شفقنا العراق-متابعة-بينما أعلنت بغداد إن العراق يمتلك جميع عناصر القوة التي يمكنه من الرد على الاعتداء التركي، استدعت وزارة الخارجية، السفير التركي على خلفية قصف تركيا المستمر لأراضي العراق آخرها يوم أمس، مما أدانت الجامعة العربية ومصر، القصف التركي في شمال العراق.
قالت وزارة الخارجية العراقية إنها “استدعت سفير جمهوريّة تركيا في العراق فاتح يلدز على خلفيّة الخروقات والانتهاكات المُستمِرّة للجيش التركيّ، ومنها: القصف الأخير بطائرة مُسيّرة الذي طال منطقة سيدكان بمحافظة أربيل في كردستان، وما تسبّب به من استشهاد ضابطين، وجنديّ من الجيش العراقيّ”.
واضافت: “حمّلت المُذكّرة التي سلّمها وكيل الوزارة السفير عبد الكريم هاشم إلى السفير التركيّ حُكُومة الأخير مسؤوليّة هذا الاعتداء الآثم، كما طالبت الجانب التركيّ بتوضيح ملابساته، ومُحاسَبة مُرتكبيه المُعتدِين”.
وشدّدت الوزارة في المُذكّرة على “ضرورة أن تُباشِر الحُكُومة التركيّة بإيقاف القصف، وسحب قواتها المُعتدِية من الأراضي العراقيّة كافة، التي استهدفت ولأوّل مرّة قادة عسكريّين عراقيّين كانوا في مهمّة لضبط الأمن في الشريط الحُدُوديّ بين البلدين”.
بالسياق قال المتحدث باسم الوزارة الخارجية، أحمد الصحاف، في تصريح لقناة العراقية الرسمية إن هناك عناصر قوة بيد العراق في تعامله مع تركيا، ومنها معدل الميزان التجاري الذي يزيد عن 16 مليار دولار سنوياً، وعشرات الشركات التركية في العراق، إضافة إلى العلاقات الدولية والعمق العربي الذي يتمتع به العراق، بحسب ما نقله موقع بغداد اليوم.
وتابع الصحاف، إن مثل هذه العملية تزعزع الأمن في المنطقة، مشيرا إلى أنه عندما نتعاطى مع التجاوزات والاعتداءات دبلوماسياً، فإن ذلك لا يعني عدم قدرة العراق على الحلول، لافتا إلى وجود تنسيق بين وزارة الخارجية والرئاسات الثلاث حول الاعتداء التركي الأخير، وقال: نحن نؤكد المبدأ الدستوري، وألا تُستخدم الأراضي العراقية ممراً لدور الجوار، متابعا: نرفض وبأشد العبارات أن تتحول الأراضي العرقية مسرحاً للعمليات العسكرية.
من جانبها قامت وزارة الدفاع التركية، بنشر مقطع فيديو قالت إنه للضربات الجوية التي استهدفت تجمعا لحرس الحدود العراقية شمال مدينة أربيل بالعراق، وقالت الدفاع التركية، في حسابها في تويتر، إنه نتيجة للضربات قتل اثنان من حزب العمال الكردستاني، بعد اكتشافهما في منطقة الزاب شمال العراق.
ورغم الاحتجاجات العراقية فإن أنقرة تؤكد أن من حقها مواصلة التصدي لحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.
الجيش العراقي يرسل معدات عسكرية ثقيلة إلى الحدود مع تركيا
إلى ذلك ارسل العراق، الأربعاء، تعزيزات عسكرية للانتشار على الحدود التركية، بعد يوم، بعد مقتل ضابطين خلال هجوم تركي بطائرة مسيرة في كردستان العراق حيث تقصف تركيا مواقع حزب العمال الكردستاني.
وقال احسان جبي مدير ناحية سيدكان في أربيل، إن حرس الحدود جلب المزيد من القوات والأسلحة الثقيلة والمتوسطة للانتشار على الحدود العراقية التركية، وتم إبلاغ عناصر حزب العمال الكردستاني بعدم التعرض لهذا الانتشار، مضيفا إنه لغاية الآن فإن الأجواء هادئة ولم يحدث أي توتر على الحدود بعد قصف يوم امس.
بالوقت نفسه دعا ائتلاف النصر بزعامة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، الحكومة إلى تقديم شكوى ضد تركيا لدى مجلس الأمن الدولي، على خلفية ما وصفها بـ”الجريمة السيادية” التي ارتكبتها أنقرة في منطقة سيدكان التابعة لمحافظة أربيل أمس الثلاثاء، محذّرا من “اللعب المزدوج والتخادم السياسي”.
هذا وقد تصدر وسم #الاستهتار_التركي قائمة “ترند” في العراق، وأشار النشطاء المشاركون في الوسم، الى الغاء زيارة وزير الدفاع التركي للعراق، مطالبين الحكومة العراقية بمقاطعة تركيا اقتصاديا ووقف الاستيراد منه، كما اتهم بعض المشاركين تركيا والولايات المتحدة بانتهاك سيادة العراق، كما أشار بعض المغردين الى القواعد والقوات التركية في شمال العراق، مطالبين الحكومة بإغلاق الحدود مع تركيا.
تنديد عربي
كذلك هاجمت مصر تركيا بعد قيام طائرة مسيرة تابعة للجيش التركي باستهداف مركبة تابعة لقوات حرس الحدود العراقي من منطقة “سيدكان” شمال العراق، وقال بيان صادر عن الخارجية المصرية: “تدين جمهورية مصر، استهداف طائرة مسيرة تركية لإحدى المركبات التابعة لحرس الحدود العراقي في منطقة سيدكان شمال العراق يوم أمس، مما أسفر عن مقتل عدد من العسكريين العراقيين، وبما يمثل انتهاكا مرفوضا لسيادة العراق الشقيق، وتهديدا جديدا للأمن والاستقرار الإقليمي”.
وشمل البيان تقديم خالص تعازي مصر لأسر الضحايا وللجيش العراقي الباسل. كما تضمن البيان التأكيد على تضامن مصر حكومة وشعبا مع حكومة وشعب العراق في مواجهة تلك الممارسات الاستفزازية، مع التشديد على ضرورة احترام كامل سيادة العراق ووحدة وسلامة أراضيه ضد أي تدخل خارجي.
كما أكدت الجامعة العربية في بيان، “دعمها لأي تحرك تقوم به الحكومة العراقية على الساحة الدولية في سبيل وقف الاعتداءات العسكرية التركية المتكررة على الأراضي العراقية والحفاظ على سيادة العراق وأمنه واستقراره”.
النهاية