خاص شفقنا- بيروت-بعد الإرتفاع المخيف في عدّاد كورونا اليومي في لبنان، والذي تخطى الـ400 إصابة يوميا، يرى بعض المعنيين بأنه بات من الواجب دق ناقوس الخطر. ومن خلال الأرقام المعلنة من قبل وزارة الصحة العامة، يمكن القول أنه تم فقدان السيطرة على انتشار فيروس كورونا، وذلك بعد ملاحظة الارتفاع السريع جدا لأرقام الإصابات والوفيات منذ حوالي الأسبوعين لحد الآن، فكانت النتائج بحدود الـ 450 والـ500 حالة.
رأى الأخصائي في الأمراض الجرثومية الدكتور تحسين محفوظ، في حديث خاص لوكالة “شفقنا”، أن السبب الرئيسي لهذا الإرتفاع هو وقوع الإنفجار الكبير في مرفأ بيروت، مذكّرا بالمرحلة الأولى لإغلاق البلد والتي كانت مدتها قبل وقوع الحادث بخمسة أيام. أمّا وبعد وقوع الإنفجار الذي أسفر عنه آلاف الجرحى، دخلت فرق الإغاثة وعدد كبير من المتطوعين للمساعدة بشكل عشوائي، فرأينا تجمعات كبيرة من دون مراعاة طرق الوقاية من تباعد إجتماعي ووضع الكمامة وغسل لليدين، ممّا ساهم وسهّل بانتشار الفيروس بين الناس المصابين من جهة وبين الطواقم الطبية والمجموعات المتطوعة من جهة أخرى. لافتا إلى أن ما حصل أمرا طبيعيا، لأن مثل هذه الانفجارات تولد تفلتا اجتماعيا بين الناس دون أية وقاية صحيحة مما يؤدي الى انتشار الأمراض.
وحول الحديث عن فوات الأوان من إعادة إقفال البلد، اعتبر محفوظ أنه ليس هناك وقت للتشاؤم، وإذا تم العمل بشكل جدّي وفعّال لناحية الإقفال الشامل والالتزام به، من قبل الجهات المعنية، قد نرى إنخفاضا في الأرقام مرة أخرى من الـ500 الى الـ200 مثلا. وأضاف: “لا يمكن التنبؤ نهائيا قبل التجربة، ففي المرة الأخيرة تم الإعلان عن إقفال جزئي لكننا لم نلمس ذلك عمليا، أما اليوم نحن في مرحلة أصعب بظل ارتفاع نسبة الحالات في المستشفيات وإمكانات أقل، فإذا لم يتم الإلتزام من قبل كل الوزارات والبلديات والمنظمات غير الرسمية، بعيدا عن التفلّت الحاصل من قبل المواطنين، لن نتمكن من السيطرة على انتشار الوباء 100%”.
كما لفت الى أن وزارة الصحة لا تعمل لوحدها، هناك خلية للأزمة، ولكي يكون دور الوزارة فعّال يجب أن تتعاون مع المستشفيات لإستقبال المرضى من جهة ومع الوزارات المعنية لإعلان حالة الإقفال العام.
أما فيما يتعلق بالقدرة الإستيعابية للمستشفيات، فأشار إلى أن هذه القدرة لدى المستشفيات الحكومية مبدئيا وصلت إلى نقطة حرجة، بينما المستشفيات الخاصة لم تستقبل حالات مرضى كورونا لحد الآن. كما أشار أيضا الى مشكلة مهمة جدا وهي توقف ثلاث مستشفيات كبيرة في بيروت عن الخدمة بسبب الإنفجار الذي حصل، الأمر الذي سيعرض المستشفيات الأخرى للضغط من جهة انتقال المرضى العاديين الى هذه المستشفيات وإدخالهم قبل مرضى كورونا، وقال: “الحديث هنا عن أسرّة العناية الفائقة وليس الأسرّة العادية، فإذا شغل هؤلاء المرضى أسرّة العناية لن يبقى لدينا هناك أسرّة لمرضى الكورونا”.
وتطرّق محفوظ لموضوع عودة العام الدراسي، بحيث أن تقييم وضع العودة يكون قبل عشرة أيام من انطلاقة السنة الدراسية، فإذا كانت الأمور متفلتة اجتماعيا بشكل كبير من الطبيعي أن يكون التوجه نحو التعليم عن بعد عبر الإنترنت، كما حصل سابقا. وفي الختام، رأى أن على المواطن أن يعتمد الوقاية لنفسه من خلال ارتداء الكمامة، لأن المسؤولية تقع عليه أيضا وليس على الدولة فقط، ولأنه في حال تفاقم الوضع سيكون أكبر المتضررين، كما عليه أن يساهم في نشر الوعي من أجل سلامة الجميع.
وفاء حريري
