 5 سنوات الماضية تحقيق الكثير من التقدم مع شركائنا العراقيين، ونحن في المرحلة الأخيرة وبانتهائها لن تكون هناك حاجة لقوات أمريكية، ونحن لا نريد بقاء عسكريا دائم أو قواعد دائمة في العراق وسيكون هناك نقاش مع الجانب العراقي حول البقاء من عدمه، مع الفرق الفنية لتحديد الظروف الخاصة بالمرحلة الأخيرة للقتال ضد داعش، ودائما ما نسمع الكثير من شركائنا العراقيين يطالبون بالتواصل بين الجانبين”.
وواصل حديثه قائلا: “نعلم إن هناك أصواتا متطرفة لضرب السفارات والقوات الأمريكية وغيرها، وهي لا تعبر عن مصالح الشعب، ولو انتصر هذا الخطاب المتطرف على مصلحة العراق سيجعل التأثر سلبيا على كثير من مجالات التعاون مع التحالف الدولي وليس مع الولايات المتحدة فقط”، مشددا على إن “الوجود الأمريكي هو على أساس وقاعدة الاحترام المتبادل والسيادة والرغبة في إكمال المهمة لهزيمة داعش والعمل على الشراكة مع العراق”.
تشكيك حول قرار خفض القوات الأمريكية
محليا وفيما يتعلق بالمواقف العراقية، أكد المحلل السياسي صباح العكيلي، بأن قرار ترامب بخفض عدد القوات الأميركية في العراق غير صادق بل لغرض كسب أصوات انتخابية بعد تقويض فرص فوزه بولاية ثانية.
في سياق متصل ادعى عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية النائب كريم عليوي انه “من المستحيل أن تخرج القوات الأميركية من العراق، لما يتمتع به هذا البلد من موقع استراتيجي وجغرافي”، وأضاف إن “أمريكا ليست لديها نية صادقة لإخراج قواتها ولن تنسحب من العراق”، متابعا: “لا مانع لدينا من وجود قوات لوجستية تقوم بالتدريب وتصليح الأسلحة أو شركات أميركية مستثمرة، لكن وجود قوات برية غير مقبول”.
السيناتور رون بول: على ترامب الإيفاء بوعده والانسحاب من العراق
في غضون ذلك أكد السيناتور الجمهوري والمرشح الأسبق للرئاسة الأمريكية رون بول أن على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإيفاء بوعده والانسحاب من العراق كما وعد رئيس الوزراء العراقي اثناء مقابلته في واشنطن.
ونقل موقع اوراسيا نيوز في تقرير عن بول قوله إن ”أحد العوائق الكبيرة التي تحول دون مغادرة العراق أخيرًا هو وزير الحرب الفعلي للرئيس ترامب، مايك بومبيو، على الرغم من أنه من المفترض أن يكون أكبر دبلوماسي أمريكي في البلاد“.
وأضاف أن ”بومبيو اشبه بالثور في مخزن صيني، حيث يبدو مصمم على بدء حرب مع إيران والصين وروسيا وفنزويلا ، وربما عدد قليل من البلدان الأخرى، ولسوء الحظ هناك نمط في هذه الإدارة حيث يعلن الرئيس سحب القوات من أحد الصراعات التي تبدو بلا نهاية والتي ، فيما يوضح مسؤول في الإدارة – غالبًا بومبيو – بيان الرئيس على أنه يعني عكس ما قاله الرئيس للتو”.
وتابع أنه ” عندما تم استجواب الرئيس خلال عطلة نهاية الأسبوع حول جدول زمني لانسحاب الولايات المتحدة من العراق ، التفت إلى بومبيو للحصول على إجابة. لم يبعث رد بومبيو بالكثير من الأمل، فقد قال بومبيو: “بمجرد أن نتمكن من إتمام المهمة”. ما هي المهمة؟ هل يعلم أحد؟ وهل المهمة في العراق ام تغيير النظام في ايران ؟ لااحد يعلم”.
واشار الى أن ” الولايات المتحدة جلبت الى العراق بدلا عن ذلك قتل مليون مواطن عراقي معظمهم من المدنيين. لقد دمر اقتصاد العراق المزدهر نسبيا، و لم يؤد الغزو إلى شرق أوسط أكثر سلماً واستقراراً. لم يكن لدى الولايات المتحدة أي فكرة عن كيفية إعادة تشكيل المجتمع العراقي ، وفي اختيار من يمكنه المشاركة في عراق ما بعد الغزو ، فيما ساعدت الولايات المتحدة في تسهيل صعود القاعدة وداعش، لقد كان الجنرال أودوم على حق كانت كارثة استراتيجية، كما إن تحويل الولايات المتحدة إلى إمبراطورية عسكرية عالمية هو أيضًا كارثة استراتيجية. إن وعد ترامب بإعادة القوات إلى الوطن من الحروب الخارجية يبدو جيدًا للغاية. ولكن حان الوقت لمشاهدة بعض الإجراءات الحقيقية، مما يعني هذا أن بعض الأشخاص الذين يختلفون مع الرئيس بحاجة إلى طردهم”.
النهاية