شفقنا العراق-بالوقت الذي رفضت كل من فرنسا والبحرين وأمريكا الانتهاكات التركية شما العراق، ودعت بعثة الأمم المتحدة في العراق، بغداد وأنقرة الى ضبط النفس واعتماد الحوار، استهدفت طائرة، مساء أمس الخميس، عجلة في قرية رشانكي قرب كلي زاويته بمحافظة دهوك.
استهدفت طائرة، مساء يوم الخميس، عجلة في قرية رشانكي قرب كلي زاويته بمحافظة دهوك، وأفاد شهود عيان أن العجلة المستهدفة كانت لا تحمل لوحة تسجيل، وأن سيارة إسعاف وصلت إلى موقع الهجوم.
وقال مدير ناحية زاويته مشير بشير في تصريح صحفي إن “الطيران التركي هو الذي شن الغارة الجوية”، مبيناً أن المعلومات الأولية تشير إلى أن أربعة أشخاص كانوا داخل العجلة، دون تحديد هوياتهم بعد.
كما نشرت مواقع مقربة من السلطات التركية، فيديو قالت إنه “لمركبة دمرها الطيران الحربي التركي في غارا بدهوك تقل إرهابيي حزب العمال الكردستاني”.
وتشنّ تركيا منذ منتصف حزيران الماضي، هجمات جوية ومدفعية مكثفة في إقليم كردستان في إطار عمليتي “مخلب النسر” و “مخلب النمر”، وتقول إنها تستهدف من خلالها حزب العمال.
وقتل هجوم تركي بطائرة مسيّرة ضابطين عراقيين في حرس الحدود وهما آمر لواء وآمر فوج في حرس الحدود، اللذان قُتلا مع سائقهما فيما كانا يستقلان “عجلة عسكريّة”، الثلاثاء الماضي، في ما وصفه الجيش العراقي بأنه “اعتداء تركي سافر”.
ودفع استشهاد الضابطين بغداد إلى اتّخاذ إجراءات أكثر صرامة، إذ أعلنت وزارة الخارجيّة أنّ بغداد لم تعد راغبة في استقبال وزير الدفاع التركي الخميس.
كما أعلنت الوزارة أنّه سيتمّ مجدّداً استدعاء السفير التركي في بغداد، للمرّة الثالثة منذ حزيران، “وتسليمه مذكّرة احتجاج شديدة اللهجة، وإبلاغه برفض العراق المؤكّد لما تقوم به بلاده من اعتداءات”.
بالسياق علق السفير التركي لدى بغداد، على المواقف الإقليمية والدولية الرافضة لاعتداء بلاده على العراق، وقال فاتح يلدز في تغريدة له على تويتر:”كلامي هذا الى كافة الجهات، وفي مقدمتهم الإقليمية والدولية، التي تنتظر الفرصة بفارغ الصبر لتفريق الشعبين التركي والعراقي: لا خبز لكم في هذا المكان”، مضيفا “سيستمر هذان الشعبان اللذان سبق وان وقفا جنبا الى جنب في الأوقات الصعبة، في أن يكونا معا بالرغم من كل الجهود التي تبذلونها”.
من جهته اكد قوات حرس الحدود الفريق الركن حامد الحسيني خلال لقاء وزير الداخلية في حكومة اقليم كردستان ريبر احمد ، التزام الحكومة الاتحادية بحماية أمن الحدود، مؤكدا على التزام الحكومة العراقية في حماية أمن الحدود من المجاميع المسلحة الخارجة عن القانون ومنع امتداد الايادي الأجنبية لها”. بحسب المواقع الكردية
المواقف الدولية
دعت بعثة الأمم المتحدة في العراق “يونامي”، العراق وتركيا الى ضبط النفس واعتماد الحوار كأفضل وسيلة لضمان الأمن المستدام على الحدود بين الجارتين مع الاحترام الكامل للسيادة الوطنية”، مشيرة ان “التصعيد على الحدود العراقية – التركية في الشمال واستمرار الخسائر في الأرواح يعد مبعث قلق بالغ”.
كما طالبت باريس الخميس “بتوضيح” ملابسات هجوم طائرة تركية أدى إلى مقتل ضابطين عراقيين من حرس الحدود في شمال العراق، وقال متحدث باسم الخارجية الفرنسية: “تندد فرنسا بهذا التطور الخطير الذي يجب توضيحه بشكل كامل”.
بالسياق وصف وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني، الخميس، القصف الذي نفذته طائرة مسيرة تركية مؤخراً على منطقة سيدكان في شمال العراق، بأنه “اعتداء آثم”، مؤكداً تضامن بلاده مع العراق ضد كل ما يهدد أمنه واستقراره وسلامة أراضيه.
إلى ذلك قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، إن الولايات المتحدة ليس لديها كل التفاصيل حول الغارات التركية على شمال العراق، وهي “منخرطة مع الطرفين للحصول على المزيد من المعلومات”.
وأضاف المسؤول الأميركي أن لموقع “الحرة” “إن الولايات المتحدة تقدم أخلص تعازيها إلى عائلات الضحايا وقوات الأمن العراقية ولأي مواطن عراقي بريء قتل في هذا الحادث المأساوي”، مشيدا “بجهود قوات الأمن العراقية في مكافحة الإرهاب ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق”.
المواقف العراقية
كشفت قوات الدفاع الشعبي (الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني) هوية قيادي قتل في 11 من الشهر الحالي، بقصف تركي شمالي العراق.
وقالت في بيان صحفي، إن “الطائرات الحربية التركية استهدفت اجتماعا للقوات العراقية في المنطقة، ما أسفر عن مقتل القيادي مراد كالكو، المعروف بعكيد كارزان، والذي كان مسؤولا عن منطقة خواكورك خلال اجتماعه مع مسؤولين عراقيين”.
هذا وقال رئيس كتلة بدر النيابية حسن شاكر، ان “العراق يملك الكثير من الأدوات الاقتصادية الهامة في الرد على الانتهاكات التركية في شمال البلاد خاصة وان مستوى التبادل التجاري يتراوح بين 15-18 مليار دولار سنويا”.
وأضاف ان “تركيا ارتكبت خطا فادح في انتهاك سيادة العراق وما حصل قبل يومين من استهداف لقوات الحدود مرفوض وندعو الحكومة الى إجراءات واضحة وثابتة للرد على الانتهاكات لسيادة البلاد التي نعتبرها خط احمر”.
كما طالب عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية مهدي تقي، رئاسة مجلس النواب بعقد جلسة طارئة للرد على الانتهاكات التركية الأخيرة على سيادة البلاد، مشيرا إن “موقف الحكومة ليس بالمستوى المطلوب من الانتهاكات التركية ويقتصر على الاستنكار والشجب”، لافتا إلى إن “الحكومة ملزمة باتخاذ موقف سريع وعاجل لحفظ سيادة البلاد وردع الاستفزاز والانتهاك التركي”.
النهاية